سعى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى طمأنة قادة المنظمات اليهودية الدولية بأنه سيتصدى لأي تصورات حول الانحياز ضد الكيان داخل المنظمة الأممية. وجاء كلام غوتيريش وسط تحيز واضح داخل الأممالمتحدة لصالح الكيان لا سيما بعد إصدار مسؤولة في المنظمة تقريرا تضمن انتقادات حقوقية لسياسات الاحتلال الشهر الماضي قوبل بضغوطات كبيرة دفعت معدة التقرير ريما خلف إلى الاستقالة. وقال غوتيريش إنه سيضمن التزام هؤلاء الذين يعملون تحت رئاسته بما أطلق عليها اسم المبادئ التي يعتبرها صحيحة من خلال دعم الاحتلال . وخاطب المؤتمر اليهودي العالمي في نيويورك قائلا: بصفتي أمينا عاما للأمم المتحدة أعتبر أن دولة الاحتلال تحتاج أن تعامل كأي دولة أخرى. وأضاف: أتيحت لي الفرصة لأظهر أنني جاهز للالتزام بهذا المبدأ حتى عندما يجبرني ذلك على اتخاذ بعض القرارات التي تخلق بعض الحالات غير المريحة. وكانت المسؤولة السابقة في الأممالمتحدة ريما خلف ذكرت الشهر الماضي أن غوتيريش طلب منها أن تسحب تقريرا يثبت بالحقائق أن دولة الاحتلال دولة فصل عنصري قبل أن تستقيل من منصبها. ومع ذلك لفت غوتيريش إلى أن هذا لا يعني أني سأكون متفقا دائما مع كل القرارات التي ستأخذها في أي لحظة أي حكومة موجودة في الاحتلال. ووعد غوتيريش بأنه سيكون في المقدمة في الصراع ضد معاداة السامية التي حذر من أنها في تصاعد في أوروبا والولاياتالمتحدة ووصف ذلك بأنه غير مقبول بالمطلق. وتعهد بالحرص على أن تكون الأممالمتحدة قادرة على القيام بكل الإجراءات الممكنة لإدانة معاداة السامية ومحوها عن وجه الأرض إذا أمكن ذلك وفق تعبيره. وقاطع الحضور في المؤتمر اليهودي خطاب غوتيريش الذي استمر 15 دقيقة بالتصفيق 11 مرة. حتى أنهم وقفوا له مصفقين في نهاية الخطاب. وهذه هي المرة الأولى التي يخطب فيها أمين عام للأمم المتحدة في تجمع دولي للقادة اليهود. وأعلنت إسرائيل الشهر الماضي أنها خفضت مليوني دولار من مساهمتها في ميزانية الأممالمتحدة بسبب انتقاد مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية المستمر لسياستها تجاه الفلسطينيين. وكانت دولة الاحتلال خفضت أيضا 6 ملايين دولار من مساهمتها البالغة 11.7 مليون دولار بعد قرار لمجلس الأمن في ديسمبر الماضي يدين بناء الاحتلال للمستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وانتهى تقرير خلف الذي شارك في إعداده 18 دولة عربية إلى أن دولة الاحتلال أسست نظام أبارتهايد (فصل عنصري) يهيمن على الشعب الفلسطيني بأكمله. وأثار تقرير الإسكوا غضب الحكومة التي وصفته على لسان خارجيتها بالدعاية النازية التي كانت معادية للسامية. وقالت الولاياتالمتحدة الحليف الرئيس لإسرائيل إنها تشعر بالغضب من التقرير.