نظم نشطاء جزائرية وقفة تضامنية متميزة، يوم الأحد، عبّروا من خلالها عن دعمهم اللامشروط للأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون بني صهيون، وسط دعوات ملحة لضرورة إنهاء الانقسام الذي يميز الصف الفلسطيني. وبهذا الصدد، أكد السفير الفلسطيني في الجزائر لؤي عيسى ضرورة إنهاء الانقسام في صفوف الفلسطينيين لما يشكل هذا من خطر على مستقبل البلاد معبرا عن أمله في أن تتغير الرؤية الأمريكية للقضية الفلسطينية بمجيئ الرئيس دونالد ترامب حتى تتم إزاحة العقبات أمام جهود التسوية النهائية للقضية الفلسطينية. وقال السفير الفلسطيني على هامش وقفة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بمقر السفارة بالجزائر نظمها إعلاميون جزائريون "لابد وأن ننهي الانقسام الفلسطيني لأنه خطر على مستقبل فلسطين" محذرا من آثار "الاختلاف الداخلي الذي يمكن أن يرهن القضية الفلسطينية". وحول زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الاوسط أوضح السيد عيسى أن "الرئيس ترامب يعبر عن رؤية أمريكية لقضيتنا لقد عودنا على المفاجآت ونتمنى أن تكون مفاجآته ايجابية لنا" مضيفا "منذ انتخاب ترامب نحاول قدر الامكان أن نفتح معه حوارا جادا وهناك أخذ وعطاء ظهر في مسألة نقل السفارة الامريكية إلى القدس واستقباله للرئيس محمود عباس إلى جانب مسألة حائط البراق والحديث عن حل ما للقضية" وهذه كما أضاف الديبلوماسي الفلسطيني "مؤشرات إيجابية". أما بخصوص الوقفة التضامنية التي بادر بها اعلاميون جزائريون للتضامن مع الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام نوه السفير الفلسطيني بدعم الجزائر للقضية الفلسطينية وكذا بجهود وسائل الاعلام في إبراز القضية وحمايتها من النسيان في ظل المتغيرات الحاصلة في العالم قائلا: "قد يختلف الجزائريون حول قضايا داخلية ولكنهم متحدون دائما عندما يتعلق الأمر بفلسطين". وأضاف أن الرسالة الاعلامية "تتصدى لمحاولة قمع القضية الفلسطينية" من خلال توجيه الرأي العام الدولي نحوها موضحا "نحن لسنا إرهابيين ولا ديننا إرهابي ولا شهداؤنا إرهابيون" مما يتطلب تجنيد اعلامي واسع ومستمر ل"حمايتنا من حملات التشويه المغرضة". وأثنى السيد عيسى على الحيز الكبير الذي يخصصه الإعلام الجزائري يوميا للحديث عن الأوضاع في فلسطين وجهود الصحفيين لرفع معنويات أقرانهم في فلسطين قائلا: "تعلمنا من الجزائر الكثير فمثلا مقابلة كرة القدم بين الفريقين الجزائريوالفلسطيني كانت رسالة قوية للعالم لم تمررها كبرى المؤتمرات والندوات". من جهتهم عبر العشرات من الصحفيين والأدباء والسياسيين المشاركين في الوقفة التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين الذين دخل إضرابهم عن الطعام يومه ال35 عن دعمهم الكامل وتضامنهم المطلق مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يتعرضون إلى أبشع الجرائم الانسانية والممارسات العنصرية اللاإنسانية في ظل الانتهاك التام لكل الأعراف والمواثيق الدولية. كما وقع المشاركون على بيان دعم ومساندة للأسرى وشربوا الماء ممزوجا بالملح كرمز وعربون لمؤازرة الاسرى من اجل الرفع من معنوياتهم والتعبير عن دعمهم لهم في ظل تدهور الحالة الصحية لهذه الفئة من الشعب الفلسطيني. كما دعوا الحكومات في العالم والقوى العظمى والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الانسان وكل من له صلة بملف فلسطين إلى "تحمل مسؤولياتهم القانونية والانسانية والاخلاقية والتحرك الفوري لكسر الصمت وعقد جلسة طارئة لبحث الانتهاكات الاسرائيلية في حقهم". وفي الشأن ذاته طالب المشاركون من الاعلاميين في الخارج وذوي الاقلام الاصوات الحرة والرسامين الكاريكاتوريين بنقل معاناة الأسرى الفلسطينيين بهدف وضع حد للممارسات الاسرائيلية الشنيعة في حقهم. ومن خلال اتصال هاتفي من الأراضي الفلسطينية عبر نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر -خريج جامعة الجزائر - عن امتنانه للصحفيين الجزائريين على هذه الوقفة التضامنية قائلا "دائما كنتم مع فلسطين وهذه الوقفة تؤكد لنا بأن الجزائر ستظل دائما بجانبنا ونحن فخورون بكم".