أصدرت جمعية التراث ثلاثة كتب جديدة نزلت إلى المكتبة الجزائرية والعربية وترجع هذه المؤلفات للدكتور محمد بن قاسم ناصر بوحجام، فالكتاب الأول تحت عنوان "محاضرات عن الثورة التحريرية الجزائرية" إذ أكد الدكتور على العودة للتعمق في طبيعة الثورة التحريرية وربطها بالمبادئ التي صدرت عنها ووصلها بالأهداف التي رسمتها، ويضيف الدكتور يقول إن هذه القراءات كثير مما قد يقرؤه المتأمل المتأني وهو ينظر فيها ويطيل النظر، يقرأ فيها مسألة المرجعية في التخطيط والتحرك، والعمل المؤسس على قواعد صحيحة، والرؤية المستقبلية في التفكير والتدبير، وضبط المفهومات وحسن التعامل معها، وغيرها من الدروس والعبر المستفادة من هذه الثورة المثيرة بأحداثها وإنجازاتها ومفاجآتها· وكما تطرق الدكتور إلى إرهاصات الثورة وأشكالها في الشعر الجزائري، وأسباب عزوف الشباب عن تاريخ الثورة الجزائرية وما إلى ذلك من المواضيع التي حاول من خلالها الدكتور تفسير الثورة بأعين الأدب العربي· أما الكتابين الآخرين فهما يندرجان تحت سلسلة···من فكر العلماء العاملين على حد تعبير الدكتور محمد بوحجام"···اخترت نماذج من العلماء العاملين الذين طبقوا ما دعوا إليه ونفذوا ما خططوه، وقد نجحوا في كثير مما ساروا فيه وصالوا وجالوا، وبذلك نقدم للراغب في السير في طريقهم أمثلة من العمل الحقيقي، وشواهد مما يمكن القيام به، وركزت على مجالات معينة لها علاقة ببناء الفرد وتكوين الإنسان وهي ميادين التربية والتعليم والتوجيه والدعوة والتاريخ···" حيث حمل المؤلف الأول عنوان "مفهوم التاريخ عند الشيخ محمد علي دبوز" إذ كان يرى الشيخ أن التاريخ وسيلة تربوية راقية تجبر الكثير من النقائص التي تعاني منها الوسائل التربوية الأخرى، ومفهوم التاريخ لدى الشيخ نابع من عمق تجربته الخاصة· أما الكتاب الثاني ضمن هذه السلسلة فهو تحت عنوان "حقيقة التعليم في فكر الشيخ عبدالرحمان بكلي" ويتضح هذا من خلال التقارير التي كان يعدها كل سنة عن سير التعليم في مدرسة الفتح بمدينة بريان والمتضمنة للعناصر المتعددة للتعليم، حيث أعطى الشيخ عبدالرحمان للتعليم أبعادا كبيرة وخطيرة، يدركها من أوتي بصيرة التأمل فيما كتبه، ومن أعطى منحة الشعور بضرورة تحمل المسؤولية في بناء الأركان والكيان والإنسان·