طلبت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من أئمة المساجد في كامل أنحاء البلاد، تخصيص جزء من خطب يوم غد الجمعة لحث الجزائريين على التصويت في الانتخابات التشريعية، في ظل حالة لامبالاة قطاع هام من المواطنين بهذا الاستحقاق. وتلقت مديريات الشؤون الدينية الولائية مراسلة من الوزارة تدعو الأئمة إلى تشجيع المصلين على التصويت في الانتخابات التشريعية، المقرر أن تنظم بعد أسبوعين. ووضعت مديريات للشؤون الدينية والأوقاف في عدة ولايات، الخطوط العامة للتعليمة الوزارية لاعتمادها في خطبهم. وبحسب مراسلة صادرة عن مديرية الشؤون الدينية لوادي سوف، تحوز "الخبر" على نسخة منها، وموجهة إلى مفتشي التوجيه الديني والأئمة، فإن الأئمة مدعوون للمشاركة في حملة مضادة لدعاة المقاطعة ف"إن الدعوات التي يطلقها هؤلاء وأولئك في مختلف الفضاءات لمقاطعة انتخابات 4 ماري 2017 ستلقى بلا شك من فرسان المنابر سادتنا الأئمة العلماء المواجهة العلمية الشرعية". ويتوجب عليهم، حسب المراسلة المستمدة من التعليمة الوزارية، أن يضمّنوا خطب الجمعة الأبعاد الروحية والمعاني الدينية والنصوص الشرعية التي تساهم في دعم استقرار الوطن وتنميته في هذه المرحلة. وتتضمن التوجيهات أساسا إبراز "أهمية تعزيز الوطنية والمواطنة كقيمة أخلاقية أصيلة في هدي الإسلام الحنيف، والتنبيه لخطر الفتنة والتحذير من نتائجها مع الإشارة إلى الشعوب التي تعاني من ويلاتها"، أي التخويف من أن الجزائر قد تواجه مصيرا مشبوها لبعض دول المنطقة في حال فشل المسار الانتخابي الحالي وعلا صوت المقاطعين. وطلب من الأئمة صراحة "الدعوة إلى الوقوف ضد الأطراف المشبوهة: التي تهدف إلى تعطيل المسار الانتخابي"، أي المقاطعين، و"حث الشعب الجزائري على المشاركة في هذه الايجابية الحرة في هذا المسار الوطني، استكمالا لكل الجهود والإصلاحات المبذولة في تنمية الوطن وخدمة المواطن". وليست المرة الأولى التي تستعمل فيها السلطات الأئمة كوسيط في خدمة سياساتها، وتعودت اللجوء إلى المرجعيات الدينية لأجل انتزاع تأييد لمشاريعها وبرامجها. وفي هذا الصدد أصدر مجموعة من المشايخ بيانا يهيبون فيه بالجزائريين للمشاركة في الانتخابات، وقالوا في بيان مشترك ضم أسماء الشيخ لحسن حساني، شيخ الزاوية القادرية بورڤلة، والشيخ حسن شريف الوزاني، شيخ الزاوية الطيبية، والأستاذ عبد القادر نور، والشيخ علي عيّة، أن المبادرة أملاها عليهم "الواجب الشرعي لتفويت الفرصة على الذين يسعون للإضرار بوحدتنا الوطنية وإعاقة تقدمنا، والوقوف في وجه الأخطار المحدقة بالجزائر في ظل الوضع الإقليمي والدولي الراهن، أيها الشعب الجزائري وفاء لرسالة الشهداء، وذلك بممارسة حق التصويت والاختيار الذي يمثل قمة التمدن والحضارة". وضم النداء دعوة المرشحين وقادة الأحزاب المشاركة لأجل رفع مستوى خطبهم و"بالترفع عن الدنايا والانحطاط الخلقي بالسباب والشتائم والشقاق وتجنب إذكاء روح الفتنة والبغضاء وشحن القلوب بالأحقاد ونهش الأعراض".