ق.حنان تلقى اللحوم المصنعة بأنواعها الكثيرة والمختلفة، رواجا كبيرا بين الناس، باعتباره من الوجبات الخفيفة ذات الطعم والنكهات المميزة التي تجلب إليها الكثيرين كبارا وصغارا، كما تعتمد عليها بعض ربات الأسر في تحضير أنواع مختلفة من الساندويتشات والسلطات والمقبلات، إضافة إلى كونها من الأطعمة التي يعتمد عليها بعض العاملين في مجالات مختلفة، مادام أنها متوفرة في الكثير من المحلات التجارية ولا يتطلب إعدادها الكثير من الوقت، وتعتبر غير مكلفة لأصحاب المداخيل البسيطة، وبديلا عن بقية الوجبات والأكلات الأخرى التي قد يمل منها البعض من حين إلى آخر. غير انه على الرغم من بعض الميزات التي تقدمها هذه اللحوم لمستهلكيها، إلا أنها من جانب آخر، تتسبب في متاعب صحية متنوعة لبعض منهم، إلى درجة أن هنالك من الأشخاص من يشعرون بأعراض الحرقة أو آلام المعدة واضطراباتها الكثيرة بمجرد تناولهم لهذه اللحوم، سيما للذين يتناولونها بشكل مفرط، وهو ما دفع البعض أيضا إلى الحذر منها، وعدم تناولها إلا في أوقات قليلة جدا. وقد اكتشف باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية أن المرتديلا والسجق وغيرهما من اللحوم المعالجة تزيد خطر إصابة الرجال بداء السكري. ووجد العلماء أن الرجال الذين يستهلكون اللحوم المصنعة مثل السجق والبيكن والسلامي والمرتديلا وهي كلها أنواع صارت متوفرة بشكل كبير في السوق الجزائرية، وغيرها لخمس مرات أو أكثر أسبوعيا يكونون أكثر عرضة للإصابة بسكري النوع الثاني بنسبة 46% مقارنة مع من يتناولون مثل هذه اللحوم بكميات أقل. ويرى الخبراء أن مواد النيتريت الموجودة في اللحوم المعلبة والمصنعة تؤذي خلايا البنكرياس المنتجة لهرمون الأنسولين الذي يساعد في تحويل السكر إلى طاقة في الجسم، وشدد هؤلاء في الدراسة التي نشرتها مجلة العناية بمرضى السكري الصادرة عن الجمعية الأمريكية لمرض السكري، على ضرورة الاعتدال في تناول اللحوم المصنعة وليس التخلي عنها تمامًا، مؤكدين أهمية إجراء المزيد من الدراسات للكشف عن تأثيراتها، لاسيما أن تناولها يتم مع أطعمة دسمة أخرى. كما كشفت دراسة جديدة أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء المصنعة أو مثلما هي معروفة محليا ب" الكاشير" أو "الباتي" بأنواعهما المتعددة، قد يرفع خطر الإصابة بسرطان القولون إذ أشارت إلى وجود صلة بين تناول اللحوم المصنعة وسرطان الأمعاء الغليظة. وقالت الدراسة إنه يمكن الوقاية من الإصابة بالسرطان إذا خفض الشخص من تناوله لتلك اللحوم إلى 70 غراماً في الأسبوع. ونصحت الدراسة بتناول قطع الدجاج غير المصنعة أو الأسماك والأجبان منخفضة الدهون بدلاً من المنتجات الأخرى من اللحوم الحمراء المصنعة أو المحفوظة . وحذر الصندوق الدولي لبحوث السرطان من الإفراط في تناول الأطفال اللحوم المحفوظة بأشكال مختلفة خشية إصابتهم بالسرطان في فترة لاحقة كما نصح الآباء بالحد من اعتماد الأطفال على تناول اللحوم المملحة والمدخنة والمحفوظة لأن الإفراط في تناولها على مدى عقود يزيد من فرص الإصابة بسرطان القولون، حيث تحتوي الأغذية المحفوظة على مادة حمضية لحفظ المواد الغذائية تسبب التهابات حادة أو مزمنة في المعدة وتؤدي إلى الإصابة بقرحة المعدة كما أن الأغذية المحفوظة قليلة الألياف وتحتوي على سعرات حرارية كبيرة ما يؤدي إلى السمنة أو التي تتسبب بالإصابة بمرض السكر والقلب والأوعية الدموية.