الأسطورة مارادونا: التكنولوجيا تُضفي الشفافية والجودة على كرة القدم * لو كانت التكنولوجيا معتمدة في مونديال 1986 لما احتُسب هدفي ضد إنجلترا أصبح استخدام التكنولوجيا في كرة القدم أمراً شائعاً بقوة خلال السنوات الأخيرة. أولاً من أجل التحقق بشكل قاطع لا غبار عليه ما إذا كانت الكرة قد عبرت خط المرمى أم لا ومؤخراً من خلال اللجوء لحكام الفيديو المساعدين في مختلف بطولات آخرها بطولة كأس القارات التي استضافتها روسيا مؤخرا. ويرحب ديغو مارادونا باستخدام التكنولوجيا في ملاعب الساحرة المستديرة حيث قال الأسطورة الأرجنتيني في هذا الصدد إنه لا يمكن لكرة القدم أن تبقى حبيسة الماضي. فإذا واصلت التكنولوجيا تقدمها على هذا النحو علماً أنها تُستخدم في جميع الألعاب الرياضية فما المانع من الاستعانة بها في كرة القدم؟ . عن موقع الفيفا في معرض حديثه لموقع الفيفا شدد الأرجنتيني على أوجه الاختلاف بين الأحكام المسبقة وما يحدث فعلاً في نهاية المطاف عند اللجوء إلى حكام الفيديو المساعدين: في الماضي كان يقال بأننا سوف نضيع الكثير من الوقت وأن الناس سيملون. ولكن الأمر ليس كذلك: الناس يزعجون عندما يُحتسب شيء لا أساس له من الصحة! مثلاً كأن يُحتسب هدف لم يتم. التكنولوجيا تُضفي الشفافية والجودة على اللعبة كما تنعكس بشكل إيجابي على الفريق الذي ينهج طريقة هجومية ويميل إلى المجازفة . كرة القدم مد وجزر أثبتت الاستعانة بحكام الفيديو المساعدين أهميتها في عدد من الحالات خلال بطولة الأبطال سواء تعلق الأمر بكشف حالات التسلل أو بلمسات اليد التي تؤثر بشكل مباشر على فرص التهديف. وتابع مارادونا في هذا الصدد قائلاً: إن 90 دقيقة من كرة القدم تحمل في طياتها الكثير من المد والجزر إذ من الممكن أن يأخذ فريق ما زمام المبادرة وبعد 15 دقيقة تنتقل المبادرة إلى الفريق الآخر. إذا سجلتَ هدفاً فقد يمكنك ذلك من الاستحواذ أكثر على الكرة وإجبار الخصم على خروج من مواقعه وهكذا يكون اللعب أكثر ديناميكية! ولكنك إذا سجلتَ هدفاً ولم يتم احتسابه فإنك قد تُحبط وتتراجع وتمنح زمام المبادرة لمنافسك . استعراض تاريخي عندما يطالب بالشفافية في اللعبة يستحضر ديغو مارادونا بعض اللحظات التاريخية وخاصة هدفه الشهير في نهائيات عام 1986 حين أودع الكرة بيده في شباك إنجلترا خلال كأس العالم في المكسيك حيث يوضح الأسطورة الأرجنتيني ضاحكاً: بالطبع تتبادر تلك اللقطة إلى ذهني كلما أعربت عن دعمي لاستخدام التكنولوجيا! . ويتابع معشوق جماهير بوكا جونيورز والألبيسليستي: لقد فكرت في الأمر ملياً. وبطبيعة الحال لو كانت التكنولوجيا معتمدة حينها لما احتُسب ذلك الهدف. وعلاوة على ذلك استخدمت يدي أيضاً ضد الاتحاد السوفيتي لإبعاد الكرة من خط مرمانا في كأس العالم 1990. كنا محظوظين حينها أيضاً لأن الحكم لم ير لمسة اليد! ولكن في ذلك الوقت لم تكن هناك إمكانية لاستخدام التكنولوجيا أما اليوم فالأمر مختلف تماماً . إنجلترا فازت بكأس العالم من خلال كرة لم تعبر خط المرمى وأضاف ديغو بابتسامته المعهودة: الأمر لا يقتصر فقط على هدفي في نهائيات 1986. يجب ألا ننسى أن إنجلترا فازت بكأس العالم 1966 من خلال كرة لم تعبر خط المرمى! الأمر ينطبق على الجميع إذن . ثم ختم قائلاً: الشيء نفسه حصل عام 2010 ولكن في الاتجاه المعاكس. تسديدة لامبارد ضد ألمانيا التي عبرت خط المرمى ولكنها لم تُحتسب حيث كانت إنجلترا مسيطرة على الكرة وقد سجلت هدفاً كانت تستحقه تماماً. ولكن تلك اللقطة رفعت معنويات الألمان وغيرت مجرى المباراة تماماً! هناك العديد من الحالات التي كان من الممكن أن تغير مجرى تاريخ كأس العالم لو استُخدمت فيها التكنولوجيا. لقد حان الوقت لتغيير ذلك .