إذا رفعت يدك إلى السماء وتحرك لسانك بالدعاء فثق أنك في إحدى ثلاث حالات إما إجابة أو دفع سوء أو ذُخر للآخرة.. أعجبتني هذه الكلمات التي تمس القلوب وتبعث الطمأنينة والثقة في أن الله _ عز وجل _ يسمع كل من يناجيه ويدعوه ولا يخذله أبدا ! سبحانك ربي ما أعظمك ! يقول الله تعالى في سورة (آية: 186): {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. فالمولى سبحانه وتعالى بقدرته وعظمته وجلاله تستطيع أن تذهب له وتلجأ إليه في أي وقت دون استئذان أو طلب اختر أنت فقط اللحظة وحدد الوقت وثق واعلم يقينا أن هناك من هو قريب منك ويستمع إليك.. سبحانك ربي ما أعظمك ! اعلم أنك بمجرد أن ترفع يديك فإنه هناك من يستحي منك ! لكن من هو الذي يستحي منك عندما ترفع يديك بالدعاء ؟! هو الله تعالى بجلاله وعظمته وهيبته يستحي منك قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم - : (إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين). فما هو شعورك عندما تتذكر أثناء الدعاء أن الله يستحي منك؟!.. فكر قليلا.. وتمعن.. وتذكر أنه عندما ترفع يديك إلى الله _ عز وجل- فالمولى _ سبحانه وتعالى _ يستحي منك ! يقول الداعية مشاري الخراز أن الله هو الكريم سبحانه الودود سبحانه الذي جعل عباده يحبونه حبا شديدا لحسن تعامله معهم ومن هذا التعامل الحسن أنه يستحي منهم فالحياء صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى لا نعلم كيفياتها إلى أن حياء الله _ عز وجل - لا يشبه حياء المخلوق بأي وجه أو شبه أو مثل لأنه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ويضيف الخراز أنه إذا أراد العبد في لحظة من اللحظات أن يدعو الله فعليه أن يتذكر أن الذي يكلمه الآن مستحي منه فمن المؤكد إذا استشعر الإنسان هذا وتذكر ذلك عندما يرفع يديه بالدعاء فهو بالتالي سيستحي من الله _ سبحانه وتعالى- فأقل شىء يمكن أن يقدمه العبد لربه هو أن يستحي منه فالله هو القدير جل جلاله العظيم يجب أن يستحي العبد أمامه. فعندما يراك الله بهذه الحالة فسيعطيك ما تريده أو يعطيك أفضل مما تريده بمراحل لأنه يعلم ما لاتعلم. ولقد كان رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ يوصي الرجل ويقول له أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح في قومك. ويسأل الخراز قائلا: هل تستحي من مخلوق ولا تستحي من الخالق ؟!. وفي النهاية.. ثق بربك.. ناجيه وأدعوه.. وأعلم أن الله قريب يستجيب لمن دعاه .. رزقنا الله وإياكم حسن العمل على النحو الذي يرضيه عنا...