أعلنت الأمينة العامة للجنة الأممالمتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا (إسكوا)، ريما خلف، أمس الجمعة استقالتها من منصبها، على خلفية طلب الأمين العام سحب تقرير يدين الكيان الصهيوني. حالة شديدة من الاستنفار داخل أروقة الاحتلال الصهيوني، بعدما واجهت سيدة أكثر شراسة في مواجهتها، وفضحها أمام العالم، حتى أن الصحف العبرية لم تتوقف منذ أول أمس الخميس عن مهاجمتها وكأنها قوة جيش مسلح يهدد بقائه.
فهي إحدى سيدات الأممالمتحدة، التي رفضت على عكس غيرها ممارسات الاحتلال، وأصدرت بيان رسمي يدينها، إلا أن اللوبي الصهيوني حاول مواجهتها ففضحتهم أمام العالم على طريقتها الخاصة.
فقدمت ريما خلف، الأمين العام للجنة الأممالمتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا (إسكوا)، استقالتها، على خلفية طلب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريز" سحب تقرير بعنوان "الممارسات الإسرائيلية نحو الشعب الفلسطيني ونظام الفصل العنصري"، فضحت فيه الممارسات العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، في 74 صفحة، إضافةً إلى ملحقين.
وقالت خلف في مؤتمر صحفي عقدته في العاصمة اللبنانية بيروت، الجمعة، إن قرارها جاء ليس "بصفتي مسؤولة دولية وإنما بصفتي إنسانا سويا، أؤمن بالقيم الإنسانية السامية، والتي أسست عليها منظمة الأممالمتحدة، وأؤمن أن التمييز ضد أي إنسان على أساس الدين أو اللون أو العرق أمر غير مقبول ولا يمكن أن يكون مقبولا بفعل سلطان القوة، وأن قول الحق في وجه جائر ليس حقا فحسب وإنما واجب".
وأضافت خلف أن الأمين العام للأمم المتحدة طلب منها خلال شهرين سحب تقريرين، لا لشوائب تعيب المضمون، بل بسبب الضغوطات السياسية لدول مسؤولة عن انتهاكات صارخة بحق شعوب المنطقة وحقوق الإنسان.
وبينت "أن تلك الحكومات نفسها التي تمارس هذه الانتهاكات، هي ذاتها التي تضغط عليك، في إشارة منها للأمين العام، لتكتم صوت الحق وتسحب التقرير، ولا يسعني إلا أن أؤكد على استنتاجات التقرير "إن إسرائيل أسست نظام فصل عنصري يهدف لتسلط جماعة عرقية على أخرى".
وقالت إن كل من هاجم التقرير لم يمس محتواه بأي ملاحظة، لكن من واجبها أن تظهر الحقيقة وأن لا تكتمها، وهي أن نظام "ابرتايد" لا زال قائما في القرن الحادي والعشرين. وأعلنت خلف قبول الأمين العام للأمم المتحدة استقالتها عند تقديمها بعد ظهر اليوم.
وقال مسؤول بالأممالمتحدة أمس الجمعة إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش طلب من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) التي تضم أغلب الدول العربية رفع تقرير يتهم إسرائيل بفرض "نظام فصل عنصري" على الفلسطينيين من موقع اللجنة على الانترنت.
وكان تقرير اللجنة التي تضم 18 دولة عربية خلص إلى أن إسرائيل "أسست نظام أبارتيد (فصل عنصري) يهيمن على الشعب الفلسطيني بأكمله".
وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك يوم الأربعاء إن التقرير نشر دون أي تشاور مسبق مع أمانة الأممالمتحدة.
وشبه متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير بالدعاية النازية التي كانت معادية للسامية بشدة ووصفه بأنه "جدير بالازدراء وكذب صارخ".
وقالت الولاياتالمتحدة الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني إنها تشعر بالغضب من التقرير. وكان التقرير لا يزال منشورا على موقع الاسكوا اليوم الجمعة.
وكانت الإسكوا أعدت تقريرا عن "الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري (الأبارتايد).
وقد خلص تقرير "الإسكوا" إلى أن الكيان الصهيوني أنشأ نظام "أبارتايد" (تمييز عنصري) يفرض سيطرة وهيمنة عرقية ممنهجة على الشعب الفلسطيني.
وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أعلن في رسالة وجهها إلى ثماني منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان، أن الولاياتالمتحدة ستنسحب من مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة ما لم يجر إصلاحات كبيرة داخله.
وأكد تيلرسون أن الولاياتالمتحدة ستواصل "رفضها الشديد والمبدئي لأجندة المجلس المنحازة ضد إسرائيل".
وقالت ريما خلف وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، إن أي حل حقيقي يكمن في تطبيق القانون الدولي وتطبيق مبدأ عدم التمييز وصون حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحقيق العدالة.
واعتبرت أنه ليس بالأمر البسيط أن تستنتج هيئة من هيئات الأممالمتحدة أن نظاما ما يمارس الفصل العنصري أو "الأبارتايد".
وأشارت إلى أنه خلال السنوات الماضية، وُصفت بعض ممارسات إسرائيل وسياساتها بالعنصرية، بينما حذر البعض من أن تصبح إسرائيل في المستقبل دولة فصل عنصري. مضيفة أن قلة هم من طرح السؤال عمّا إذا كان نظام الفصل العنصري واقعا ماثلا في تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين اليوم.
كلام خلف جاء خلال مؤتمر صحفي عقدته في مقر الأممالمتحدة في بيروت، وأعلنت فيه عن تقرير أعدته الإسكوا حول "الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري (الأبارتايد)".
وقالت خلف إنّ إسرائيل التي يشجعها تجاهل المجتمع الدولي لانتهاكاتها المتواصلة والمتراكمة للقانون الدولي، نجحت طوال العقود الماضية في فرض نظام "الأبارتايد" عبر وسيلتين: أولا، تفتيت الشعب الفلسطيني سياسيا وجغرافيا لإضعاف قدرته على المقاومة وتغيير الواقع؛ وثانيا، قمع الفلسطينيين كلّهم بقوانين وسياسات وممارسات شتى، وذلك بهدف فرض سيطرة جماعة عرقية عليهم وإدامة هذه السيطرة.
ولفتت الأمينة التنفيذية للإسكوا إلى أنّ أهمية هذا التقرير لا تقتصر على أنه الأول من نوعه الذي يصدر عن إحدى هيئات الأممالمتحدة، ويخلص بوضوح وصراحة إلى أن إسرائيل هي دولة عنصرية قد أنشأت نظام "أبارتايد" يضطهد الشعب الفلسطيني، بل إنّ أهميته تكمن كذلك في تسليطه الضوء على جوهر قضية الشعب الفلسطيني وشروط تحقيق السلام.
وقالت إن التقرير يبيّن أن لا حلّ في حلّ الدولتين أو في أي مقاربة إقليمية أو دولية ما لم يتم تفكيك نظام "الأبارتايد" الإسرائيلي، مؤكدة أن "الأبارتايد" جريمة ضد الإنسانية بحسب القانون الدولي الذي لا يحرمه فحسب، بل يفرض أيضا على الدول والهيئات الدولية وعلى الأفراد والمؤسسات الخاصة أن تتخذ إجراءات لمكافحة هذه الجريمة أينما وقعت ومعاقبة مرتكبيها.
وختمت قائلة إن التقرير يدرك أن الحكم بكون إسرائيل دولة فصل عنصري يصبح أكثر رسمية إن صدر عن محكمة دولية.
وأوصى التقرير بإعادة إحياء لجنة الأممالمتحدة الخاصة بمناهضة الفصل العنصري، ومركز الأممالمتحدة لمناهضة الفصل العنصري، اللذين توقف عملهما عام 1994 عندما اعتقد العالم أنه تخلص من الفصل العنصري بسقوط نظام "الأبارتايد" في جنوب أفريقيا.
وفي التقرير دعوة للدول والحكومات والمؤسسات إلى دعم مبادرات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.