ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرجل الذي عارض النظام وأدان الإرهاب وغير عطلة نهاية الأسبوع
الشيخ أحمد سحنون.. الحكيم الذي عصته أمته

هذه الأبيات كانت من آخر ما كتب العلامة احمد سحنون بيده، أشهرا قليلة قبل لحاقه بالرفيق الأعلى، وقال الشيخ احمد سحنون "مررت في طريقي إلى المسجد بالنعش رابضا في أحد الأركان مثل المركب الواقف عند الشاطئ ينتظر المسافرين، فتوقفت أمامه متأملا لأجد نفسي أخاطبه بهاته الأبيات".
1. أيا نعش يا مركب الراحلين ** إلى القبر هل حان يوم الرحيل؟
2. فإني تخلفت عن رفقتي ** فهل للحاق بهم من سبيل؟
3. وصرت غريبا بغير رفيق ** وقلبي كئيب وجسمي عليل
4.
5. المتأمل لحياة العلامة أحمد سحنون يحس أن هذه الأبيات التي قيلت في ذلك الزمن لم تكن مجرد تأمل، بل لعلها كانت دعاء وأمنية من شيخ أنهكته هموم أمة لم يستطع أن يفعل أمامها شيئا، أول محنة عاشها الشيخ أحمد سحنون كانت حين ولد، سنة 1907، حيث توفيت أمه وهي نفساء، هذه المحنة ظلت مع الشيخ أحمد "طيلة حياتي وأنا أتمنى أن أرى وجه أمي في المنام، دعوت وصليت لكن لعل أن يجمعني الله بها في الجنة" هكذا قال الشيخ سحنون لمقربيه، بعد وفاة أمه تولت عدة نساء إرضاعه، تقول الأستاذة عائشة سحنون "ذات مرة قال لي أبي، لو أبحث سأجد أن جل أبناء ليشانة إخوة لي من الرضاعة" ثم بعد ذلك تولى والده تربيته، حيث تلقى تعليمه الأول على يد والده، فحفظ القرآن في زاوية "طولڤة" وعمره لا يتجاوز 12 سنة، وأتقن الكثير من الفنون الدينية، كاللغة، والقوافي، والحديث والفقه المالكي..
6.
7. الزهد منذ نعومة الأظافر
8. ومما يشهد به للشيخ احمد سحنون زهده وورعه، ويقول كل الذين عرفوا الشيخ أن أهم شيء في حياته كان قيام الليل، وحدثني الأستاذ مراد خيشان أن الشيخ احمد حكى له "ذات مرة استيقظت من النوم ووجدت أبي يبكي، فلما سألته عن السبب وبعد إلحاح أجاب أنه نام حتى أدركه الفجر ولم يؤد ركعات القيام‮"‬ وعبر الشيخ احمد سحنون عن هذا الموقف ببيت من الشعر جاء فيه:‬
9. أنا ابن الذي يبكي إذا طلع الفجر ولم يكن أدى ما به يعظم الأجر
10. ويقول كل الذين عرفوه أن الشيخ أحمد سحنون لم يترك قيام الليل منذ ذلك اليوم حتى مات، تقول عائشة سحنون "في بعض الأيام يكون الشيخ مريضا ومتعبا لا يتناول عشاءه وينام مبكرا، ولكن ما إن يحل الثلث الأخير حتى تجده قائما نشيطا كأنه ليس نفس الشخص الذي كان متعبا".
11.
12. عندما يشم ابن باديس إرهاصات العبقرية
13. جالس أحمد سحنون في بداية رحلته العلمية الشيخَ محمد بن خير الدين، وتأثر بابن باديس الذي التقى به أول مرة عام 1936، وعن هذا اللقاء قال الشيخ أحمد سحنون "جمعني به أول مجلس فبادرني بسؤاله: ماذا طالعت من الكتب؟ فأخذت أسرد له لسوء حظي أو لحسنه قائمة حافلة بمختلف القصص والروايات، فنظر إلي نظرة عاتبة غاضبة وقال: هلا طالعت العقد الفريد لابن عبد ربه، هلا طالعت الكامل للمبرد بشرح المرصفي، واستمر في سرد قائمة من الكتب النافعة المكونة، فكانت تلك الكلمة القيمة خير توجيه لي في هذا الباب"... واشتهر عن الشيخ إطلاعه الواسع وحبه للكتب واقتنائها، والمكتبة التى تركها في مسجد أسامة بن زيد تغني عن البحث عن أي دليل في الموضوع، وكانت اهتمامات الشيخ في بداية مشواره العلمي والشرعي، بالأدب والشعر والقصة والنقد، في سنة 1947 اشترك في المجلس الإداري للجمعية، وقام بكتابة نشيدها الذي يقول في مطلعه:‬
14. يا بني شعب الأباة... للمعالي
15. أنتم نسل الأمازيغ الكماة ... في النزال
16. كل من ضحى بنفسه فمات... لا يبالي
17. كما عينته الجمعية في نفس السنة معلما في مدرسة التهذيب الحرة في بولوغين ثم أصبح مديرا لها بعد عام واحد.‬
18. ومنذ البداية اتخذ الشيخ رحمه الله موقفا ضد الاستعمار عبر عنه في خطبه وتحريضه المستمر عليه، بل كوّن تنظيما فدائيا سريا انطلاقا من مسجد الأمة عام 1953، وبعد اندلاع الثورة لم يتردد في مساندتها مما أدى إلى سجنه عام 1956، وحاول المستعمر استغلال مكانة الشيخ عند الشعب الجزائري وتأثيره فيه، فطلب منه أن يحذر الناس من المجاهدين ويبعدهم عن احتضان الثورة ودعمها، فرد عليه قائلا:‬
19. "أنا الآن في حكم الميت، إذا نفذت ما طلبتم مني يقتلني إخواني وإذا لم أنفذ تقتلونني أنتم، ومادمت ميتا فليكن موتي على أيديكم أفضل". فحكم عليه بالإعدام، ثم أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات لأسباب صحية، فقام المجاهدون بتهريبه إلى منطقة باتنة بالشرق الجزائري، ثم إلى مدينة سطيف ليواصل عمله وجهاده بين أفراد شعبه. واستقبله القائد محمد الصالح يحياوي رفقة 50 مجاهدا قدموا له التحية الشرفية لحظة صعوده الجبل.. بعد الاستقلال عين إماما خطيبا بالجامع الكبير بالعاصمة وعضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى، فواصل عمله الدعوي التربوي، وكان حريصا على حرية الكلمة ولم يكن يهادن في دينه ولا يقبل المساومة، وكان يقول ما كان يعتقد انه الحق أمام أي كان، وسبب له ذلك مشاكلَ جمة وصلت الى توقيفه عن العمل في المسجد الكبير سنة 1965، في عهد الرئيس أحمد بن بلة، ولكن الرئيس بومدين أعاده إلى منصبه في ذات العام بعد التغيير الذي وقع في نظام الحكم، وللشيخ أحمد سحنون موقف وتصور للدعوة الإسلامية، عبر عنه في مقال نشره قال فيه "ليست الدعوة إلى الله إذن كلاما مجردا عاديا، يستطيع أن يملأ به شدقيه كل من لا حظّ له من دين أو خلق، ولا خلاق له من إيمان أو استقامة، إنما هي كفاح مرير ينبغي أن لا يخوض غماره إلا من تسلح له بسعة الصدر ولين القول واستقامة السيرة وبلاغة المنطق وقوة الحجة‮"‬.
20.
21. الرجل الذي غير العطلة الأسبوعية
22. وفي إحدى المناسبة الرسمية وخلال لقاء جمع الرئيس بومدين بمجموعة من الأئمة، طلب الشيخ أحمد سحنون إلى الرئيس بومدين أن يغير العطلة الأسبوعية من الأحد الى الجمعة، وبناء على ذلك الطلب صدر مرسوم رئاسي في بداية السبعينيات. ورغم الوظيفة الرسمية ظل الشيخ أحمد سحنون يبدي رأيه بصراحة في كل الأحداث والمواقف الوطنية، كان أهمها محاربته للنهج الاشتراكي الذي انتهجته الدولة آنذاك، ك "خيار لا رجعة فيه"، كما شارك في النشاطات التي قام بها الإسلاميون، كان أهمها تجمع 1982 الذي نظمه الإسلاميون، حيث شارك في صياغة البيان الشهير باسم بيان النصيحة، الذي كان نداء الى السلطة من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية. وهو ما انجر عليه وضع الشيخ تحت الإقامة الجبرية..
23.
24. التطرف.. الموقف والثمن
25. عندما رفع بويعلي السلاح كان بعض الناس يتصورون أن ينخرط احمد سحنون في هذه الحملة، باعتباره معارضا لتوجهات النظام، ولكن الشيخ أحمد سحنون كان ربانيا وعالما وواعيا بمسؤولية الكلمة، فبين خطأ الأمر وساهم في إسداء النصيحة لبويعلي، وبين له أن العنف طريق خاطئ لا يؤدي الى نتيجة، وأنه فقط ينتج مجموعة من الأحقاد.
26. وفي عهد الانفتاح، سعى الشيخ احمد سحنون لتأسيس كيان يجمع الإسلاميين ويحميهم من الحماقات، لكن صوت التطرف والفرقة كان هو الأقوى، وسلت خناجر السب والشتم في وجه الشيخ احمد سحنون من طرف أناس كان يكن لهم كل الحب، لكن كانوا يريدون استعماله كمعبر لتحقيق مأربهم، فالبعض أراد منه أن يفي له بأنه الممثل الحصري للإسلام، والبعض يريد منه أن يجيز له قتل إخوانه، والبعض والبعض.. لكن الشيخ ضل متمسكا بموقف "لا يجوز الخروج على الحاكم ولا كثرة الدخول عليه".. ولما رفض قيل عنه إنه ليس أهلا ليقود، وقال آخرون إنه شيعي، وقال آخرون أشعري، وأخرج من مسجد الرقم الذي كان سببا في بنائه، وأوقف عن التدريس فيه، وكانت هناك محاولة لإيقاف دروسه في مسجد أسامة.. بل بلغ الأمر مداه حين تعرض الشيخ أحمد سحنون لمحاولة اغتيال داخل مسجد أسامة بن زيد، في اللحظة التي كان يستعد فيها لإمامة الناس في صلاة الفجر صبيحة 30 جوان 1996، ذات مرة قال أحمد سحنون لجلساء ظلوا أوفياء له "أفهم أن أناسا يريدون الدنيا.. ولكن لا ادري لماذا لا يفهمون أني أريد الآخرة؟" بعد سلسلة المتاعب التي عاشها الشيخ تماما كما عاشها الأنبياء والصالحون، أدركه في ديسمبر 2003 أجله فاسلم الروح، وجاء الناس إلى قبره يقولون جميعا ‮"‬لو أننا أطعنا احمد سحنون لما عشنا ما‮ عشناه‮"‬
27. الدكتور طالب الإبراهيمي أشرف على طباعة أول ديوان للشيخ سحنون‮:‬
28. ‮"‬سأنقل آراء الشيخ سحنون في الدعوة والعمل السياسي في مؤلف جديد‮"‬
29.
30. لم يشأ الدكتور والوزير الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، أن يفوّت الندوة التكريمية للشيخ المرحوم أحمد سحنون، دون أن يقدم شهادة في حقه، رغم إصراره على تجنب الظهور إعلاميا منذ سنوات عدة، قائلا في كلمة مرتجلة لكنها حملت معاني كثيرة: "شكرا لأسرة الشروق التي لم تنس في هذا الزمن الرديء أعلام الجزائر‮"‬.
31. وعادت ذاكرة نجل العلامة البشير الإبراهيمي إلى سنوات الأربعينات، حينما تعرف على الشيخ أحمد سحنون، وكان الشيخ الإبراهيمي قد عاد من منفاه بقرية آفلو التي قضى بها ثلاث سنوات كاملة، ثم جاءت أحداث 8 ماي 45 وألقى المستعمر القبض عليه مجددا، وبعد سنة من السجن عاد إلى الحياة، وكان ذلك عام 1946، حينما قرر إحياء جريدة البصائر، وكان ذلك سنة 47، فكوّن أول هيئة تحرير شملت كلا من حمزة بوكوسة وفرحات دراجي وبعزيز بن عمر، إلى جانب أحمد سحنون وأحمد رضا حوحو وأحمد توفيق المدني.
32. ويقول طالب الإبراهيمي: "لقد حكا لي أحمد سحنون بعد أعوام بأنه كان يعتبر هذه التجربة من أحسن وأكبر سنوات حياته، لقد كان يقضي الساعات مع والدي، ويركز على شيئين جد هامين، وهما تفسير القرآن الكريم والشعر العربي، هذا كما عرفته في سنوات الأربعينات، ثم جاءت الثورة في الخمسينات، وخلافا لكثير ممن يدعون مشاركة واسعة في الثورة، فقد شارك سحنون قولا وعملا في الثورة التحريرية، وعرف الاعتقال والاضطهاد، ثم جاء الاستقلال، وعرف مع قلة من العملاء الاعتقال والاضطهاد مجددا".
33. ويضيف الوزير الأسبق: "لقد شاءت الأقدار أن أكون على رأس وزارة التربية والإعلام والثقافة بعد الاستقلال، فكثرت لقاءاتي بالشيخ أحمد سحنون، وطبعت أول ديوان له الذي حمل عنوان "حصاد السجون" وكان ذلك بداية سنوات السبعينات".
34. ويعرج الدكتور الإبراهيمي في استذكاره لعلاقته بأحمد سحنون فترة التسعينات، أو كما أسماه بالعشرية الحمراء، وخلالها تأسست لجنة الدفاع عن مساجين الرأي، وترأسها المرحوم أحمد سحنون وكان المتحدث إلى جانب الشيخ طاهر علجت من ضمن أعضائها، وتوقف الإبراهيمي في سرده لمسيرة الراحل أحمد سحنون برهة قائلا: "لن أقول الكثير عن فترة التسعينات، لكنني سأكتب عن موضوع يهم الإسلاميين، ويتعلق الأمر بالعلاقة ما بين الدعوة والعمل السياسي، ولقد كان لسحنون أراء نيرة في هذا الشأن، وأنا سأكتب عن هذا المرحلة".
35. ويعود وزير التربية الأسبق للحديث مجددا عن المرحوم قائلا:‬‮ "‬لقد كان يجيب عن كثير من الأسئلة ببيت من الشعر، وقد زرته في التسعينات بعد حملة إعلامية شرسة ضدي، فقال لي يومها‮:‬
36. إن‮ الرياح‮ إذا اشتدت عواصفها‮ *** فلن تصيب سوى العالي من الشجر
37. كما اشتهر المرحوم الشيخ أحمد سحنون بالبيت‮:‬
38. ما أحوج القرآن للسلطان *** لو آمن السلطان بالقرآن
39. ويؤكد المتحدث الذي أبى إلا أن يشارك في الندوة وأن يدلي بشهادة حق تتعلق بالمسيرة النيرة للعلامة أحمد سحنون، بأنّ أحسن تأبين للشيخ سحنون كان البيت الشعري الذي أبن به الشيخ نفسه والده البشير الإبراهيمي، والذي قال فيه:
40. لا تقل يا ناعيَ الأحرار ماتا ***‬‮ لم يمت من علم الناس الحياةَ
41.
42. إسماعيل زكري،‮ زميل الشيخ وناشر كتبه‮:‬
43. ‮"‬الشيخ سحنون وعاء لجميع الصفات الحميدة‮"‬
44.
45. أكّد إسماعيل زكري في شهادته عن الشيخ المرحوم أحمد سحنون، بأنّه يعده شيخه الأكبر، وأنّ تأثيره عليه كان كبيرا: "سحنون هو شيخي الأكبر وأثر في حياتي الأولى منذ التقيته سنة 1950 بعد خروجي من جامع الزيتونة وعملي في مدرسة التهذيب في بلكور، وكذا مدرسة بولوغين التي كان يديرها الشيخ سحنون"، وأضاف "إنّ أخي الأكبر العلامة أحمد سحنون وعاء لجميع الصفات الحميدة، وهو يمتاز بنبذ العصبية التي يمقتها بلا حدود.. وقد عايشت المرحوم أكثر من أربع سنوات، وعرفته داخل وخارج المعتقل بعد إلقاء القبض علينا من طرف الاستدمار الفرنسي في 24 ماي 1956 مع جماعة من المناضلين، وتنقّلنا بين معتقلات كثيرة منها البرواڤية، بطيوة، سيدي الشحمي، الضاية والدويرة، وهذ الأحداث ربما سأتناولها في كتاب. لقد قمنا ببعض الواجب تجاهه بطبع ديوانه في جزأين عن منشورات الحبر. ونحن في انتظار أن نطبع له كتابا ثالثا تحت عنوان ‮"‬كنوزنا‮"‬، وكلّفت به ابنة الشيخ سحنون عائشة، وهي تلميذتي بعد اطّلاعي على أفكارها في أبيها، وهي حريصة على جمع تراث والدها باهتمام بالغ‮"‬.‬
46.
47. الدكتور شكري الرفاعي‮ (‬داعية ومعاصر للشيخ‮)‬
48. الشيخ كان يمثّل السلف الصالح بكلّ مقوماته
49.
50. في شهادة الدكتور شكري الرفاعي الذي قدم من قسنطينة خصّيصا للإدلاء بها، تساؤلات عديدة أهمّها سؤال مفاده هل أدّينا حق الإمام الشيخ أحمد سحنون رحمه الله. وعاد الدكتور الرفاعي إلى كيفية تشكّل علاقته بالإمام المرحوم: "علاقتي بالشيخ أحمد سحنون تكوّنت من خلال ما قرأت عنه، وأول لقاء لي به كان لما أخبرني أحدهم بأنّ الشيخ سحنون يريد أن يراني، فجئته في رمضان، ووجدته يعاني من آلام لما انتهت إليه الأوضاع في الجزائر، وشكا لي من الخلافات التي لا مبرر لها إلا اعتبار المصالح. الشيخ سحنون ينتمي إلى جيل القضية التي أعطاها كلّ شيء". وأضاف الدكتور الرفاعي "نحن نذكر سلفنا الصالح بكلّ خير ونكتفي بهذا، وهذا غير صحيح لأنّ حق أسلافنا ألا نكون دونهم فيما قدّموه. لقد تبيّن لي أنّ الشيخ سحنون عندما التقيته أنّه خارج عصره لأنّه كان يمثل السلف الصالح بكلّ مقوماته. والسؤال المؤلم هو هل أدّينا حق الإمام سحنون وزملاؤه الإبراهيمي، ابن باديس وغيرهم..‬؟ نحن استقلنا من المسؤولية، وهذا ما لا يقبله منّا السلف الصالح، ومنجزاتهم تتعرض للتآكل. نحن خنّا أمانة سلفنا بتقاعسنا وخلافاتنا‮"‬.‬
51.
52. محمد الهادي الحسني
53. رثاء سحنون للخميني دليل على تسامحه
54.
55. ذكر الأستاذ محمد الهادي الحسني في شهادته أنّ أول تكريم للشيخ أحمد سحنون جاء من الشيخ البشير الإبراهيمي سنة 1963، عندما أدرج في عيون البصائر قصيدة لسحنون موضوعها ترحيب بإنشاء مركز لجمعية العلماء المسلمين بالقصبة. ولم يُخف الهادي الحسني دهشته عندما وجد في مكتبة الشيخ أحمد سحنون رواية "الأم" لماكسيم غوركي. وأكّد الهادي الحسني أنّ من تسامح الشيخ سحنون قصيدته التي كتبها في رثاء الإمام الخميني. وذكر الحسني في تكريم الشيخ سحنون هذه الطرفة التي كان بطلها لحبيب اللّمسي، الذي كان دائما يُلح على الهادي الحسني بأن يأخذه لزيارة الشيخ سحنون في بيته، ولما وصلنا، إلى بيت الشيخ سحنون يؤكد الهادي الحسني وجدناه قد فرغ للتو من كتابة أبيات في مدح الحاج لحبيب اللّمسي. وأشار الهادي الحسني إلى أنّه قام بتصحيح الطبعة الأولى من ديوان الشيخ سحنون، واعتبر الطبعة الثانية من هذا الديوان التي صدرت في جزأين تحمل الكثير من الأخطاء والنقائص والتشويهات، وألحّ على ضرورة إعادة طبع الديوان مع ضرورة أن تُحاط العملية بكثير من الاهتمام لتلافي الأخطاء التي حملتها الطبعة الثانية.‬
56.
57. الشيخ بالحاج بكير ‮(‬أستاذ بمعهد الحياة‮):‬
58. الشيخ سحنون هو من جمع الكشافة وسماها الإسلامية
59.
60. لم يقابل الحاج بكير بلحاج مدير مركز "الحياة" بغرداية الشيخ أحمد سحنون إلا مرتين في حياته حسب روايته، إلا أنهما كانتا كافيتين ليعرف أن الشيخ "من الرجال العظماء الذين ينفخون الروح في أمتهم لتكافح من اجل بقائها".
61. "من غريب الصدف أن أقابل هذا الرجل في مكان لا يخطر على بال" قال الحاج بكير وكان قادما وقتها من القرارة بغرداية، ولم تكن المقابلة في حلقة ذكر أو على منبر في مسجد، مثلما هو حال العلماء بل "قابلته في ملتقى الاستقلال للكشافة إبان الاستعمار، وقد ألقى قصيدة في تلك السهرة التي خصصت للنظر في مصير الكشافة وقت الاستعمار‮"‬.
62. وفي شهادة للتاريخ، كشف الحاج بكير أن تسمية الكشافة الإسلامية كانت من اقتراح الشيخ أحمد سحنون رحمه الله "أثيرت في ذلك الملتقى قضية تسمية الكشافة ودار حولها صراع كبير، انتهى النصر فيه إلى تسمية الكشافة الجزائرية بالكشافة الإسلامية، وانضوت تحتها كل الحركات والفرق الكشفية وكانت الوحدة‮"‬، وهذا دليل حسب الحاج بكير على أن ‮"‬الشيخ كان نشطا والدعوة إلى الله تكون في كل مكان، ولا يظل صاحبها قابعا وراء منبر أو داخل مسجد‮"‬ قال المتحدث.
63. وكان اللقاء الثاني بين الرجلين عندما "تشرفت بزيارته رفقة الشيخ عدو ونجله بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها، وقرأنا في وجهه الحب والصدق والتواضع وحب الخير للناس، بل حتى من اعتدوا عليه لم يذكرهم بسوء" ونتيجة للأخلاق العالية للشيخ قال الحاج بكير "كان ذلك اللقاء عظيما في نفسي‮"‬.‬
64. إذن، مقابلتان لا ثالث لهما كانتا كافيتين ليحتفظ من خلالهما الشيخ بكير بصورة طيبة ونموذج جيد للداعية في سبيل الله، الذي يحمل في قلبه هم البلاد والعباد.
65.
66. عائشة سحنون:‬
67. ‮"‬أنا كاتبة أبي وكاتمة أسراره‮"‬
68.
69. كل ما قالته عائشة سحنون عن والداها واستحضارها لذكريات الطفولة في كنف والد داعية لسبيل الله، أخذته مع الأيام هموم العالم ومشاغله، أحسنت عندما لخصته في قولها "لو لم يكن الشيخ سحنون والدي لتمنيت أن يكون والدي".
70. أما عن العالم فلم تحك كثيرا، لأن طلبته ورفاقه تولوا المهمة، لكن عن الأب فقالت "لم يحرمنا الحنان، كان صديق أبنائه.. يسر إلينا، يدللنا ويلاعبنا، وكان يأخذ اللقمة من فمه ويذيقنا من صحنه، مع أننا كنا نأكل نفس الأكل، إنما كان يقول على سبيل الدعابة: ذوقوا من هذا أظن أنه أطيب مما عندكم‮"‬.‬
71. كان أحب أسلوب لديه أن يفاجأ أبناءه وهم أطفال حسبما تروي عائشة "كان يفاجئنا بالشيء الذي نحبه مثل أن يخفي لي التفاح الذي اشتراه لي في غرفة الاستقبال، وسط حبات الفاكهة غير الحقيقية التي وضعتها أمي للتزيين، وكم كنت أفرح عندما أبحث فأكتشف التفاحات الحقيقة من بين المزيفة‮"‬.‬
72. كلهم كانوا في كفة وعائشة في كفة أخرى، فهي البنت الوسطى ‮"‬سماني على اسم والدته التي لم يرها قط، لأنها توفيت عندما وضعته، وبقيت ذكراها غاية عنده يحمل لها الشوق‮"‬.‬
73. بل وضع عائشة الصغيرة موضع عائشة الوالدة "كان يقول للجميع هذه عائشة بنت المكي، وهي جدتي، كنت كاتبته وكاتمة أسراره ومستشارته، يستشيرني في أزمة مع صديق، خصومة بين الناس أو موقف مع الحكومة، وحتى في مشاكل العائلة كان يطلب مني الرأي".
74. وكتفسير لمكانتها الخاصة بين إخوتها، 4 بنات وابن واحد، تقول عائشة "ربما لأنني بين إخوتي التي حفظت القرآن وعمري 10 سنوات، مع أنه تعذب معي في الأول، فأوكل المهمة لأختي الكبرى المرحومة سعيدة، التي حفظتني حزبا، وبعدها تحررت الملكة عندي وكنت أحفظ دائما المزيد، وكان يختبر معارفنا باستمرار حتى على سبيل الدعابة‮"‬.‬
75. الشيخ لم يكن متزمتا ولا قاسيا مع أهل بيته "كان يناقشني في ما أقرأ لعبد القدوس ويوسف السباعي وعبد الحليم عبد الله وناجي إبراهيم ونزار قباني، وكلها كانت كتبا في مكتبه". وعلى سبيل المثال ساقت لنا عائشة مثالا "في يوم تجادلنا حول إحسان عبد القدوس، وكنت أدافع عن كتابه وكان بالمقابل يقول لي: الأفضل أن تأخذي الحكمة من كتب أخرى، واستمررت في الدفاع عن رأيي حتى قال لي: لو كان عبد القدوس نفسه لما أحسن الدفاع عن نفسه بهذا الشكل"، وتوافقت رؤية عائشة مع رؤية الشيخ الغزالي رحمه الله "عندما قابل الشيخ الغزالي وجد عنده نفس الرأي عن إحسان عبد القدوس فجاء ليخبرني بذلك‮"‬.‬
76. وعن أسرار شخصية، قالت البنت الوسطى "كنا نكتب ما نحتاج من أغراض البيت على ورقة، وعندما يأتي الشاب المكلف بالتسوق ندفعها إليه من تحت الباب، لكنني كنت أدفع معها ورقة صغيرة خاصة بي وباحتياجاتي، لأنني أعلم أن والدي لا يرفض لي طلبا".
77. الشيخ سحنون يحب الأكل الجيد الدسم ""بوزلوف" كان أفضل أطباقه، لكنه كان لا يحب أن يأكله مع الضيوف، لأنه مع هذا الطبق بالذات يحب أن يأخذ كامل راحته، يأكله بنهم ويكدده عظمة عظمة، وكذلك الحال بالنسبة للحلويات المسكرة، التي كان يحب أن يختلي بها".
78. كان الشيخ سحنون رحمه الله نعم الوالد الحنون الذي يخفض طرفه لأبنائه مثلما عرفنا من ذكريات طفولة عائشة، التي أكدت أنه رغم وجود أخيها رجاء "الذكر الوحيد" بين 4 بنات والذي جاء بعدها، إلا أن عرشها لم يتزعزع مثلما هو حال البنات في حضور الأولاد، لأنها كانت في نظر الشيخ والدته عائشة بنت المكي.‬
79.
80. الشيخ بالحاج بكير ‮(‬أستاذ بمعهد الحياة‮):‬
81. الشيخ سحنون هو من جمع الكشافة وسماها الإسلامية
82.
83. لم يقابل الحاج بكير بلحاج مدير مركز "الحياة" بغرداية الشيخ أحمد سحنون إلا مرتين في حياته حسب روايته، إلا أنهما كانتا كافيتين ليعرف أن الشيخ "من الرجال العظماء الذين ينفخون الروح في أمتهم لتكافح من اجل بقائها".
84. "من غريب الصدف أن أقابل هذا الرجل في مكان لا يخطر على بال" قال الحاج بكير وكان قادما وقتها من القرارة بغرداية، ولم تكن المقابلة في حلقة ذكر أو على منبر في مسجد، مثلما هو حال العلماء بل "قابلته في ملتقى الاستقلال للكشافة إبان الاستعمار، وقد ألقى قصيدة في تلك السهرة التي خصصت للنظر في مصير الكشافة وقت الاستعمار‮"‬.
85. وفي شهادة للتاريخ، كشف الحاج بكير أن تسمية الكشافة الإسلامية كانت من اقتراح الشيخ أحمد سحنون رحمه الله "أثيرت في ذلك الملتقى قضية تسمية الكشافة ودار حولها صراع كبير، انتهى النصر فيه إلى تسمية الكشافة الجزائرية بالكشافة الإسلامية، وانضوت تحتها كل الحركات والفرق الكشفية وكانت الوحدة‮"‬، وهذا دليل حسب الحاج بكير على أن ‮"‬الشيخ كان نشطا والدعوة إلى الله تكون في كل مكان، ولا يظل صاحبها قابعا وراء منبر أو داخل مسجد‮"‬ قال المتحدث.
86. وكان اللقاء الثاني بين الرجلين عندما "تشرفت بزيارته رفقة الشيخ عدو ونجله بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها، وقرأنا في وجهه الحب والصدق والتواضع وحب الخير للناس، بل حتى من اعتدوا عليه لم يذكرهم بسوء" ونتيجة للأخلاق العالية للشيخ قال الحاج بكير "كان ذلك اللقاء عظيما في نفسي‮"‬.‬
87. إذن، مقابلتان لا ثالث لهما كانتا كافيتين ليحتفظ من خلالهما الشيخ بكير بصورة طيبة ونموذج جيد للداعية في سبيل الله، الذي يحمل في قلبه هم البلاد والعباد.
88.
89. عائشة سحنون:‬
90. ‮"‬أنا كاتبة أبي وكاتمة أسراره‮"‬
91.
92. كل ما قالته عائشة سحنون عن والداها واستحضارها لذكريات الطفولة في كنف والد داعية لسبيل الله، أخذته مع الأيام هموم العالم ومشاغله، أحسنت عندما لخصته في قولها "لو لم يكن الشيخ سحنون والدي لتمنيت أن يكون والدي".
93. أما عن العالم فلم تحك كثيرا، لأن طلبته ورفاقه تولوا المهمة، لكن عن الأب فقالت "لم يحرمنا الحنان، كان صديق أبنائه.. يسر إلينا، يدللنا ويلاعبنا، وكان يأخذ اللقمة من فمه ويذيقنا من صحنه، مع أننا كنا نأكل نفس الأكل، إنما كان يقول على سبيل الدعابة: ذوقوا من هذا أظن أنه أطيب مما عندكم‮"‬.‬
94. كان أحب أسلوب لديه أن يفاجأ أبناءه وهم أطفال حسبما تروي عائشة "كان يفاجئنا بالشيء الذي نحبه مثل أن يخفي لي التفاح الذي اشتراه لي في غرفة الاستقبال، وسط حبات الفاكهة غير الحقيقية التي وضعتها أمي للتزيين، وكم كنت أفرح عندما أبحث فأكتشف التفاحات الحقيقة من بين المزيفة‮"‬.‬
95. كلهم كانوا في كفة وعائشة في كفة أخرى، فهي البنت الوسطى ‮"‬سماني على اسم والدته التي لم يرها قط، لأنها توفيت عندما وضعته، وبقيت ذكراها غاية عنده يحمل لها الشوق‮"‬.‬
96. بل وضع عائشة الصغيرة موضع عائشة الوالدة "كان يقول للجميع هذه عائشة بنت المكي، وهي جدتي، كنت كاتبته وكاتمة أسراره ومستشارته، يستشيرني في أزمة مع صديق، خصومة بين الناس أو موقف مع الحكومة، وحتى في مشاكل العائلة كان يطلب مني الرأي".
97. وكتفسير لمكانتها الخاصة بين إخوتها، 4 بنات وابن واحد، تقول عائشة "ربما لأنني بين إخوتي التي حفظت القرآن وعمري 10 سنوات، مع أنه تعذب معي في الأول، فأوكل المهمة لأختي الكبرى المرحومة سعيدة، التي حفظتني حزبا، وبعدها تحررت الملكة عندي وكنت أحفظ دائما المزيد، وكان يختبر معارفنا باستمرار حتى على سبيل الدعابة‮"‬.‬
98. الشيخ لم يكن متزمتا ولا قاسيا مع أهل بيته "كان يناقشني في ما أقرأ لعبد القدوس ويوسف السباعي وعبد الحليم عبد الله وناجي إبراهيم ونزار قباني، وكلها كانت كتبا في مكتبه". وعلى سبيل المثال ساقت لنا عائشة مثالا "في يوم تجادلنا حول إحسان عبد القدوس، وكنت أدافع عن كتابه وكان بالمقابل يقول لي: الأفضل أن تأخذي الحكمة من كتب أخرى، واستمررت في الدفاع عن رأيي حتى قال لي: لو كان عبد القدوس نفسه لما أحسن الدفاع عن نفسه بهذا الشكل"، وتوافقت رؤية عائشة مع رؤية الشيخ الغزالي رحمه الله "عندما قابل الشيخ الغزالي وجد عنده نفس الرأي عن إحسان عبد القدوس فجاء ليخبرني بذلك‮"‬.‬
99. وعن أسرار شخصية، قالت البنت الوسطى "كنا نكتب ما نحتاج من أغراض البيت على ورقة، وعندما يأتي الشاب المكلف بالتسوق ندفعها إليه من تحت الباب، لكنني كنت أدفع معها ورقة صغيرة خاصة بي وباحتياجاتي، لأنني أعلم أن والدي لا يرفض لي طلبا".
100. الشيخ سحنون يحب الأكل الجيد الدسم ""بوزلوف" كان أفضل أطباقه، لكنه كان لا يحب أن يأكله مع الضيوف، لأنه مع هذا الطبق بالذات يحب أن يأخذ كامل راحته، يأكله بنهم ويكدده عظمة عظمة، وكذلك الحال بالنسبة للحلويات المسكرة، التي كان يحب أن يختلي بها".
101. كان الشيخ سحنون رحمه الله نعم الوالد الحنون الذي يخفض طرفه لأبنائه مثلما عرفنا من ذكريات طفولة عائشة، التي أكدت أنه رغم وجود أخيها رجاء "الذكر الوحيد" بين 4 بنات والذي جاء بعدها، إلا أن عرشها لم يتزعزع مثلما هو حال البنات في حضور الأولاد، لأنها كانت في نظر الشيخ والدته عائشة بنت المكي.‬
102. الدكتور خيشان مراد ‮(‬مرافق الشيخ وتلميذه‮):‬
103. ‮"‬الشيخ كان صوت الحكمة والوحدة‮"‬
104.
105. يروي الدكتور خيشان مراد، أحد تلامذة الشيخ سحنون، كيف كان المرحوم سحنون يتعزى بوالده، وقد كان يقول دوما بأنه ابن الذي كان يبكي إذا طلع الفجر، وتعود هذه المقولة إلى حادثة طبعت ذاكرة الشيخ سحنون، وجعلته يكف على العبادة منذ نعومة أظافره، فقد دخل يوما على والده فوجده يبكي، ولما سأله عن سبب ذلك قال له أبوه: "يا بني لقد غفوت الليلة ففاتني قيام الليل"، وكانت الحادثة بمثابة نواة في مسيرة وحياة الشيخ سحنون في كل مراحلها، "فلم يترك القيام منذ ذلك اليوم، وكان سنه وقتئذ لا يتعدى 13 عاما، واستمر على هذا الحال إلى أن وافته المنية‮"‬.‬
106. والتزم الشيخ سحنون بالتحلي بالأخلاق الكريمة، وكان يرجع جوهر الأزمات إلى فساد الأخلاق، وكان يقول بأنه لا فائدة من التدين في المظهر فقط، وكان يقول دائما "سئمت حياتي فهي سجن مؤبد"، وذلك حينما كان يحس بتراجع عطائه في الناحية العلمية، وكان يلزم نفسه دوما بالعلم والعمل، ومن سماته الحلم:‬‮ "‬ومن يعرفه عن قرب يشعر بما قاساه وعاناه، ورغم ذلك كان يردد دوما مقولة ‮"‬ثبت أرضنا بالجبال وقلوب الرجال بالاحتمال‮"‬، وكان ينصح الجميع بتطبيقها.‬
107. وكان الشيح سحنون متواضعا أيضا، وبيته مشرعا على مصراعيه ويستقبل الجميع، ويتحدث مع ذوي المستويات الثقافية المتواضعة ومع كل من يقصده، وكان يقبل يدي كل من قبل يديه، لأنه كان يتعمد رد التحية بمثلها أو بأحسن منها، تطبيقا لما ينص عليه القرآن الكريم، كما كان زاهدا وطلّق الدنيا ثلاثا رغم أنها أتته بكل إغراءاتها، وكان دوما يقول "فهمت الناس أنهم طلاب دنيا، وما فهموا أنني طالب الآخرة"، كما كان يرفض أن يكرم في حياته، وقد حاولت جمعيات ذلك لكن دون جدوى، لأنه كان يرفض أن يتبع عمله بالمن والسلوى.
108. ويضيف الدكتور خيشان: "لقد كان منهج سحنون الوسطية والاعتدال، ولا يحب التهور، لأنه كان يرى بأن من صعد سريعا يسقط سريعا، وكان كذلك رجل جمع ووحدة، وبذل مساعي حثيثة لرأب الصدع، كان لسانه الوحدة، ويتألم لمصاب الأمة، وكان يتغنى بحب الوطن".
109.
110. أحمد بن عبد السلام ‮(‬رفيق الشيخ سحنون‮)‬
111. ‮"‬قلب سحنون كان يتألم لما عاشته البلاد‮"‬
112.
113. يقول أحمد بن عبد السلام بانه عرف الشيخ سحنون حينما كان إماما بمسجد أسامة ابن زيد، وساعده في إلقاء الدروس، "لقد كان وطنيا قضى حياته في سجون الاحتلال وفي سجون الاستقلال، لقد طلب مني إلقاء الدروس، فأحسست بالسعادة تغمرني، وكان يقول لي: يا عبد السلام لا استطيع أن أظهر وجهي للناس بسبب ما آلت إليه البلاد، فعلمت أن قلبه كان يعتصر دما جراء ما عاشته البلاد، لكنه كان يقول‮:‬ لا رأي لمن لا يطاع‮"‬.‬
114.
115. الدكتور عبد المجيد بيرم ‮(‬تلميذ الشيخ‮)‬
116. ‮"‬سحنون حمل صفة الربانية التي هي من سمات العلماء‮"‬
117.
118. يؤكد الدكتور بيرم وهو تلميذ الشيخ سحنون وأحد مرافقيه، بأن المرحوم كان يمثل الخط الأصيل لمنهج جمعية العلماء المسلمين، وكان رمزا في حكمته ونصحه، وكان عصاميا "فقد التقى بابن باديس وسأله عن أمهات الكتب فعكف على قراءتها، وفي أيامه الأخيرة كان يقرأ الكتب وهو مستلق على فراشه مستعينا بمكبر الصورة، وكان تلامذته يرسلون له الكتب من المشرق، ويقرأها بكل أجزائها، كما كان يحث على المطالعة، لأنه كان يقرأ كل ما يقع ما بين يديه‮"‬.‬
119. وكانت فيه سمة الربانية التي هي من صفات العلماء ورثةِ الأنبياء، ولم يكن يرد سائلا، وكان يخصص ساعة قبل الفجر من كل يوم للدعاء للناس، وذلك بطلب منهم، وكانت الوسطية حصيلة خبرته وتجربته، وكان يتألم لما حدث خلال العشرية السوداء، ويقول الدكتور: "لقد اتصلت به لإيقاف ما كان يحدث في العشرية السوداء، لكنه كان يقول إنني أعلم بذلك، لكن لا يطلب مني الدعاء‮"‬.‬
120.
121. محمد بن عامر ‮(‬تلميذ الشيخ‮)‬
122. الشيخ سحنون كان شديد الإحساس بمسؤولية الكلمة
123.
124. سلّط تلميذ الشيخ محمد بن عامر الضوء‮ على الطريقة الميدانية التي كان يتبناها الشيخ في الدعوة إلى الله، و‮ لم يكن حبيس مكتبته ولا سجين مجلداته، بل‮ محبا للعلم والعمل معا.‬
125. ومن فرط حبّه للعمل، أصرّ على وضع الحجر الأساس لمسجد الأرقم بشوفالي بيديه، وكان يريده أن يكون عاصمة للدين في الجزائر. وتحدّث محمد بن عامر عن رصانته "إن الشيخ على سعة علمه، فقد كان عقله أكبر من علمه، كان متعقلا رصينا حكيما، يعرف موضع الخطوة قبل أن يهمّ بها".
126. وكان مدمنا على قراءة الكتب، فسأله مرة تلميذه هل يمكن لطالب العلم أن يحصّل العلم من الكتب؟ فأجابه "نعم، لكن شريطة أن تكون القراءة مركزة". وشهد له تلميذه أنه "توفي وكتب أهل العلم النافعة مفتوحة على صدره، تبيت معه، وكنا نستغرب كيف نقدّم له كتابا كبيرا فيسألنا بعد ثلاثة أيام الاستزادة من كتب اخرى". كان لديه شعور كبير بمسؤولية الكلمة، فهي في نظره "قد تحيي أمة وتبعثها من موات وقد تدخلها القلاقل، أنا أخاف من الكلام وحياتي كلّها أفنيتها في الكلام". ومن الجانب العلمي، هو أول من ولي إمامة المسجد الكبير بعد الاستقلال، يقول فيه محمد البشير الإبراهيمي كلمة قوية ‮"‬استحضار النوازل وقوّة في الفقه‮"‬.
127. ومن كثرة تعبده وروحانيته، كان تلميذه لا يخرج من عنده الا وهو يتفكّر في لقاء الله، وكان الشيخ يقول عن نفسه "أنا عبد محض لله عزّ وجلّ، طوع أمره ورهن إشارته" معتبرا أن الشيخ سحنون يصدق فيه قول الذهبي في بعض كتبه ممن ترجم لهم من العلماء "لا يكاد يوجد إلا في كتاب أو تحت التراب‮"‬.‬
128.
129. سليمان بلفقي ‮(‬رفيق الشيخ‮)‬
130. تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية كان حفاظا على وحدة الصف الجزائري
131.
132. ذكّر سليمان بلفقي رفيق الشيخ بفضله في إنشاء رابطة الدعوة الإسلامية التي كان يصبو من خلالها لتوحيد الصف الجزائري، وحتى لا يدفع الإسلام ثمن الفتنة التي حدثت، معرّجا على حنكته في التسيير في المواقف الصعبة.
133. وقال بلفقي إن مبدأ الشيخ عند الاختلاف مع الغير "وجّه ولا تواجه"، مسترجعا ذكريات العمل معه في جمعية العلماء المسلمين، وما عرض له فيها من مشاكل بين التسيير والتدريس، "وكان رغم ذلك كلّه لا يستبد بالرأي ولا يرفض رأي الغير، كما يأخذ ما لا يكفيه من الوقت قبل أن يركن إلى قرار، فتعلّمنا منه أن نكون حكماء في أقوالنا وأفعالنا،‮ ونكون قدوة وألا ندعو غيرنا لشيء ونحن بعيدون عما ندعو إليه‮"‬.‬
134. وكانت الأمور في غاية الوضوح بالنسبة له في الفتنة التي تعرضت إليها الجزائر، حيث كان يقول لتلاميذه "لقد أكثرتم الكلام واللغط، وسوف يودي بحرب أهلية، ولا أريد أن يكون الإسلام هو الذي يدفع ثمن هذه الحرب والخصومات".
135. وهذا مبدأ من المبادئ التي جعلته ينشئ رابطة الدعوة الإسلامية، إذ الغرض الإسلامي منها هو أن تكون جامعة لكل الجزائريين على اختلاف مذاهبهم وطريقة العبادة التي يتبعونها، من سلفية وطرقية وإباضية، وقال عنها "إنها صمّام أمان لكلّ مشكل محتمل مستقبلا".
136. واستعرض بلفقي أمام الحضور واحدة من المواقف الحكيمة التي سيّر بها الشيخ سحنون واقعة، كادت أن تكون اصطدامية فحوّلها بفطنته إلى "لا حدث"، حيث دعا حزبان إلى مسيرة في يوم واحد، وكانت الحكومة قد توعّدت كل من يشارك في المسيرة أن تناله عقوبة، نظرا للحالة الأمنية التي كانت تعيشها الجزائر، فأرسل الشيخ إلى الجهة الأولى "أن جهة غيركم قد أعلنت المسيرة فأوقفوا أنتم مسيرتكم"، أما الجهة الثانية فقال لها: إنها يجب أن تغيّر زمانها ومكانها، وأرسل للحكومة محذّرا إياها من مقاومة أي مسيرة يمكن أن تكون" مرّ ذلك اليوم ولم تشهد فيه مسيرة ولا تدخل حكومي، بفضل التحركات التي قام بها رحمه الله.‬
137. وأثنى عليه رفيقه أنه عرف بالاستبسال في مواقف "لم أر شخصا يستطيع أن يتحدى الأمور في مثل ذلك الوقت مثلما تصدى له هو، فقد عاش لغزا ومات لغزا، فرمزيته في لغزيته، ولغزيته في رمزيته، كان لا يحب الأضواء ويطرح الأشياء، لا يحب أن يتطلع عليها الناس حتى تصل إلى منتهاها‮"‬.‬‮ وعّده المتحدث في زمرة من يقل الزمان بالجود بمثلهم.‬
138.
139. الشيخ يحيى صاري ‮(‬تلميذ الشيخ‮)‬
140. ‮"‬شيخي كان مثالا في الزهد مبغضا للفرقة والتحزّب‮"‬
141.
142. وصف تلميذ الشيخ أستاذَه بالمعدن النفيس، مثمنا فيه ثباته على الحق، توفاه الأجل ولم يغيّر ولم يتحوّل، كان راسخا كالجبال الراسيات، وكان حبيب الجميع ولم يكن له عدوّ.‬
143. ثبت على مذهب معلمه عبد الحميد بن باديس، كان وفيا لإخوانه وأحبابه، وفيا لكل من يجلس إليه، ويذكُرهم حتى ولو عادوا إليه بعد سنة.‬
144. ومن علامات وفائه، دعاؤه لإخوانه وأحبابه، وقال مرة لتلميذه ‮"‬إنني أخصص جزءا من قيام الليل للدعاء لأحبائي وإخواني‮"‬ ويدعو حتى للعلماء من أمثال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم.‬
145. ومن مظاهر وفائه إذا سمع بمرض أحدهم فيوصي بعض جلسائه أن يذهب لعيادته، كما كان رحيما على جلسائه وتلاميذته، إذا غاب عنه أحدهم أسبوعا سأل عنه، يقول الشيخ صاري.‬
146. وقال تلميذ الشيخ سحنون إنه كان مطلّقا للدنيا، ومثالا للبعد عن البهرج والسمعة وكل ضوء، ويبتعد عن الألقاب الفخمة، إلى درجة أنه رفض المناصب والمنازل العليا التي عرضت عليه حفاظا على هذا الزهد.‬
147. وعن علاقته بالقرآن الكريم ذكر "كان يلقي دروسه لا يعدها ولا يكتبها من قبل، بل يدخل المسجد إذا سمع آية من الشريط يفتتح درسه من تلك الآية تفسيرا وشرحا، فلا يخلو له مجلس من فوائد القرآن الكريم، فقد كان القرآن هاديا له في حياته قائما بحقه". كما كان الشيخ شغوفا بالقراءة ومطالعه الكتب، كان معتنيا جدا بمكتبته عناية فائقة، ويتوجع إن رأى جزءا ناقصا من سلسلة ما.‬
148. أما عن أخلاقه فذكر عضو جمعية العلماء المسلمين أنه "كان متأنيا رفيقا لا تسمع منه كلمة نابية ولا فاحشة ولا شديدة، متأسيا بأخلاق النبي محمد صلى عليه وسلم، وجبلا في الأخلاق والأدب، علّمَنا كيف نتأدب وكيف نتعامل مع الناس، وكان مدرسة بأفعاله لا بكلامه، كما كان ينتقي كلماته ويحفظ لسانه خشية‮ أن يؤذي أحدا أو أن تحسب عليه‮"‬.‬
149. ووقف الشيخ موقف الضد من نشأة الأحزاب السياسية في الجزائر، حيث كان يبغض الفرقة، يقول تلميذه،‮ و قال له :‬‮ "‬يا بني إنني أنصحك أن تكون أخا لجميع إخوانك،‮ وأوصيك بالاجتماع والوحدة والتآخي‮"‬.‬
150. وعرف الشيخ بتسامحه وعفوه، إذ بعد خروجه من مستشفى عين النعجة زاره الشيخ صاري في بيته وسألته عن حالته، فقال "إنها هذه بضاعة المفاليس، لقد علم الله أنني مفلس ليس لي عمل صالح فابتلاني بهذا، حتى يرفع لي الدرجات" ولم يتحدّث أبدا عمّن شتمه أو سبّه، بل رأى أن محاولة اغتياله تكريم له من الله.‬‮ ورغم أن الأطباء منعوا‮ عنه الزيارة، إلا أنه كان يقول لأهله‮:‬ ‮"‬لا تمنعوا‮ الناس عني‮"‬ حبا منه في الضيافة.‬
151. كما كانت علاقته باخوانه في جمعية العلماء المسلمين فيذكرهم واحدا واحدا،‮ ويوصينا أنِ ‮"‬اكتبوا‮ ما تسمعون مني، فإن هذه الشهادات ستضيع‮"‬.‬
152. ورغم معاشرة الشيخ صاري له، ورغم جهاده في ثورة التحرير الممجّدة، إلا أنه لم يحدث يوما بما فعله في هذه الثورة "لم أسمع انه قال رفعت سلاحا، فقد كان متواضعا لا يتغنى بما فعله أبدا، حتى انه كان يقول: أنا لست بعالم، فالعالم من ألف الكتب وزار البلدان وتتلمذ على أيدي العلماء‮"‬ لقد كان مربّيا للجميع وأبا للجميع ومحل إجماع‮"‬.‬
153. ومن مواقف الورع التي ضبطه فيها مرة تلميذه، "دخلت عليه مرّة وهو في الفراش فوجدته يرتعد، قلت له ما بالك؟ قال تذكرت القبر"، ونصح الشيخ صاري، كل من يريد أن يعرفه أكثر أن يقرا ديوانه، لأنه صورة متكاملة عنه.
154.
155. الشيخ محمد الطاهر آيت علجت ‮(‬رفيق الشيخ‮)‬
156. ‮"‬سحنون‮ أمة وحده. وكان حريصا على سلامة الجزائر‮"‬
157.
158. بدا‮ الشيخ محمد الطاهر‮ آيت عل
عدد القراءات : 16 | عدد قراءات اليوم : 16
أضف إلى:
*
أرسل إلى صديق
إلى:
بريدك الإلكتروني:
الرسالة:
* نسخة للطباعة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك
اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
أضف تعليقك:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.