بالموازاة مع نهاية السنة الدراسية 2009، 2010، فإن الكثير من الطلبة والتلاميذ والذين كانوا يتابعون دراستهم في مدارس تعليم اللغات المكثفة، أنهوا هم كذلك موسمهم، ونال بعضهم الشهادة النهائية، لكن الكثير منهم اشتكوا من ضعف مستوى الدروس المقدمة، حتى أنّ البعض وصف تلك المدارس بأنها هدر للوقت والجهد. قد لا تكفي الدروس التي يتحصل عليها الطالب أو التلميذ في مختلف أطوار الدراسة لكي يستوعب بعض المواد وخاصة اللغات، والتي أنشئت لتعليمها مراكز خاصّة انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة، وأقبل الكثيرون عليها وعلى تعلم مختلف اللغات من الفرنسية إلى الانجليزية وحتى الألمانية والاسبانية، وعادة ما تعرض تلك المدارس على زبائنها تعلم اللغة خلال 12 مستوى، وكل مستوى من شهرين، حيث يمكن للتلميذ أن يتعلم اللغة في سنتين، أمّا المبالغ التي تطلبها تلك المدارس فعادة ما تكون مرتفعة نسبيا، حيث يدفع الزبون ما يعادل 3500 دينار شهريا، وربما أكثر كذلك، ويهون الأمر لو تعلم الزبون حقا اللغة، ففي الآونة الأخيرة، وبعدما كثرت تلك المدارس وتعددت، انخفض مستوى التعليم في تلك المدارس، أو على الأقل، فإن بعضها صارت لا توفر خدمات جيدة، وفي نهاية هذه السنة، راح الكثير من التلاميذ يشتكون من أنهم لم يستفيدوا كثيرا من تلك الدروس، ولإرضائهم قامت بعض المدارس بمنحهم علامات عالية والشهادة النهائية، حتى لا يلقون باللوم عليها. تحدثنا مع تلاميذ الإنجليزية بمدرسة خاصّة لتعلم اللغات بالقبة، وكانوا يستعدون للحصول على الشهادة، لكنهم لم يكونوا راضين عن مستواهم، فقلة منهم كان يتقن اللغة فعلا، ويحسن الحديث بها، وإن فعل فيكون ذلك نتيجة مجهوده الخاص خارج المدرسة، ويقول لنا كمال، 23 سنة، وهو طالب جامعي، يقول لنا إنه سعيد بحصوله على الشهادة، لأنها قد تفتح له آفاقا في العمل، لكنه، بالمقابل، لم يكن ينتظر هذه النتيجة، فقد درس ما يقارب السنتين، ودفع الكثير من الأموال، وفي النهاية، فإنه لا يرى نفسه يجيد اللغة الإنجليزية، أو يحسن الحديث بها بطلاقة، ولهذا فقد أبدى لنا استياءه من طريقة التعليم التي تنتهجها بعض المدارس، والتي لا تعطي الطالب كل شيء، وتضيف لنا نادين، حاصلة على شهادة الباكالوريا، تقول لنا إنها فرحت كثيرا بنيلها لشهادة التعليم الثانوي، ولكنها في المقابل، تحس بالخيبة، وهي لا تحسن اللغة الانجليزية، والتي بذلت فيها من جهدها ووقتها الكثير، وخلال سنتين كاملتين، ضحت بهما من أجل تعلم اللغة، حتى أنها، تقول لنا، أهملت بعض دروسها في الثانوية حتى تتفرغ نسبيا لتلك الدروس، لكنّ الفوضى التي عرفتها المدرسة طيلة أيام السنة، وخروج بعض الأساتذة وتعويضهم بآخرين، ومطالبتهم أحيانا بزيادة في الأجور، وصراعهم المستمر مع الإدارة، كل هذا أثر على التلاميذ، وجعلهم لا يتلقون الدروس بشكل متواصل، وحتى لا يحتج أحد عليهم، تقول لنا مروى، منحوا كل التلاميذ أو معظمهم الشهادة النهائية. وفي مدرسة أخرى تحدثنا إلى تلاميذ اللغة الفرنسية، والذين أبدوا لنا هم كذلك تذمرهم من نوعية الدروس المقدمة، حيث يقول لنا فارس، 19 سنة، إنه، وقبل التحاقه بالمدرسة كان ينتظر أن يتعلم ويتقن اللغة جيدا، وهو ما سيساعده حتما في حياته العملية مستقبلا، لكنّ ذلك لم يحصل، فقد كان أستاذه يدرس بالطريقة التقليدية، أي أنه يلقي الدرس، وعلى التلاميذ أن يكتبوه ثم يراجعوه في بيوتهم، ولا يوجد لا حوار ولا تفاعل بين الأستاذ وتلميذه، ما يجعل هذا الأخير لا يستفيد الكثير من تلك الدروس، وقد حكى لنا فارس عن تغيبه عن تلك الدروس، خاصّة عندما يكون منشغلا بأمر آخر، وهو ما جعل المشرفين يتحججون بذلك، عندما لم يمنحوه الشهادة النهائية، وقالوا له إن الخطأ خطأه. واستطعنا بعد جهد جهيد أن نتحدث إلى المشرف على إحدى تلك المدارس الخاصة والمتخصصة في تعليم اللغات، والذي قال لنا إنّ المدرسة حققت خلال هذه السنة ما لم تحققه منذ نشأتها، أي قبل 11 سنة، وهو إنجاز، يقول لنا المشرف، عظيم، حيث حاز أكثر من ستين بالمائة من التلاميذ على الشهادة النهائية، وهو ما يدل على أن مدرسته بخير، وعلى أنها مكنت هؤلاء التلاميذ والطلبة، وحتى بعض الأشخاص المتقدمين في السن من تعلم اللغة، وعن محدودية مستوى التلاميذ وعدم قدرتهم على الحديث بطلاقة، يقول لنا نفس المشرف، إنه لا يستطيع أن يضمن لتلاميذه نسبة نجاح مائة بالمائة، والأستاذ في المدرسة لا يستطيع أن يمنح تلاميذه كل شيء، وعليهم أن يجتهدوا خارجا ويبذلوا مجهودات، من المطالعة، ومحاولة التحدث بتلك اللغة، ولما لا مشاهدة الحصص والأفلام الناطقة بذات اللغة، وذلك حتى يعتادوا عليها، ويألفوا سماعها واستعمالها.