بقلم: الشيخ أبو اسماعيل خليفة دمشقُ يا كنزَ أحلامي ومروحتي * أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟ إنه بيت من قصيدة توقظ جُرح العروبة الغائر في النفوس من تعب الهزائم عاتب بها الشاعر العرب واستنهض هممهم بعد نكسة حزيران عام 1967. .. ولكن للأسف..لا تزال القصيدة تصف الواقع المرير.. هي قصيدة شجية للراحل نزار قباني مطلعها: فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهرِ الهدبا * فيا دمشقُ... لماذا نبدأ العتبا؟ حبيبتي أنتِ... فاستلقي كأغنية *على ذراعي ولا تستوضحي السببا أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امرأة * أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كذبا يا شامُ إنَّ جراحي لا ضفافَ لها * فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا فعلا إنها قصيدة خالدة يعزّي فيها الشاعر فلسطين وأرض الشام صور فيها الشاعر الشام بعدة صور فنية جسد من خلالها مقدرته الفنية في التصوير الشعري ومن هذه الأساليب أسلوب التشخيص وهو أن يمنح شيء ما أحد صفات الشخص وقد ورد أسلوب التشخيص كثيرا في هذا النص ومنها على سبيل المثال قوله: (فامسحي عن جبيني الحزن والتعبا ).. إنه صور الشام على هيئة إنسان بمقدوره أن يمسح دموعه ويواسى أحزانه.. وتراه في هذه القصيدة يشير إلى البطولات الإسلامية فيقول: يا شام أين هما عينا معاوية * وأين من زحموا بالمنكب الشهبا فلا خيول بني حمدان راقصة * زهواً ولا المتنبي.. مالها حلبا ؟! وقبر خالد في حمص نلامسه * فيرجف القبر من زواره غضبا يا ربّ حيّ رخام القبر مسكنه * ورُبَّ ميت على أقدامه انتصبا يا ابن الوليد ألا سيف نؤجره * فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا قصيدة رائعة في مناجاة الشام والحال المأساوي الذي وصل إليه يقول في آخرها: ماذا سأقرأ من شعري ومن أدبي * حوافر الخيل عندنا داست الأدبا وحاصرتنا وآذتنا.. فلا قلمٌ * قال الحقيقة إلا اغتيل أو صُلبا يا من يعاتب مذبوحاً على دمه * ونزف شريانه.. ما أسهل العتبا من جرّب الكيّ لا ينسى مواجعه * ومن رأى السمّ لا يشقى كمن شربا حبل الفجيعة ملتفٌّ على عنقي * من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا الشعر ليس حمامات نطيّرها * نحو السماء ولا ناياً ولا ريح صبا لكنه غضبٌ طالت أظافره * ما أجبن الشعر إن لم يرتكب غضبا إنها الشام أيها السيدات والسادة التي تغنى بها الشعراء على مر القرون نظموا القصائد بسحرها وجمالها تغنوا بقاسيون وبردى والغوطة الخضراء وجمال الدمشقيات الساحر سيمفونيات عذبة يمتزج فيها سحر الفن بسحر الشام الخالد.. وفي عزّ الشرق اوله دمشق.. لكنه غضبٌ طالت أظافره... وستبقى الشام عظيمة رغم الجراح الأليمة.. عيني على الشام قد جفت مآقيها * هل مَن يقدِّم لي دمعا لأبكيها يا شامُ يا شامُ إن الحق منبلجٌ * محمدٌ قالها والله معطيها بالشام إيمانُنا إن عصفت فتنٌ * وقد تكفل مولانا بمن فيها.