"في ظل مخاطر العولمة التي تهدف إلى طمس الهوية الوطنية والثقافية ومقوماتها الرئيسة اللغوية والدينية وإلى تكريس الهيمنة الاقتصادية أدعو شبابنا ليستلهم من تضحيات أولئك الذين حملوا لواء الجهاد والمقاومة والاستماتة في الدفاع عن بلدهم المفدى ويتمسكوا بالهوية الوطنية وموروثها الحضاري لمجابهة كل خطر قد يحدق بوطننا الغالي ويضمن حصانته".. هكذا خاطب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الشباب، هو يدعوهم إلى الحفاظ على الهوية الوطنية التي باتت في خطر.. وأشار رئيس الجمهورية إلى أن التطلعات المشروعة لشبابنا ورغبتهم في المساهمة في بناء الوطن والدفاع عنه نابعة من وعيهم ومن حبهم لهذه الأرض الطاهرة مثل أسلافهم الذين عزموا أن يكونوا صامدين أقوياء وأوفياء ممهدين للأجيال القادمة سبل العيش بحرية وعزة وكرامة بين الأمم. وأبرز الرئيس بوتفليقة دور الطليعة المثقفة في الجزائر في رفع التحديات الجديدة التي تواجهها البلاد ومواجهة الأزمة الناجمة عن انخفاض اسعار النفط في السوق العالمية. وأكد بوتفليقة، الجمعة، في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى ال61 ليوم الطالب، تحت شعار "الطالب، مجد الآنف، فخر اليوم"، قرأتها نيابة عنه وزيرة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال، إيمان هدى فرعون، خلال حفل احتضنته مدينة وهران بحضور وزير الشؤون الدينية و الأوقاف، وزير المجاهدين بالنيابة، محمد عيسى، ووزير التعليم والتكوين المهنيين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة، محمد مباركي، أن "الجزائر التي تواجه صدمة انهيار أسعار النفط وكل ما ينجر عنها من مصاعب اقتصادية واجتماعية (...) بحاجة إلى طليعتها للمساهمة في شرح أسباب الأزمة وترقية سبل وحلول التغلب عليها". وأوضح الرئيس بوتفليقة ان "مساهمة نخبتنا في هذه المعركة في شكل خبرات لتستعين بها الحكومة وكل الهيئات المساهمة في تسيير البلاد، هو أمر ضروري وأن معركة شرح التحديات الجديدة وما تتطلبه من عزم وتجنيد في أوساط المجتمع تشكل جزءا هاما من تعبئة بلادنا أمام الأوضاع الحالية". وأضاف أن "مساهمة الطليعة الوطنية في هذا المجال ستسمح لا محالة برفع درجة الوعي في أوساط المجتمع، ومن ثمة إبطال بعض المحاولات الداخلية أو الخارجية لزرع الإحباط أو خلق البلبلة". وتابع رئيس الجمهورية قائلا: "كما أن شرح ضرورة تحرر بلادنا اقتصاديا من التبعية المفرطة للنفط وكذا استغلال قدراتها المتعددة والهائلة لكي نصل إلى مسار تنموي مستدام وإلى ضمان دوام خياراتنا الاجتماعية والتضامنية هي من المساهمات التي يمكن لطليعتنا العلمية من حاملي الشهادات ومن الطلبة أن يزرعوها في أوساطهم العائلية وفي جوارهم، ومن ثم في كل صفوف وطنهم لتعبئة المعنويات وتحرير الإرادات إلى الجهد المنشود والصمود المطلوب لكي نجتاز مصاعبنا المالية الراهنة". وذكر الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة ب"الجهود الهائلة التي بذلتها الجزائر والتي سمحت لوطننا بكسب الملايين من متخرجي هيئاتها التكوينية، هيئات تحتوي كذلك حاليا على عشرة ملايين من طلبة وطالبات ومن تلاميذ منظومتنا التربوية وكذا متربصي جهاز التكوين المهني". من جهة أخرى، تطرق الرئيس بوتفليقة الى مخاطر العولمة التي تهدف --كما قال-- إلى "طمس الهوية الوطنية والثقافية ومقوماتها الرئيسة اللغوية والدينية وإلى تكريس الهيمنة الاقتصادية"، داعيا الشباب الى أن "يستلهم من تضحيات أولئك الذين حملوا لواء الجهاد والمقاومة والاستماتة في الدفاع عن بلادهم المفدى ويتسمكوا بالهوية الوطنية وموروثها الحضاري لمجابهة كل خطر قد يحدق بوطننا".