10أيام فقط تفصلنا عن امتحانات البكالوريا، الشهادة التي يحلم كل تلميذ بنيلها، والتي من أجلها ثابر واجتهد طيلة سنة كاملة، كيف لا وهي التي تعتبر منعرجا هاما في حياته، وخطوة نحو النجاح في الحياة العملية خاصّة. ولهذا كله راح الطلبة أو التلاميذ يجتهدون ويضاعفون مجهوداتهم لكي يكونوا مستعدين لليوم الحاسم، يوم يتقرر مصيرُهم ويخطون أولى خطواتهم لتسطير مستقبل أفضل وواعد، فراحوا يراجعون وينقلون دروسهم، ويحلون مواضيع الامتحان في السنوات الماضية، حتى يعتادوا على الأسئلة التي تطرح عليهم في امتحان البكالوريا، لكن التلاميذ اليوم متخوفون من طريقة التصحيح، خاصّة وأن الكثير منهم اشتكى لنا أنه وخلال السنة الدراسية كان الأساتذة يحاسبونهم ليس على الحلول فقط بل حتى على الطرق المتبعة. وقال لنا بعض التلاميذ إنه ورغم أنّ دروس المقرر واحدة أو على الأقل شبيهة ببعضها البعض، ولا تختلف من أستاذ لآخر ولا من ثانوية لأخرى، إلا أنّ حل الأسئلة والمواضيع والتمارين يختلف، وعليه فإن تصحيح الأجوبة من أستاذ لآخر يختلف، خاصّة هؤلاء الأساتذة الذين يركزون على المنهج المتبع في حل الأسئلة، وليس على الحل بنفسه، وهو الأمر والإشكال الذي لا نجده في المواد الأدبية فقط، بل حتى المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء وغيرها، والتي من المفروض أن تكون علوماً دقيقة ليس فيها أكثر من حلين، إلاّ أننا وفي كل سنة دراسية، وخاصّة بعد البكالوريا البيضاء، نرى بعض التلاميذ يتناقشون مع أساتذتهم حول نقاطهم، وأحيانا يستعينون بأساتذة آخرين، فيسمعون ردودا متباينة تزيد من حيرتهم، وحتى أساتذة الرياضيات لهم طرق مختلفة في حل الدوال والمسائل الرياضية، وحتى ولو كانت النتيجة في النهاية واحدة إلاّ أنهم يتعصبون لطريقة معينة، وعادة ما تكون الأصعب لأنها برأيهم القادرة على التمييز بين التلميذ الذكي وغير الذكي، فيجد التلميذ في النهاية نفسه أجاب إجابة صحيحة لكنه لم ينل العلامة الكاملة، كما أنّ الكثير من أساتذة الفلسفة سامحهم الله وغفر لهم، يمنحون علامات عالية ما إن يجدوا ورقة التلاميذ مليئة، أما إن كانت إجابته لا تتعدى صفحة أو صفحتين فإنهم ينتقصون من شأنها وشأن التلميذ، حتى لو كان قد كتب نصا ثريا بالمعلومات، فإنهم لا يتعاملون مع الورقة بأهمية المعلومات التي وردت فيها، ولكن بعدد الأسطر، أي بالكثرة. هذه التخوفات التي أبداها لنا تلاميذ ثانوية »المقراني« بابن عكنون، ولو أنهم عانوا حقيقة من بعض الأساتذة المتعصبين، إلاّ أنّ الأمر يختلف في تصحيحات البكالوريا، حيث سيشرف أكثر من أستاذ على التصحيح، وحتى وإن تعصب أستاذ ما إلى حل أو إجابة وحاول إقصاء غيرها، فإن الأستاذ الثاني سيعيد النظر، وهكذا إلى أن يتفق الثلاثة على الحل، كما أنّ للأستاذ المصحح في شهادة البكالوريا نموذجاً للحل، وهو ما يجعل التلاميذ يطمئنون قليلا لمصير أوراق امتحانهم.