شدد المشاركون يوم الأربعاء في أشغال الملتقى المغاربي الثالث للسيرة النبوية الذي يتناول موضوع الوسطية والاعتدال في الفكرالإسلامي بين النظرية والتطبيق" على أهمية اتباع منهج الوسطية والإعتدال في المجتمع لكونه يضمن تجنب الأفكار المتطرفة. وأجمع المتدخلون من أساتذة جامعيين وأئمة ودعاة في إطار الجلسة الإفتتاحية لهذا الملتقى أن "انتهاج الوسطية والاعتدال في الظرف الراهن أصبح من المتطلبات الملحة للمجتمعات الإسلامية التي تواجه أشكال متعددة من التطرف". وفي هذا الصدد ذكر ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد الشيخ أن "المجتمعات الإسلامية في حاجة اليوم إلى انتهاج الوسطية والإعتدال التي تحث عليها التعاليم السمحة للدين الإسلامي الحنيف وهو السبيل الأمثل لحمايتها من الأفكار والسلوكات المتطرفة التي تهدد كيانها ". وأوضح أن الدين الإسلامي الحنيف "ينافي الغلو والتطرف"وأن "الوسطية والإعتدال خط أصيل في هذا الدين الذي تثبت كل نصوصه الشرعية هذا الخط سواء في مضمون القرآن العظيم أو في ما ورد من سلوكات الوسطية والإعتدال في السيرة النبوية الشريفة". كما أبرز المتحدث جوانب من المعاملات التي كانت سائدة في بيئة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) "الذي كان يتعامل مع الناس بقيم الوسطية والإعتدال". ودعا الدكتور الشيخ إلى "الإقتداء بهذا السلوك النبوي من خلال تبني خطابا وسطيا سواء في المعاملات مع الناس أو في المساجد أو في وسائل الإعلام بما يضمن صون وحدة الأمة وتماسكها". ومن جهته قال الدكتور كمال بوزيدي ( جامعة الجزائر) "ان مجتمعاتنا في حاجة إلى مثل هذه اللقاءات التي تسمح بالتعريف بمنهج الوسطية ذلك أن تأصيل مفهوم الوسطية مطلوب اليوم في أمور الدين والدنيا معا وفي السلوك والأخلاق أيضا". وبعد أن قدم المتدخل تعريفات لغوية واصطلاحية لمفهوم الوسطية وغاياتها الدينية ومواضيعها في الحياة والمعاملات خلص إلى القول أن "منهج الوسطية ينبغي أن يشمل كل سلوكات الفرد لأنه الكفيل بضمان فوزه في الدنيا والآخرة". وقبل ذلك قدم أمين المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ورقلة الشيخ محمد بوعلاتي مداخلة تناول فيها بالخصوص الأهداف المتوخاة من هذا الملتقى والتي من بينها "إبراز دور العلماء في نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف" مشيرا أن الاسلام "دين العدل والوسطية والتسامح والمساهمة في تأصيل الوسطية في أمور المسلم دينا ودنيا والدعوة إلى انتهاج الوسطية وإبراز معانيها وأصولها الدينية ودورها في تجنيب المجتمع لكافة أشكال التطرف والعنف". ويتناول الملتقى المغاربي الثالث للسيرة النبوية عدة محاور من بينها "الوسطية ...المفهوم والضوابط" و"الوسطية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة" و" مظاهر الوسطية " و" منهج الوسطية في بناء الشخصية الإسلامية. وينشط فعاليات هذا اللقاء الذي أشرفت على افتتاحه السلطات الولائية كوكبة من الأساتذة الجامعيين والأئمة و مشايخ وعلماء أجلاء من مختلف جهات الوطن منهم الشيخ الدكتور محمد الشريف قاهر عضو المجلس الإسلامي الأعلى إلى جانب حضور ضيفين من تونس والأردن . ويتضمن برنامج الملتقى الذي تنظمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف عديد المداخلات من بينها "أثر المنهج الوسطي في تحقيق الأمن والسلام العالمي " و" الإصلاح بين كونية القيم ووسطية الخطاب الديني " و" التعصب الفكري ..أسبابه ومظاهره وآثاره النفسية و الإجتماعية "و" دور الوسطية و الإعتدال في تحقيق الوحدة الفكرية للأمة الإسلامية في ظل المتغيرات الدولية " وغيرها. وسيتم عبر عدد من مساجد الولاية تقديم سلسلة من الدروس ذات صلة بمحور هذا الملتقى الذي يدوم يومين.