ما أحوجنا إلى أن نتأدب مع الله سبحانه وتعالى، ويبدأ هذا الأدب بأن نلزم أنفسنا بمراقبة الله جل وعلا حتى يتم لنا اليقين بأن الله مطلع علينا ورقيب على أعمالنا. ومن الأدب مع الله سبحانه وتعالى أن نستحي منه في جميع أحوالنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعله إذا خلوت بنفسك”. ومن الأدب مع الله سبحانه وتعالى أن نتأمل نعم الله علينا التي لا تحصي ولا نطيق شكرها، وإن كل نعمة صغرت أم كبرت فمنه وحده سبحانه لا من أحد سواه. ومن الأدب مع الله سبحانه وتعالى الإقبال عليه بأن نحفظ حدوده ونمتثل لأوامره ونتجنب نواهيه ومن حفظ العبد ربه أن يحفظه في سمعه وبصره وبطنه ولسانه وفرجه وسائر جوارحه وأن يستعملها في طاعته قبل أن تشهد عليه يوم القيامة ومن يحفظ الله عز وجل يحفظه في مصالح دنياه وفي دينه وأيمانه. ومن الأدب مع الله سبحانه وتعالى ألا يسأل العبد أحدا ولا يستعين إلا بالله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس: “إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله”، فهو الذي يعطي ويغفر ويعين. ومن الأدب مع الله سبحانه وتعالى حسن الظن به وهو من تمام العبادة ومن أعظم الذنوب إساءة الظن به سبحانه ومن يفعل ذلك يناقض أسماء الله وصفاته بما فيها من الجلال والكمال.