نُصّب وزيرا يوم الجمعة، بعد أن عُيّن في المنصب يوم الخميس، غير أنه عُزل يوم الأحد، أي بعد يومين فقط من تنصيبه.. الأمر يتعلق بوزير السياحة في الحكومة الجديدة "المعزول" مسعود بن عقون، المنتمي إلى حزب الحركة الشعبية الجزائرية الذي يتزعمه عمارة بن يونسالذي وضع نفسه في قفص الاتهام باعتباره صاحب اقتراح تعيين بن عقون ضمن الطاقم الحكومي.. قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الأحد بإنهاء مهام وزير السياحة والصناعات التقليدية مسعود بن عقون حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وأوضح البيان أنه "وفقا لأحكام المادة 93 من الدستور وباقتراح من الوزير الأول عبد المجيد تبون قام فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإنهاء مهام وزير السياحة والصناعات التقليدية مسعود بن عقون". ويعد مسعود بن عقون عضوا بالمكتب الوطني للحركة الشعبية الجزائرية. وكان يتصدر قائمة الحزب بولاية باتنة خلال التشريعيات الأخيرة لكنه لم يتم انتخابه. وحسب ما أورده موقع قناة النهار الفضائية الخاصة، نقلا عن مصادر مطلعة، فإن قرار الرئيس بوتفليقة بإنهاء مهام وزير تم تعيينه في الحكومة منذ 48 ساعة، جاء على خلفية ورود تقارير حول الوزير الجديد تفيد بوجود نقاط سوداء حول سيرته ومسيرته، سياسيا وحتى على المستوى الشخصي. وتفيد مصادر النهار أونلاين، أن بن عقون الناشط في حزب الحركة الشعبية الجزائرية والذي تم اقتراحه للاستوزار من طرف رئيس الأمبيا عمارة بن يونس، هو أحد الإطارات السابقين في الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، الموالي لحزب الأفلان. ووفق المصدر نفسه، فقد كان بن عقون بحكم الجغرافيا وأصوله أحد المحسوبين على تيار عبد العزيز بلعيد عندما كان الأخير أمينا عاما للاتحاد الوطنبي للطلبة الجزائريين، وقد عرف بن عقون سنتي 2003 و2004 بكونه أحد أبرز الناشطين في ميليشيات طلابية تم تجنيدها والزج بها في الصراع الذي نشب آنذاك داخل الأفلان بين أنصار بن فليس وأتباع الحركة التصحيحية، على غرار ما حدث في قصر المعارض في صيف 2003، وهو ما يحسب سياسيا على الوزير المقال وليس لصالحه. كل من تابع دراسته بجامعة دالي ابراهيم يعرف على الفور أن وزير السياحة المطرود كان أحد أبرز الوجوه في التنظيمات الطلابية الناشطة هناك، فالطالب مسعود بن عقون، الذي كان يقيم داخل إقامة دالي ابراهيم المخصصة أصلا للبنات، وكان معروفا لدى مصالح الأمن بتورطه في عدة قضايا. "وزير" صدر ضده حكم بالسجن 6 سنوات! وأضاف تقرير قناة النهار أن كل تلك القضايا أوقعت الوزير المقال بن مسعود في عدة مشاكل مع العدالة، انتهت بصدور ما لا يقل عن 4 أحكام منها حكم بالسجن 6 سنوات سجنا. وبعد سنوات من ذلك، انشق بن مسعود عن تنظيمه الطلابي الأم، وعرض على عمارة بن يونس تأسيس تنظيم طلابي يكون بماثبة الذراع الطلابية والشبانية لحزب عمارة بن يونس، وهو ما حصل، ليتحول بن عقون الى مستشار لرئيس الحزب ويصبح بقدرة قادر أحد إطارات الحزب ومقترحا من طرفه لشغل منصب وزير. وتفيد المعطيات الخاصة بقضية الوزير المقال بعد يومين من تعيينه، أن كل المسؤولية تقع على عاتق عمارة بن يونس زعيم حزب الأمبيا، الذي قدم مرشحه بن عقون على أنه أحد الإطارات الكفؤة، في حزبه، رغم علمه بسوابقه ومستواه، وهو ما قرئ منه على أنه خيانة للثقة والأمانة. وجاء إنهاء مهام بن عقون، أيضا، إثر جدل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنه لم يسبق له أن عمل في حياته سواء في القطاع العمومي أو الخاص، كما بقي لسنوات عديدة مقيما في غرفة تابعة لديوان الخدمات الجامعية بصفة غير شرعية، حسب ما أوردته بعض المصادر. وجاءت إقالة الرجل أيضا بعد حملة استقالات داخل القطاع بسبب تصرفات صادرة عن هذا الوزير الجديد بعد تعيينه مباشرة.