رئاسة الجمهورية لم توضح الأسباب أعلنت رئاسة الجمهورية ، أمس ، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قام بإنهاء مهام وزير السياحة والصناعات التقليدية مسعود بن عقون بعد 48 ساعة فقط من تعيينه ، وذكر بيان الرئاسة أن ذلك تم وفقا لأحكام المادة 93 من الدستور وباقتراح من الوزير الأول عبد المجيد تبون، دون توضيح الأسباب. يعد قرار إنهاء مهام مسعود بن عقون كوزير للسياحة بعد يومين من تنصيبه سابقة في تاريخ تعيينات حكومات الجزائر، حيث لم يسبق لوزير أن غادر منصبه بعد ساعات قليلة من تعيينه، ما شكل صدمة للجزائريين بمختلف فئاتهم، سيما مع تسارع جهات إعلامية لربط السبب بملفه القضائي، و قالت إستنادا إلى مصادر مطلعة أن السبب راجع لتقرير أسود أعدته مصالح الأمن بين أن مسعود بن عقون مسبوق قضائيا ، ما أشعل مواقع التواصل الإجتماعي التي شهدت منذ تعيين الحكومة الجديدة حملة من الانتقادات الواسعة و السخرية من تعيين بن عقون كوزير، خاصة أنه لم يتقلد مناصب سابقا ، ما عدا كونه على رأس تنظيم طلابي . و جاءت خطوة تعيين هذا الأخير في منصب وزير للسياحة و الصناعات التقليدية بناءا على تزكية رئيس حزبه عمارة بن يونس، بعد أن ترشح هذا الأخير على رأس قائمة ولاية باتنة لحزب الجبهة الشعبية الجزائرية ، غير أنه لم ينل ثقة "الباتنيين" و فشل في الفوز بمقعد في البرلمان، كما راجت أخبار عن استقالات جماعية من وزارة السياحة فور تنصيب الوزير الجديد. حزب بن يونس على وقع الصدمة أوضحت المكلفة بالإعلام في حزب الجبهة الشعبية الجزائرية ، بسمة بن دريس ، في تصريح مقتضب ل"الجزائر الجديدة" ، أن "الخبر شكل صدمة داخل الحزب، و قالت أن عمارة بن يونس يفضل التريث قليلا قبل التعليق أو اتخاذ موقف بخصوص إنهاء مهام الوزير الذي زكاه على أساس كفاءة وطنية ممتازة "، كما نفت أن يكون بن يونس أو طاقم حزبه "على علم بملفه القضائي في حال كان السبب الحقيقي وراء ذلك"، كما أكدت أن "بن عقون شخصية معروفة بنضالها الطلابي". ورغم أن بيان رئاسة الجمهورية لم يوضح خلفيات إنهاء مهام وزير السياحة و الصناعات التقليدية ، مسعود بن عقون ، إلا أن الواضح حسب بعض السياسيين هو وجود سبب قوي لاتخاذ خطوة مماثلة تعتبر سابقة في تعيين حكومات الجزائر. و قال الحقوقي بوجمعة غشير في تصريح ل"الجزائر الجديدة" أنه "بصرف النظر عن الأسباب الحقيقية و راء القرار، فالواضح عدم الجدية في التعامل مع ملفات المترشحين في الانتخابات على رؤوس القوائم في أحزاب معينة ، خاصة على مستوى الولايات، و حتى على مستوى الرئاسة، حيث قامت بالتعيين دون معرفة المسار النضالي و الحياتي للمترشح، من جهته أبو جرة سلطاني قال أن التراجع عن قرار مماثل يعكس التسرع الذي وقعت فيه الرئاسة و صاحب عملية تشكيل الحكومة الجديدة، حيث يفترض الإحاطة بدقة بتفاصيل حياة اي مرشح لمنصب الوزير، و الإحاطة بمساره التاريخي و الوظيفي و العلمي و الأسري و المحيط الذي يعيش فيه و انتماءاته الحزبية، مضيفا أن الدولة ليست بحاجة لمن يعطيها معلومات إضافية حول من يكون مؤهلا لأي منصب. من جهته وصف رئيس حركة مجتمع السلم ، عبد الرزاق مقري ، إنهاء مهام وزير السياحة ، ب"الفضحية" ، وكتب في صفحته في "فايسبوك" قائلا " الفضيحة هي فضيحة دولة وهي فضيحة أخرى تؤشر على مسار التحلل الذي حذرنا منه في السنوات الأخيرة " مضيفا أن " هذه الفضيحة ليست هي المرض بل هي عرض من أعراض مرض خطير أصاب الجزائر. تغيير هذا الوضع واجب على كل وطني مخلص". من هو مسعود بن عقون الذي فشل في التشريعيات و أصبح وزيرا ؟ مسعود بن عقون عضو بالمكتب الوطني للحركة الشعبية الجزائرية، وكان منتخبا في منصب أمين عام للحركة الوطنية للطلبة الجزائريين، كما سبق له أن شغل منصب الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين ، ترشح على رأس قائمة الحركة الشعبية الجزائرية لولاية باتنة في التشريعيات الماضية غير أن القائمة خرجت خالية الوفاض من معركة 4 ماي الفارط، وبأصوات لم تشفع لها بحصد أي مقعد من بين 14 مقعدا.و بقرار إنهاء مهامه أمس، يعد بن عقون أول وزير يقال في ظرف 48 ساعة، كما كان لغاية إنهاء مهامه أصغر وزير في الحكومة . أثار تعيينه وزيرا للسياحة حملة من الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي بالنظر لشح مساره الوظيفي ، فهو لم يتقلد أي مناصب عليا من قبل كما راج في المواقع أنه لم يشتغل في القطاع العمومي أو الخاص بل اكتفى بعقد توظيف لم يجدد في إحدى الإقامات الجامعية قبل سنوات، و بقي مقيما في غرفة تابعة لديوان الخدمات الجامعية.