قال شهود عيان إن المدينة القديمة وسط الموصل تعرضت لعمليات قصف جوي عنيفة خلال الأيام الماضية ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة مدني غالبيتهم نساء وأطفال. وأوضح مهند أحد الناجين والذي تمكن من الفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمنية لالقدس العربي أن المدينة شهدت عمليات قصف مكثفة بعد معارك عنيفة راح ضحيتها عشرات العائلات غالبيتهم من النساء والأطفال. وأضاف: هناك الكثير من العوائل لاتزال عالقة تحت الانقاض بعد انهيار المنازل عليهم. وبين أن سكان المدينة يتعرضون للموت سواء من قبل عمليات تبادل إطلاق النار أو الجوع الشديد. ودعا إلى وقف عمليات القصف العشوائي على المدينة مضيفاً أن التنظيم يتخذ من منازل المدنيين ملاذات له ويقوم باطلاق النار من فوق المباني ما يعرض تلك المنازل إلى النيران من قبل الطائرات والراجمات الصاروخية. وحسب المصدر الكثير من البيوت في الموصل العريقة والتي تمثل تاريخ وتراث المدينة تم تسويتها مع الأرض على رؤوس أهلها. وكان مصدر أمني عراقي قد أكد إن 90 مدنياً على الأقل بينهم نساء وأطفال قتلوا خلال المعارك العنيفة بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم الدولة في أحد أحياء الجانب الغربي لمدينة الموصل (شمال). وأوضح المصدر وهو نقيب في قوات جهاز الرد السريع (تابعة لوزارة الداخلية) أن المدنيين سقطوا بنيران تنظيم الدولة أو قصف طيران التحالف الدولي أو نيران قوات جهاز مكافحة الإرهاب خلال معارك تحرير حي الثورة. وتابع المصدر أن عشرات من جثث المدنيين لا تزال تحت أنقاض المنازل المهدمة وملقاة في شوارع الحي فضلاً عن عشرات الجرحى والمحاصرين المدنيين تحت الأنقاض في سراديب المنازل التي انهارت على رؤوس ساكنيها. واتهم المصدر القوات العراقية بأنها لا تكترث لأمر المدنيين وتصر على مواصلة تقدمها نحو المناطق الأخرى لاسيما بعد أن تكبدت هي الأخرى خسائر في الأرواح والمعدات في المواجهات المسلحة المباشرة وغير المباشرة ضد تنظيم الدولة. وأشار إلى دمار كامل لحق بأكثر من 30 منزلاً في حي الثورة ومنها منازل تعود لوجهاء المنطقة.