في مواجهة هاجس العزوف عن التشريعيات ** في ظل تنامي هاجس عزوف الهيئة الناخبة عن تشريعيات ال04 ماي القادم لم تجد الحكومة أمامها سوى المساجد لتعبئة المواطنين وإقناعهم بضرورة المشاركة الحياة السياسية حيث استعانت بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف لاعتماد خطبة موحدة عبر القطر الوطن لتكريس مبدأ (المواطنة كقيمة أخلاقية) بعد ما كان الوزير في وقت سابق قد أعلن رفضه للتوظيف السياسي للمساجد واستغلالها في الحملات الانتخابية غير أنه لا يرى حرجا في حال المصلحة العليا للوطن. وكانت وزارة عيسى قد وجهت لكل مديرياتها عبر 48 ولاية مراسلة عبر مصلحة الإرشاد الدينية والأوقاف حول موضوع خطبة الجمعة ليوم أمس وخصصت لموضوع الانتخابات التشريعية المقبلة في محاولة منها لحث المواطنين على المشاركة الإيجابية في المسار الوطني والوقوف في وجه من أسمتهم ب(الأطراف المشبوهة) أي المقاطعين. وجاء في مراسلة مصلحة الإرشاد الدينية والأوقاف مكتب الشعائر الدينية بالوزارة حول موضوع خطبة الجمعة ليوم 24 رجب 1438 الموافق ل 21 أفريل 2017 (من مفاخر الجزائر المستقلة وحدتها والتفافها حول الهوية الوطنية والمرجعية الدينية وتواشج بناتها وأبنائها فيما بينهم بالمحبة والتضامن وبينهم وبين القيادة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد المجاهد عبد العزيز بوتفليقة بالوفاء والولاء وأن مساجدا بفرسان ومنابرها ومرشداتها وقرائها ومؤذنيها كما عهدهم المجتمع الجزائري خدام لدينهم ووطنهم وهم علما وحكمة ووطنية وإدراكا لقيم الأمن والاستقرار والتنمية التي ساهموا في غرسها وتثبيتها فإنهم اليوم لا يمكن أن يتخلوا عن محطة أخرى من محطات البناء والاستمرارية في خدمة الدين والوطن). وشددت الوزارة في مراسلتها على أن الدعوات التي يطلقها هؤلاء وأولئك في مختلف الفضاءات المقاطعة للانتخابات 4 ماي 2017 ستلقى بلا شك من فرسان المنابر سادتنا الأئمة العلماء المواجهة العلمية الشرعية وفي هذه الظروف الحساسة والمحطة التاريخية الحاسمة في تاريخ الجزائر مضيفة : فإننا نهيب بالسادة الأئمة أن يضمنوا خطبة الجمعة الأبعاد الروحية والمعاني الدينية والنصوص الشرعية التي تسهم في دعم الاستقرار الوطن غي هذه المرحلة وخصوصا المحاور التالية تعزيز الوطنية والمواطنة كقيمة أخلاقية أصيلة في هدي الإسلام الحنيف التنبيه إلى خطر الفتنة والوقاية من أساباها والتحذير مكن نتائجها مع الإشارة الى الشعوب التي تعاني من ويلاتها والتنويه بجهود الجزائر وإصلاحاتها العميقة ومبادرتها الحضارية في تعزيز السلم واستتباب الأمن ودعم حركية التنمية إضافة إلى الدعوة إلى الوقوف ضد الأطراف المشبوهة التي تهدف إلى تعطيل المسار الانتخابي وحث الشعب الجزائري السيد على المشركة الإيجابية الحرة في هذا المسار الوطني استكمالا لكل الصرح الجهود والإصلاحات المبذولة في تنمية الوطن وخدمته . وكان الوزير عيسى قد طالب بداية الأسبوع المنصرم من المؤذنين والأئمة وأسرة المساجد العمل مع كل شرائح المجتمع من أجل المشاركة الإيجابية في الانتخابات التشريعية القادمة التي تمثل أهمية كبرى للجزائر والتصدي للحملة المغرضة التي تطال هذه الانتخابات عبر الشبكات والاجتماعية موضحا ان هذه الحملة يقودها اشخاص مجهولون يحملون أسماء جزائرية ويهاجمون المسار الانتخابي ويروجون لمقاطعتها ويشككون في نتائجها ونزهاتها وأنها جاءت لإجهاض إصلاح المسار السياسي في الجزائر الذي بدأ في سنة 2011 وتخريب اول انتخابات بعد الدستور الجديد. عيسى: الأئمة مطالبون بعدم الانحياز لمرشح معين دعا وزير الشؤون الدينية والاوقاف محمد عيسى يوم الخميس بالجزائر العاصمة الائمة الى تحسيس المواطنين بالمشاركة بقوة في الاستحقاقات التشريعية ليوم 4 ماي المقبل دون الانحياز لمرشح أو حزب معين. وأكد الوزير في تصريح أدلى به على هامش لقاء تكويني للائمة أنه يجب على هؤلاء (أن يعملوا على إقناع وتحسيس المواطنين بأهمية هذه الاستحقاقات وعدم استغلال منابر المساجد لمرشح معين أو لقائمة حزب معين خاصة وأن قوانين الجمهورية تمنع الإمام أن ينحاز في خطابه المسجدي الى أي حزب أو مترشح). وقال السيد عيسى هذا الإطار نريد من المجتمع أن يشارك في هذه الاستحقاقات لاختيار رجال صالحين واكفاء لتمثيلهم في المجلس الشعبي الوطني الجديد مشددا على دور المسجد في التوعية والتحسيس بهذا اليوم المصيري والهام بالنسبة للبلاد . وفي هذا الصدد ذكر بكل الجهود التي قام بها الائمة عبر المساجد في كل الظروف التي مرت بها الجزائر لزرع المحبة والحفاظ على أمن واستقرار البلاد لاسيما أثناء العشرية السوداء وكذلك في ظل الاوضاع التي عرفتها بعض البلدان العربية نتيجة ما يسمي ب الربيع العربي . وبخصوص الخرجات الميدانية التي ستنظمها الزوايا بغية إنجاح الاستحقاقات المقبلة أعرب الوزير عن تأييده وترحيبه بهذه الفكرة لان الهدف منها -كما قال- هو خدمة المجتمع والوطن . كما تطرق السيد عيسى الى (الدور الكبير الذي قام به المسجد لحد الآن للتصدي للطائفية الدينية إستجابة لدعوة رئيس الجمهورية لتوحيد الصفوف لمجابهة أي محاولة دخول لشبكات التطرف الديني عبر الحدود).