دعا المشاركون في الملتقى الدولي الخامس للسيرة النبوية حول موضوع " دور الأسرة في مواجهة الإنحراف و الجريمة في المجتمع" والذي اختتمت أشغاله اليوم الخميس بورقلة إلى تجديد الخطاب الديني في تناول قضايا الأسرة، بما يمكن بتفعيل دورها في المجتمع. وأبرز المتدخلون من أساتذة وباحثين جامعيين في التوصيات الختامية لهذا اللقاء أهمية تجديد الخطاب الديني في طرح القضايا ذات الصلة بالأسرة وتكييفها (القضايا) مع التحديات المعاصرة للعائلة الجزائرية بما يسمح بتفعيل دورها في المجتمع مع العمل على دعم جهاز المرشدات بالتوظيف في كل مسجد و ترقية دورهن في محاربة مختلف أشكال الإنحراف و التطرف. واقترحوا في هذا الصدد تكفل قطاع الشؤون الدينية و الأوقاف بتنظيم دورات تكوينية في التأهيل الأسري بالتنسيق مع مختصين في علم الإجتماع و علم النفس. وأكد المشاركون في ذات السياق أيضا على ضرورة الإستفادة من الأخصائيين في علم الإجتماع العائلي و الطفولة و الرعاية الإجتماعية في مختلف مؤسسات المجتمع (التعليم و القضاء و الصحة و مؤسسات إعادة التأهيل) وإنشاء لجان قطاعية لتوعية الأسر و إبرام إتفاقيات بين مخابر البحث في الجامعات ومخابر البحث المهتمة بمجال الأسرة و وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لمواجهة ظواهر الإنحراف و الإجرام. وبالمناسبة أشادت توصيات هذا الملتقى الدولي الذي تواصلت أشغاله على مدار يومين بمجهودات الدولة بخصوص محاربة كل أشكال الأفكار الهدامة و الإنحراف الفكري بغرض حماية كيان المجتمع والمحافظة على تماسكه. وتم اقتراح أن تخصص الطبعة السادسة القادمة من الملتقى القادم لموضوع يتمحور حول دور المسجد و الأسرة و المدرسة في تحقيق الأمن الفكري على ضوء السيرة النبوية الشريفة. وتناول أساتذة وباحثين جامعيين من داخل الوطن وخارجه خلال أشغال هذا الملتقى الدولي الذي جرى بدار الثقافة مفدي زكرياء بحضور أئمة وعلماء ومشايخ الزوايا عدة موضوعات ذات صلة بإشكاليته من ضمنها "التنشئة الأسرية في الإسلام" و " نماذج عن التربية الأسرية الناجحة من خلال السيرة النبوية" و " الأسرة المسلمة بين فلسفة الفكر الإسلامي و الحضارة الغربية" و "آليات الوقاية من الإنحراف و الإجرام". ونظمت هذا اللقاء الفكري الذي حمل شعار "أسرة صالحة : مجتمع آمن" وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف وولاية ورقلة.