جرائم التعدي على الأصول تتفاقم في الجزائر.. آباء وأمهات يُقتلون بأبشع الطرق والجناة أبناؤهم! * تسجيل أزيد من 8500 اعتداء سنويا الوالدان هما أغلى وأروع ما في الوجود بالنظر إلى التضحيات الجسام التي يقومان بها من أجل رعاية أبنائهما كما أن رضا الله تعالى من رضا الوالدين إلا أن تلك المبادئ السامية عرفت تقهقرا في مجتمعنا في السنوات الأخيرة ما يظهر من الجرائم التي باتت ترتكب في حق الآباء والأمهات فبعد الضرب والجرح وجرائم السب والشتم لحقت الأمور حتى إلى القتل والتنكيل بالجثث. عتيقة مغوفل تشهد المحاكم الجزائرية في السنوات الأخيرة ارتفاعا مذهلا في عدد قضايا التعدي على الأصول والتي عادة ما يكون مجرموها أبناء وضحاياها أحد الوالدين أو كلاهما وفي هذا الصدد فإن مصالح الأمن الوطني تحصي ما يزيد عن 8500 قضية تعد على الأصول سنويا ورغم أن القانون الجزائري يعاقب بشدة كل من تسول له نفسه أن يؤذي أحد والديه إلا أن الظاهرة ما تزال في تنام مستمر في بلادنا. يقتل والدته بأبشع الطرق من بين قضايا الاعتداء على الأصول والتي كان لها صدى كبيرا في المجتمع الجزائري قضية شاب قام بقتل أمه بشارع ديدوش مراد بالجزائر العاصمة تفاصيل القضية تعود إلى أحد الأيام التي اكتشف فيها الجيران جثة الضحية في حالة متقدمة من التعفن وذلك بعدما قتلها ابنها ولاذ بالفرار. وبعد أن أخضعت مصالح الأمن جثة الأم للطبيب الشرعي تبين أن هذه الأخيرة تعرضت ل6 طعنات خنجر في مختلف أنحاء الجسد وحروق في الأصابع ومكتوب بجسدها وبدمائها باللغة الفرنسية (عاهرة) وقلادة الصليب فوق صدرها وقد جاء في تقرير الطب الشرعي بأن الوفاة نتجت عن رضوض بالجمجمة وبعد فحص البصمات وقطرات الدم الموجودة بعين المكان تبين أنها خاصة بابنها الذي بحثث عنه مصالح الأمن طويلا لتلقي عليه القبض في نهاية المطاف ليتم إحالته على مستوى محكمة الجنايات بالعاصمة بجناية قتل الأصول وبالسماع إلى شهادة الشهود أكدوا أن الابن القاتل إنسان غير طبيعي وشاذ جنسيا وأكدت صديقة الضحية وجارتها المقربة أنها أيام قبل وفاتها كانت خائفة من ابنها الذي أصبح يهددها بالقتل منذ زواجها الثاني وهو الأمر الذي لم يتقبله لتتم إدانته في نهاية المطاف ب20 سنة سجنا نافذا. مدمن مخدرات يقتل والده في رمضان من بين قضايا الاعتداء على الأصول التي هزت الشارع الجزائري كثيرا قضية شاب مدمن مخدرات قام بقتل والده الذي رفض أن يمنحه المال من أجل شراء المخدرات وما زاد الطينة بلة أن الجريمة وقعت خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم. تفاصيل القضية تعود إلى الأيام الثلاثة الأولى من شهر رمضان للسنة الماضية وقبل لحظات فقط من رفع آذان المغرب طلب الجاني في العقد الثاني من العمرمن أبيه أن يعطيه بعض المال إلا أن الأب رفض لأنه كان يعلم جيدا أن الابن سيقوم بشراء المخدرات وتعاطيها بعد الإفطار مباشرة إلا أن رفض الأب أجج غضب الابن كثيرا واشتد الصراع بينهما وبقي الأب متمسكا برأيه ولم يرد منح المال لفلذة كبده خوفا عليه من السموم التي يتعطاها إلا أن الابن لم يقدر خوف والده عليه وقام برفع السكين في وجه أبيه ووجه له عدة طعنات بالخنجر أرداه قتيلا دقائق قبل رفع أذان المغرب. أحفاد يعتدون على جدتهم بسبب الميراث من بين القضايا التي هزت الرأي العام كثيرا والتي تتعلق بالاعتداء على الأصول اعتداء أربعة أحفاد على جدتهم المسنة بسبب الإرث تفاصيل القضية تعود إلى سنة 2011 حين تقدمت عجوز مسنة بدعوى قضائية أمام محكمة بئرمراد رايس مفادها أن أحفادها الأربعة اعتدوا عليها الضرب المبرح مع نية القتل. تفاصيل القضية تعود إلى إحدى الأمسيات عندما أقدم أربعة شبان على اقتحام منزل جدتهم الواقع بأحد أحياء الجزائر العاصمة وذلك من أجل ضربها بسبب الإرث وحسب تفاصيل القضية فإن العجوز رفضت منح ابنها والد الشبان المال الذي ادعى أنه حقه ونصيبه من إرث والده وهو الأمر الذي أجج غضب أبنائه الأربعة الذي قرروا أن يأخذوا حق والدهم من جدتهم بالغصب فاقتحموا منزلها بنية ضربها إلا أن الجدة أطلقت العنان للصراخ فتدخل الجيران في آخر لحظة وأنقذوها من أحفادها الأربعة لتتقدم هذه الأخيرة في نهاية المطاف أمام المصالح القضائية لترفع دعوى ضدهم وبعد أخذ ورد في المحكمة حكم على المعتدين بسنتين سجنا نافذا مع غرامة مالية قدرها 50 ألف دينار جزائري. عقوبات صارمة تصل إلى المؤبد الجدير بالذكر أن المشرع الجزائري واستنادا إلى الشريعة الاسلامية فقد أنزل عقوبات صارمة في حق كل ابن عاق تسوَل له نفسه الاعتداء على أحد والديه وقد جاء ذلك بشكل صريح في المادة 267 من قانون العقوبات التي تنص على أنه كل من ضرب عمدا والديه الشرعيين ولم يؤد ذلك إلى عجز عن العمل يعاقب بالسجن من 5 إلى 10 سنوات أما من تسبب ضربه لوالديه في بتر أحد الأعضاء فيعاقب من 10 إلى 20 سنة أما إذا أدى الضرب والجرح إلى الوفاة دون قصد إحداثها فيعاقب بالسجن المؤبد. أما إذا رافق هاته الحالات ظرف سبق الإصرار والترصد فإن العقوبة تكون في حدها الأقصى فيما يخص كل حالة من الحالات السابقة. وعن الاعتداء الجنسي ضد أحد الوالدين فقد جاء في أحكام المادة 337 مكرر من قانون العقوبات والتي سمى المشرع فيها الأفعال المخلة بالحياء بالفواحش أي العلاقات الجنسية بين ذوي المحارم التي ترتكب بين الأقارب من الأصول أو الفروع أو الإخوة والأخوات الأشقاء من الأب والأم ...إلخ والذين جاؤوا في القانون الوضعي نفسهم نفس الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم و تتراوح العقوبة من 10 سنوات إلى 20 سنة سجنا بالإضافة إلى سقوط الحق في الأبوة أو الوصاية الشرعية.