دعا إلى جهود أكبر لتفعيل الإصلاحات ** دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى بذل المزيد من الجهود والاضطلاع بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية بكل سيادة مشيرا إلى أن البلاد تواجه تراجعا كبيرا في مداخيلها واختلالا في ميزان المدفوعات الخارجية وطالب الرئيس من جانب آخر السلطت الفرنسية بالاعتراف بجرائم الاستعمار في الجزائر. وقال الرئيس في رسالة وجهها للامة بمناسبة إحياء ذكرى استرجاع الاستقلال والعيد الوطني للشباب تواجه بلادنا في المجال الاقتصادي تراجعا كبيرا في مداخيلها الخارجية واختلالا في ميزان مدفوعاتها الخارجية مع أنها تحتفظ بسيادتها غير منقوصة في قرارها الاقتصادي والاجتماعي بفضل ما جمعته من احتياطات الصرف التي بدأت تتناقص . وأضاف الرئيس بوتفليقة في نص الرسالة قوله أمام هذا الوضع الذي سيستوقف كل واحد منا وبمناسبة هذا اليوم الذي نتذكر فيه تلك التضحيات الجسام التي بذلت في سبيل استرجاع استقلالنا أجدد ندائي إلى شعبنا الأبي وادعوه إلى بذل المزيد من الجهود والاضطلاع بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية بكل يسيادة . وأوضح رئيس الجمهورية أن الجزائر (لا تنقصها الموارد ولا المكسبات من حيث الفلاحة والسياحة والقدرات الصناعية وموارد الطاقة التقليدية منها والمتجددة على حد سواء. وهي تتمتع بشبيبة متعلمة وبسوق وطنية هامة). وشدد على ضرورة تثمير هذه الموارد والمكتسبات أكثر فأكثر وذلك بإعادة الاعتبار لقيمة العمل وتحسين مناخ النشاط الاقتصادي والتعجيل بتنفيذ مختلف الإصلاحات الضرورية . في هذا الصدد أكد رئيس الجمهورية أن (الحكومة مجندة حول هذه المهام اللازمة لتسريع التنمية الاقتصادية الوطنية وتنويع صادراتنا مشددا على أن هذا الالتزام يعني كل واحد وواحدة منا علما أن الرهان يتعلق بمستقبلنا الوطني وبمصير أجيالنا الصاعدة). وذكر رئيس للجمهورية بالإنجازات الاقتصادية التي حققت خلال الثماني عشرة سنة الماضية قائلا سجل اقتصادنا الوطني خلال الثماني عشر سنة الماضية تقدما ملموسا انعكس من خلال ارتفاع النتاج الداخلي الخام بقدر خمس مرات . وأضاف (لقد سمح الانعاش الاقتصادي الذي تدعم بالإسهام الاجتماعي للدولة بإنشاء الملايين من مناصب العمل المختلفة فتراجعت نسبة البطالة التي بلغت 30 بالمائة في بداية القرن هذا إلى ثلثها). وخلال نفس الفترة يضيف رئيس الجمهورية استفادت الساكنة من أكثر من 3 ملايين و500 ألف وحدة سكنية و(هو ما لبى الطلب) ويجرى حاليا ( إنجاز ما يقارب مليون وحدة سكنية أخرى). وأشار إلى أن كل هذه الديناميكية التي تمخضت عنها تلك النتائج الملموسة والسريعة باتت تعترضها منذ ثلاث سنوات انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على السوق العالمية للمحروقات . وذكر أنه (من جراء ذلك تراجعت المداخيل الخارجية لدولة إلى ثلث ما كانت عليه بين ؤ2008 واليوم الأمر الذي احدث ضغطا كبيرا على النفقات العمومية التي تظل المحرك الرئيس للاقتصاد الوطني وتحديث المنشآت القاعدية لبلاد . تحية إكبار لتضحيات الجيش الشعبي الوطني ووجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تحية إكبار للجيش الوطني الشعبي على ما أبلاه ويبليه من بسالة واحترافية وروح التضحية التي بفضلها وفق بالتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية في التغلب على بقايا الفلول الإرهابية بالجزائر. وتقدم رئيس الدولة ب(تحية الإكبار الواجبة للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني على ما أبلاه ويبليه من بسالة واحترافية وروح التضحية التي بفضلها وفق بالتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية في التغلب الكاسح على آخر بقايا الفلول الإرهابية المنتشرة عبر بلادنا المترامية الأطراف). وترحم الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة على (أرواح أبنائنا شهداء الواجب الوطني الذين استشهدوا خلال الأشهر الأخيرة من بين أفراد الجيش الوطني الشعبي وأفراد مصالح الأمن أثناء مكافحتهم النبيلة لآفة الإرهاب المقيتة). كما حيا رئيس الجمهورية (بكل تقدير ما نشهده من جهود ونجاعة من قبل قواتنا المسلحة ومصالحنا الأمنية الرابضة على طول حدودنا من أجل صون سلامة ترابنا من كل محاولة تسلل إجرامي من أي صنف كان وهي يقظة ترافق جهود دبلوماسيتنا في تعجيل استعادة السلم والوحدة والمصالحة في البلدين الجارين الشقيقين مالي وليبيا). البرلمان والحكومة سيتوليان مواصلة تجسيد التعددية والديمقراطية ودولة الحق والقانون وأكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن المجلس الشعبي الوطني الجديد سيتولى مع الحكومة مواصلة تجسيد التحويرات الهامة الواردة في الدستور المعدل فيما يتعلق بالتعددية الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون. وأوضح الرئيس بوتفليقة في رسالته: (على الصعيد السياسي تميزت السنة الجارية بانتخاب قبل فترة من الزمن مجلس شعبي وطني جديد سيتولى مع الحكومة الجديدة مواصلة تجسيد التحويرات الهامة الواردة في الدستور المعدل فيما يتعلق بالتعددية الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون ومواصلة ترقية حقوق الإنسان والحريات في كافة المجالات). وتابع رئيس الدولة قائلا (في هذا السياق ستشهد السنة الجارية تنصيب المجلس الأعلى للشباب الذي سيمكن ممثلي الأجيال الصاعدة من صياغة تصورهم لمختلف الورشات المفتوحة في البلاد. والشأن سواء بالنسبة للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي المجدد هذا الذي سيكون فضاء للحوار المتواصل بين الحكومة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين في ظرف يتعين على الحكومة أن تواجه فيه تحديات اقتصادية ومالية جساما). الشراكة التي باشرتها الجزائر مع فرنسا يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين وأكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الشراكة الاستثنائية التي باشرتها الجزائر المستقلة مع فرنسا يجب أن تكون (نافعة لكلا الطرفين). وأوضح الرئيس في الرسالة التي وجهها إلى الأمة بمناسبة ذكرى استرجاع الاستقلال والعيد الوطني للشباب بأنه: ليس في هذا التذكير بالماضي أية دعوة إلى البغضاء والكراهية حتى وإن ظل شعبنا مصرا على مطالبة مستعمر الأمس بالاعتراف بما اقترفه في حقه من شر ونكال مشيرا إلى أن فرنسا التي باشرت معها الجزائر المستقلة بناء شراكة استثنائية يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين شراكة-- يقول رئيس الدولة-- لن يزيدها الاعتراف بحقائق التاريخ إلا صفاء وتوثبا . واستطرد الرئيس بوتفليقة قائلا بأن حفظ الذاكرة الوطنية هذا يعني أجيالنا الصاعدة هي الأخرى لأنه سيتيح لها على الدوام شحذ حسها الوطني وهي تواجه التحديات والصعاب ويكون مبعثا لاعتزازها الدائم بوطنها . وأردف رئيس الجمهورية في هذا الشأن ذلكم هو المنظور الذي جعلنا نكرس بنص الدستور قدسية النشيد الوطني والعلم الوطني. وذلكم هو المنظور بالذات الذي جعلنا نلزم الدولة بنص الدستور بضمان احترام رموز الثورة وصون ذاكرة الشهداء وكرامة المجاهدين. ووفق التصور هذا ذاته حمل الدستور الدولة مسؤولية السهر على ترقية التاريخ وتلقينه للأجيال الناشئة . وخلص رئيس الدولة إلى القول أنه (من خلال استذكار الماضي وما تكبدناه فيه من مآس تحت وطأة الاحتلال الفرنسي إنما نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لأسلافنا الذين قاوموا فاستشهد منهم الملايين وسجن منهم مئات الآلاف أو أخرجوا من ديارهم بينما جرد ملايين آخرين من أراضيهم وممتلكاتهم) مضيفا بالقول (إننا نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لشعبنا الذي ضحى بمليون ونصف مليون من أبنائه وبناته لكي يسترجع سيادته الوطنية واستقلاله).