جرائم تعصف باستقرار الأسر الجزائرية آباء يتورطون في قتل فلذات أكبادهم * أولياء انسلخوا من أسمى معاني الأبوة ظهرت بعض الجرائم الدخيلة على المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة فبعد أن كان الأب الحامي الأول للأسرة صار مجرمها الرئيسي في جرائم تعقد الألسن لسماعها بحيث بعد أن صنعت جرائم التعدي على الأصول الحدث فيما سبق طفا نوع من الجرائم الأخلاقية على السطح في الجزائر وانعكست الآية وكأن الآباء أرادوا رد اللكمة إن صح التعبير بجرائم مهولة في حق فلذات أكبادهم وفي لحظة تهور تناسى فيها الأب أنه يواجه فلذة كبده بسلاح قاتل مهما تنوعت أدواته فالنتيجة إزهاق روح ابن على يد أبيه في جرائم اهتز لها الرأي العام في كم من مرة وسنسلط عليها الضوء من خلال هذا المقال للوقوف على أسباب حدوث تلك الجرائم التي تناهضها الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية. نسيمة خباجة تحولت بعض الصراعات والمشاكل الروتينية التي تعيشها الأسر الجزائرية إلى أسباب رئيسية في حدوث بعض الجرائم الشنيعة التي تغزو المحاكم في أغرب القضايا التي يكون فيها الجاني الأب والضحية الابن أو الابنة أو حتى الأحفاد وبالفعل هي الجرائم التي تعيش على وقعها الأسر الجزائرية التي عرفت انزلاقا أخلاقيا خطيرا مس مبادئها ومعانيها السامية فلم يعد هناك مكان لعلاقة الأبوة السامية التي تملأها مشاعر الحنان والرحمة والخوف على فلذة الكبد وأين نحن من زمن كان يخاطر فيه الوالدان بنفسيها ويضحيان لأجل سلامة وعيش الأبناء لكن حاليا انقلبت الموازين وملأت الأنانية القلوب فغابت تلك المشاعر السامية حتى داخل الأسر. أب يقتل ابنه عشية العيد بسبب الحمّام العصبية التي تعيشها الأسر الجزائرية والتي أصبحت من بين سمات أفرادها قفزت عدواها إلى أحد الوالدين أو كليهما ووصل الأمر ببعض الآباء إلى ارتكاب جرائم مروعة في حق أبنائهم في لحظة غضب عابرة وهو ما عاشته إحدى الأسر بحيث حدثت جريمة بسبب الحمام وكان الزمان عشية العيد أما المكان بيت عائلي اهتز لحدوث جريمة نكراء هزت مشاعر الكل بعد أن قام أب بقتل ابنه بأبشع الصور ولم يكن الأمر يتعلق بقصة مشابهة لقصة نبينا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل الذي أقدم على ذبح ابنه قربانا لله تعالى ففداه الله بكبش عظيم وإنما الأمر كان بأبشع الصور بحيث أقدم الأب على غرس خنجر في قلب ابنه فأرداه قتيلا والسبب تأخره في الحمام أثناء استحمامه بحيث وحسب وقائع الجريمة اهتز حي الرياض الواقع وسط مدينة باتنة على جريمة قتل ارتكبها أب في العقد السادس في حق ابنه البالغ من العمر 22 سنة بسبب مناوشات بسيطة حول الحمام تحولت إلى جريمة مروعة عشية عيد الأضحى المبارك والسبب يعود حسب شهود عيان إلى انتقاد الأب لابنه بسبب كثرة استحمامه مما أدى إلى انزعاجه ومباشرة وبعد خروجه من الحمام وجه الأب للابن عدة طعنات في الصدر والقلب أردته قتيلا بحيث استعمل السكين الذي شحذه لنحر الكبش في قتل ابنه بأبشع الصور وهرول الابن بدمائه إلى وسط الحي طالبا النجدة إلا أن أجله كان أسرع وسقط جثة هامدة على الأرض أمام ذهول الجميع. وفور وقوع الجريمة المروعة تدخل أعوان الحماية المدنية لنقل الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث في المستشفى الجامعي بباتنة وسلم الأب نفسه لمصالح الشرطة فيما فتحت مصالح الشرطة تحقيقا لمعرفة ملابسات الجريمة الشنيعة التي راح ضحيتها الابن على يد أبيه عشية عيد الأضحى المبارك. أب يقتل ابنه وابنته بسبب دجاجة الوضع المادي للأسر الجزائرية كان سببا في حدوث بعض الجرائم داخل الأسرة في لحظة سيطر عليها الضعف على الجاني بصفته الحارس الأول للأسرة وهو الأب وهو ما حدث بولاية جيجل في قضية ناقشتها محكمة الجنايات بذات الولاية وحكمت بالإعدام على الأب وهو في العقد السادس من العمر بعد محاكمته بجناية القتل العمدي ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والحرق العمدي لملك الغير وذلك بسبب خلاف نشأ حول دجاجة وتفاصيل الجريمة تعود إلى شهر رمضان الماضي بمنطقة الزويتنة ببلدية أولاد عسكر الجبلية حيث أطلق الجاني عيارات نارية على أفراد عائلته وفرّ إلى الغابة بحكم أنه كان ينتمي إلى عناصر الدفاع الذاتي في سنوات سابقة وبعد إلقاء القبض عليه اعترف بأنه توجه يومها لشراء بعض الحاجيات وعندما عاد إلى منزله وجد ابنته في المطبخ تعد وجبة الإفطار وانهمكت في تحضير الدجاجة التي جلبها أخوها ولما استفسر الأب أخبرته بأن شقيقها هو الذي اشتراها ودخل معها في مناوشات كلامية وطالبها بالمشاركة في مصروف البيت وتحولت المناوشات الى مشادات وصفع الأب البنت واحتدم الصراع ليتدخل ابنا الجاني فصعد إلى غرفته وأحضر البندقية وبعد خروجه وجد أحد أبنائه راكبا سيارته فأطلق عليه الرصاص على وجهه ثم أطلق عيارا على ابنته وعندما وصل إليها وهي ملقاة على الأرض أطلق عليها عيارا ثانيا في رأسها ثم عاد إلى المنزل وسكب البنزين على سيارة ابنه الآخر وبعدها حمل سلاحه مع بعض الألبسة وغادر باتجاه الغابة. وبعد البحث والتحري تم القبض عليه وثم استجوابه ولم ينكر الجرم وأجاب القاضي بكل برودة: نعم قتلت ابني عبد الحق وابنتي عزيزة لكنه أنكر نواياه بتصفية العائلة خاصة زوجته وابنه شعبان كما اعترف بحرقه لسيارة ابنه شعبان حتى وصلت نيران اللهيب إلى المنزل بعدها حكمت المحكمة على الأب بالاعدام بعد متابعته بجريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق ابنه وابنته. وهران تهتز على وقع جريمة نكراء اهتزت مؤخرا ولاية وهران على جريمة مروعة راح ضحيتها ابن في العقد الرابع فيما تعرضت ابنته إلى جروح خطيرة وكان الجاني الأب وحدثت الجريمة بحي الكرطي بوهران وتعود تفاصيلها إلى إقدام شخص في السبعينات من العمر على توجيه طعنه قاتلة لابنه البالغ من العمر 42 سنة أصابته على مستوى الصدر وحسب المعلومات الأولية فان الجاني كان في حالة هستيرية صعبة وغرس الخنجر في صدر ابنه الذي يعمل كمساعد في القوات البحرية فيما أصاب حفيدته البالغة من العمر 11 سنة على مستوى الرأس بعدما تدخلت من أجل إنقاذ أبيها بحيث تلقت هي الأخرى طعنة على مستوى الرأس وبعد إبلاغ مصالح الأمن بإقليم الاختصاص تنقلت عناصر الشرطة مرفقة بالشرطة العلمية إلى موقع الجريمة أين تم معاينة جثة الشاب بمسرح الجريمة كما تم تحويل ابنته إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية بالنظر إلى حالتها الخطيرة وتم إلقاء القبض على الجاني وتم تحويله إلى التحقيق من أجل معرفة ملابسات الجريمة البشعة. يقتل ابنه انتقاما من طليقته اهتزت مشاعر الكل على الجريمة التي اقترفها أحد الآباء ضد ابنه البالغ من العمر 7 سنوات كما فسرت الحادثة حينذاك على أنها حادثة اختطاف إلا أنه وبعد التحريات تم اكتشاف الحقيقة والقبض على الجاني وهو الأب الذي أقدم على قتل ابنه خنقا ورماه في أحد المزابل انتقاما من طليقته وهي والدة الطفل. بحيث تم العثور على جثة الطفل مهدي جلماني البالغ من العمر سبع سنوات وكانت ملقاة بمزبلة تقع داخل وادي على بعد حوالي 500 متر من منزله الكائن بأجوجن بولاية غرداية وبعد التحريات وجمع الأدلة الجنائية تبين أن المجرم هو والد الطفل وذلك استنادا إلى البيانات الهاتفية لهذا الأخير والأدلة المادية التي وجدت بمسرح الجريمة كما أن الوالد اختفى بعد جنازة ابنه لمدة 5 أيام والغريب في الأمر أن الوالد وخلال تصريحاته اعترف بقتل فلذة كبده وأن السبب يعود إلى الانتقام من أمه التي طلقها بالنظر إلى حبها الشديد لمهدي مما دفعه إلى قتله. هل من منقذ للأسرة الجزائرية؟ تلك الجرائم التي تعصف باستقرار الأسر الجزائرية لم تأت من العدم بل وراءها أسباب كثيرة منها الضغوطات الاجتماعية الظروف المزرية التي تتخبط فيها الأسر الفقر والعوز وغيرها من الأسباب الأخرى التي أشعلت فتيل الغضب وقضت على أسمى العلاقات الأسرية وهي علاقة الأبوة التي كرمها الله تعالى وجعل الأبناء تحت جناح الوالدين خاصة الأب فتلك الجرائم من أسبابها أيضا نقص الوازع الديني خاصة وأنها جرائم تناهضها الشريعة الإسلامية السمحاء التي تحرّم القتل برمّته فما بالنا قتل الأب لابنه كأبشع جرم وهي جرائم يندى لها الجبين ونحن نعيش عصر الانفتاح التكنولوجي والمعرفي وتعدد الفتاوى والفضائيات الدينية التي توصي على الإحسان والأخوة ومشاعر التضامن بين الأسرة الواحدة إلا أننا نجد العكس وأصبح المجتمع الجزائري يعيش هول تلك الجرائم ليأخذ الكل موقف المتفرج على الرغم من أن المسؤولية يتحملها الجميع في ظل زحف تلك الجرائم من أسرة لأخرى فإن لم تحدث بين الأب وابنه تحدث بين الأم وابنها مهما كان الطرف المعتدي على الآخر إلا أنها تبقى جرائم لا تخرج عن حدود الأسرة مما يوجب دق ناقوس الخطر بتسليط أقصى العقوبات على الجناة كما أن الوقاية من تلك الجرائم هي مهمة منوطة بالصروح التربوية وبالتوعية عبر المساجد من دون أن ننسى وسائل الإعلام بمختلف منابرها المسموعة والمكتوبة والمرئية.