بقلم: أحمد برقاوي* قد لا تكون كلمة إرهاب من الدقة الكافية للدلالة على سلوك جماعات القتل وأيديولوجياتها. فالفعل العربي أرهب يعني أخاف وأفزع ولا يشير إلى قتل واحتل وسفك ولا إلى الأيديولوجيا التي تدعو إلى ذلك. أما وإن اللغة تواضع بين الناس وصار الإرهاب معناه القتل والاغتيال وسفك الدماء والاحتلال وزعزعة الأمن والسلم الأهلي والخطاب الذي يقف وراء هذا كله فلا بأس من استخدام كلمة الإرهاب بالرغم من عدم دقة أصل معناها اللغوي للتعبير عما سبق. وزيادة في الدقة والإيضاح يجب رصد الوقائع والحالات التي يشملها الإرهاب كي لا يصير الإرهاب حالة نسبية. إذ نجد إرهابياً يصف الآخرين بالإرهابيين وهو إذ يصفهم بذلك فإنه عملياً يسلبها عن نفسه وبالتالي يجب أن لا تدخل النسبية على حال الإرهاب أبداً وإلا تركنا للإرهابيين فرصة التنكر له وإخراج بعض حالات من الإرهاب التي يدعمونها وتحلو لهم من مفهوم الإرهاب. دعونا نقول إن كل تنظيم سياسي متعصب تعصباً عنصرياً أو دينياً وينفي حق الآخر بالوجود والتفكير ويمتلك قوة مسلحة للقتل والاغتيال ويزعزع السلم الأهلي رغبة في الاستيلاء على السلطة ويستند إلى أيديولوجيا نافية للآخر هو تنظيم إرهابي. لهذا فجميع الحركات التعصبية العنفية الدينية الشيعية والسنية واليهودية والمسيحية والسيخية الخ هي حركات إرهابية بامتياز. كل سلطة سياسية حاكمة تحكم عن طريق سجن الناس وقتلهم واغتيالهم واضطهادهم جسدياً وفكرياً هي سلطة إرهابية. كل دولة تحتل أراضي الغير بالقوة المسلحة وتستولي على ثرواتها وتهدد أمن المحتلة أرضه واستقراره هي دولة إرهابية. وبالتفاصيل نقول الإرهابي هو كل من انتسب إلى تنظيم إرهابي بالمعنى الذي أشرت إليه والتزم بإرهاب التنظيم ومارسه أو قتل مدنيين بدافع الثأر الأيديولوجي والسياسي والديني والسيطرة والتسلط. وأيضاً كل من أطلق النار على متظاهرين عزل إرهابي ومن قتل مدنياً باسم الجهاد ومن قتل مدنياً باسم الانتقام الديني والقومي وما شابه وأيضاً من قتل السكان الآمنين باسم الوطن. لا نستثني هنا أيضاً كل من سجن بريئاً وقتل سجيناً تعذيباً ومن ألقى القذائف من الطيران على قرية أو مدينة وحي ومن ألقى قذائف عشوائية أو غير عشوائية على السكان الآمنين وكل من صاغ أيديولوجيا للقتل. بقي أن نقول: كل من يدعم حالة من الحالات الآنفة الذكر دعماً معنوياً وسياسياً وإعلامياً ومالياً وعسكرياً وكل من له مصلحة بوجود هذا الإرهاب فهو إرهابي.