تعود صورة الطفل عمران الذي أنقذه عناصر الدفاع المدني السوري من تحت الأنقاض بعد قصف على حلب في شهر أوت الفارط ،الى الواجهة من خلال الحوار الذي أجراه التلفزيون السويسري مع الرئيس السوري بشار الأسد، حيث قال الأسد أن الصورة "مزورة" بعد أن قام مذيع التلفزيون با خراج صورة للطفل عمران من جيبه قائلا : "هذا الطفل أصبح رمزا للحرب، وأعتقد أنك شاهدت صورته، اسمه عمران، عمره 5 أعوام، إنه مغطى بالدم وخائف ومصدوم، هل لديكم أي شيء تقولونه لعمران وأسرته؟ فرد عليه الأسد قائلا :" ثمة ما أريد أن أقوله لك أولاً وقبل كل شيء، لأني أريدك أن تعود بعد هذه المقابلة وأن تبحث عبر الانترنت عن الصورة نفسها للطفل نفسه مع شقيقته، أنقذا كلاهما من قبل ما يسمى في الغرب "القبعات البيضاء" والذين هم في الواقع الوجه المجمل ل "جبهة النصرة"، لقد تم إنقاذهما مرتين، كل مرة في حادث منفصل، فقط من أجل الترويج لمن يسمون "القبعات البيضاء"، لم تكن أي من هذه الحوادث حقيقية، يمكن التلاعب بالصور، وهذه الصورة تم التلاعب بها، سأرسل لك هاتين الصورتين وهما موجودتان على الانترنت، فقط لترى أن هذه الصورة مزورة وليست حقيقية، لدينا صور حقيقية لأطفال تعرضوا للأذى لكن هذه الصورة بالتحديد مزورة. واعتبر الأسد، في المقابلة أيضا، أن قتال من وصفهم ب"الإرهابيين" في حلب هو "الطريق الوحيد لحماية المدنيين"، كما نفى الأسد استهداف قواته للمستشفيات والمراكز الطبية ونفى أيضا استخدام الأسلحة الكيماوية. وفيما يلي النص الكامل للمقابلة: سيادة الرئيس: شكرا جزيلا لكم لاستقبالكم التلفزيون السويسري وبرنامجنا “روند شو” في دمشق. أهلا وسهلا بكم في سورية. اسمحوا لي أولاً أن أستوضح أمراً، هل يمكنني أن أطرح عليكم أي سؤال؟ أي سؤال، ودون استثناء. أطرح هذا السؤال لأن الشروط التي وضعتموها لإجراء هذه المقابلة تتضمن أن تبث بنسختها الكاملة، هل تخشون أن نقوم بالتلاعب بتصريحاتكم؟ لا أدري، ينبغي عليك أنت أن تجيب عن هذا السؤال، لكني أعتقد أننا ينبغي أن نبني علاقتنا على الثقة، وأعتقد أنك أنت أيضاً تخشى على ثقة جمهورك ولذلك لا أعتقد أنكم ستفعلون، أعتقد أنكم تتمتعون بسمعة جيدة في نقل الحقيقة في كل موضوع تقومون بتغطيته. هل تعتقدون أن اعتبار العالم لكم كمجرم حرب مجرد كذبة؟ ذلك يعتمد على المرجعية التي يقوم عليها تعريف تلك الكلمة، هل هي القانون الدولي أم الأجندة الغربية، أو لنقل المزاج السياسي الغربي الذي يحدده السياسيون من ذوي المصالح الخاصة، طبقاً للقانون الدولي فإننا كرئيس وحكومة وجيش سوري ندافع عن بلادنا ضد الإرهابيين الذين يقومون بغزو سورية كعملاء لدول أخرى، ولذلك وبالعودة إلى تلك العبارة، “مجرم حرب” أعتقد أن أول من ينبغي أن يحاكم تحت هذا العنوان هم المسؤولون الغربيون، بداية بجورج بوش الذي غزا العراق دون أي تفويض من مجلس الأمن، ثانياً: كاميرون وساركوزي اللذان قاما بغزو وتدمير ليبيا دون تفويض من مجلس الأمن، ثالثاً: المسؤولون الغربيون الذين يدعمون الإرهابيين طوال السنوات الخمس الماضية في سورية، سواء بمنحهم مظلة سياسية أو دعمهم بشكل مباشر بالأسلحة أو فرض حصار على الشعب السوري أدى إلى مقتل آلاف المدنيين السوريين. لكننا هنا لنتحدث عن دوركم في هذه الحرب، فقد وصفكم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ب “أدولف هتلر وصدام حسين” هل يزعجكم هذا؟ لا، لأن هؤلاء لا يتمتعون بالمصداقية، هذا أولاً، ثانياً: بالنسبة لي كرئيس، ما اهتم به أولا وقبل كل شيء هو كيف ينظر إلي الشعب السوري، ثانياً: كيف ينظر إلي أصدقائي في سائر أنحاء العالم، ليس أصدقائي الشخصيين كرئيس بل أصدقاءنا كسوريين مثل روسيا وإيران والصين وباقي أنحاء العالم، وليس الغرب، لقد حاول الغرب دائما شخصنة الأمور وذلك للتغطية على الأهداف الحقيقية المتمثلة في قلب الحكومات والتخلص من رؤساء معينين لاستبدالهم بدمى تناسب أجنداتهم، بالعودة إلى البداية فإني لا أكترث لما قاله كيري على الإطلاق، ليس لذلك أي تأثير علي. أنتم رئيس بلد يهرب مواطنوه منه وقد هرب نصف مواطنيك، يهرب الناس ليس فقط بسبب الإرهابيين، بسبب داعش، أو الجماعات المسلحة بل أيضاً بسببكم. ماذا تقصد عندما تقول بسببي، أنا لا أطلب من الناس مغادرة سورية ولا أهاجم الناس، أنا أدافع عنهم، في الواقع فإن الناس يغادرون سورية لسببين، السبب الأول هو أفعال الإرهابيين المباشرة المتمثلة في قتل الناس، والسبب الثاني هو أفعالهم التي تهدف إلى شل الحياة في سورية من خلال مهاجمة المدارس وتدمير البنية التحتية في سائر القطاعات، ثالثاً: الحصار الذي فرضه الغرب والذي دفع العديد من السوريين إلى البحث عن سبل للعيش خارج سورية، هذه هي الأسباب الرئيسية، كما ترى فإن ثمة ترابطا بين العاملين الثاني والثالث، أعني أن دور الإرهابيين ودور الغرب واحد في تقويض وإلحاق الأذى بمقومات عيش السوريين، ويمكن القول إن هذا الدور قاسم مشترك بين الإرهابيين وأوروبا. عندما تتحدثون عن الإرهابيين، من تقصدون بذلك، من المؤكد أنكم تقصدون “داعش” لكن هل تقصدون أيضاً “الجيش السوري الحر” أو الأكراد؟ ما أقصده هو ما تقصده أنت كمواطن سويسري إذا كان في سويسرا من يحمل البنادق الرشاشة أو الأسلحة ويقتل الناس تحت أي مسمى ويرتكب جرائم تخريب المؤسسات وتدمير الممتلكات العامة والخاصة فهذا إرهابي، في حين أن كل من يتبنى مسارا سياسيا لإحداث أي تغيير يريده فهو ليس إرهابيا ويمكن أن تطلق عليه اسم معارض، لكنك لا تستطيع تسمية شخص يقتل الناس أو يحمل السلاح شخصا معارضا، في بلادك وكذلك في بلادي أيضا. لكن ليس لديكم أي معارضة حرة في بلادكم؟ لدينا بالطبع معارضة حرة، لدينا معارضة حقيقية وأشخاص يعيشون في سورية وينتمون إلى الشعب السوري، هؤلاء ليسوا معارضة تشكلت في دول أخرى مثل فرنسا أو بريطانيا أو السعودية أو تركيا، لدينا هؤلاء ويمكنك أن تذهب وتلتقيهم وأن تتواصل معهم من خلال كاميرتك، يمكنك فعل ذلك بنفسك. كيف تشرحون لأولادكم الثلاثة ما يحدث في حلب؟ أنا متأكد أنكم تناقشون هذا على طاولة الأسرة؟ نعم، بالطبع إذا أردت أن أشرح لهم، فإني سأشرح لهم ما يحدث في سورية وليس فقط في حلب آخذا في الاعتبار أن أطفالي كبروا ويفهمون ما يحدث في سورية، لكن إذا أردت أن أشرح لهم أو لأي طفل آخر ما يحدث فإني سأشرح لهم عن دور الإرهابيين، وعن دور قطروتركيا والسعودية في دعم أولئك الإرهابيين بالمال والدعم اللوجستي وعن دور الغرب في دعم أولئك الإرهابيين سواء من خلال السلاح أو من خلال مساعدتهم في الدعاية والترويج، سأشرح لهم بالتفصيل ما يحدث. وهل تقولون لهم، كأب.. إن لا علاقة لكم بقصف المستشفيات في حلب؟ عندما يقولون، إننا نقصف المستشفيات فإن ذلك يعني أننا نقتل المدنيين، هذا هو معنى ما يقولونه، السؤال هو؟ لماذا تقوم الحكومة بقتل المدنيين سواء كانوا بالمستشفيات أو الشوارع أو في المدارس أو أي مكان آخر؟ أنت تتحدث عن قتل السوريين، عندما نقتل السوريين، كحكومة أو كجيش فإن الجزء الأكبر من المجتمع السوري سيقف ضدنا، لا يمكن أن تنجح في حربك إذا كنت تقتل المدنيين، وبالتالي أقول لك بصراحة إن هذه الرواية هي رواية كاذبة، بالطبع، فإن كل حرب سيئة، وللأسف في كل حرب ضحايا أبرياء سواء أكانوا أطفالا أو نساء أو كبارا في السن، أو أي مدني آخر أو أي شخص بريء آخر ليس جزءاً من هذه الحرب قد يدفع ثمن هذه الحرب وهذا أمر مؤسف، لهذا السبب فإن علينا أن نحارب الإرهاب، عندما لا نقول ذلك فكأننا نقول وفق الرواية التي أوردتها في سؤالك أن الإرهابيين والقاعدة و”النصرة وداعش” يقومون بحماية المدنيين بينما نحن الحكومة نقوم بقتلهم، من يمكن أن يصدق تلك القصة؟ لا أحد. لكن من سوى جيشكم لديه طائرات أو قنابل قادرة على اختراق التحصينات؟ وكأنك تقول هنا إن كل من قتل في سورية قتلته الطائرات الحربية؟ الحقيقة هي أن أغلبية أولئك الذين قتلوا قتلتهم قذائف الهاون التي يطلقها الإرهابيون على المدارس والمستشفيات والشوارع وفي كل مكان آخر، هذا لا يتعلق بالقصف الجوي، هناك في بعض الأحيان قصف جوي ضد الإرهابيين غير أن ذلك لا يعني أن كل قذيفة سقطت في مكان ما أطلقتها طائرة أو أطلقت من قبل الجيش السوري، إذا كنت تتحدث عن حادث محدد فعلينا أن نتحقق من ذلك الحادث لكني أجيبك الآن بشكل عام. لكنكم تتمتعون بالقدرة التي تمكنكم من تغيير الوضع بالنسبة لأطفال حلب أيضاً؟ بالطبع، ولذلك السبب.. هل ستفعلون ذلك.. تماماً، فهذه مهمتنا طبقا للدستور وطبقا للقانون وهي أن علينا حماية الناس وأن علينا أن نتخلص من أولئك الإرهابيين في حلب، بهذه الطريقة نستطيع حماية المدنيين، كيف تستطيع حمايتهم بينما لا يزالون تحت سيطرة الإرهابيين، لقد تعرضوا للقتل على أيدي الإرهابيين وكان الإرهابيون يسيطرون عليهم بشكل كامل، هل دورنا أن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب؟ هل نستطيع بذلك حماية الشعب السوري؟ علينا أن نهاجم الإرهابيين، هذا بديهي. هل لي أن أريكم صورة؟ بالطبع. هذا الصبي الصغير أصبح رمزا للحرب، أعتقد أنكم تعرفون هذه الصورة؟ بالطبع، لقد رأيتها. اسمه عمران، وهو في الخامسة من عمره. نعم. إنه مغطى بالدم وخائف ومصدوم، هل لديكم أي شيء تقولونه لعمران وأسرته؟ ثمة ما أريد أن أقوله لك أولاً وقبل كل شيء، لأني أريدك أن تعود بعد هذه المقابلة وأن تبحث عبر الانترنت عن الصورة نفسها للطفل نفسه مع شقيقته، أنقذا كلاهما من قبل ما يسمى في الغرب “القبعات البيضاء” والذين هم في الواقع الوجه المجمل ل “جبهة النصرة”، لقد تم إنقاذهما مرتين، كل مرة في حادث منفصل، فقط من أجل الترويج لمن يسمون “القبعات البيضاء”، لم تكن أي من هذه الحوادث حقيقية، يمكن التلاعب بالصور، وهذه الصورة تم التلاعب بها، سأرسل لك هاتين الصورتين وهما موجودتان على الانترنت، فقط لترى أن هذه الصورة مزورة وليست حقيقية، لدينا صور حقيقية لأطفال تعرضوا للأذى لكن هذه الصورة بالتحديد مزورة. لكن صحيح أن هناك مدنيين أبرياء يموتون في حلب؟ بالطبع، ليس فقط في حلب بل في سورية بأسرها، لكننا نتحدث الآن عن حلب لأن كل هذه الهستيريا السائدة في الغرب بشأن حلب هي لسبب واحد، ليس لأن حلب محاصرة الآن، فحلب محاصرة من قبل الإرهابيين منذ أربع سنوات ولم نسمع سؤالا واحدا من قبل الصحفيين الغربيين عما يحدث في حلب طوال تلك المدة، ولم نسمع تصريحا واحدا من قبل المسؤولين الغربيين حول أطفال حلب، الآن فقط بدؤوا بالتحدث عن حلب لأن الإرهابيين في وضع سيئ، هذا هو السبب الوحيد، لأن الجيش السوري يحقق تقدما والدول الغربية وخصوصا الولاياتالمتحدة وحلفاءها مثل بريطانياوفرنسا تشعر بأنها تخسر آخر أوراق الإرهاب في سورية وأن المعقل الرئيسي للإرهاب اليوم هو حلب. هل كل شيء مسموح في هذه الحرب، بالنسبة لكم؟ لا، بالطبع، فهناك القانون الدولي وهناك ميثاق حقوق الإنسان الذي ينبغي أن نلتزم به. لكن في كل حرب في العالم على مدى التاريخ لا تستطيع أن تكون متأكدا مئة بالمئة من أنه بوسعك السيطرة على كل شيء، هناك دائما أخطاء ولهذا قلت إن كل حرب هي حرب سيئة، لكن هناك فرق بين الأخطاء الفردية من جهة وسياسة الحكومة من جهة أخرى، إن القول.. إن سياسة الحكومة تقضي بمهاجمة المدنيين وإننا نهاجم المستشفيات والمدارس وإننا نرتكب كل تلك الفظاعات، غير ممكن، لأنك لا تستطيع أن تعمل ضد مصالحك، لا تستطيع أن تعمل بشكل يتعارض مع واجبك حيال شعبك وإلا فإنك كحكومة ستخسر الحرب. لا تستطيع أن تتحمل مثل هذه الحرب الشرسة لمدة خمس سنوات ونصف بينما تقوم بقتل شعبك، هذا مستحيل، لكن هناك دائما أخطاء سواء تعلقت بتبادل إطلاق النار أو بأخطاء فردية، اذكر لي حربا واحدة في التاريخ الحديث كانت حربا نظيفة، ليس هناك مثل تلك الحرب. هل ارتكبتم أنتم أيضا أي أخطاء في هذه الحرب؟ كرئيس، فإني أحدد السياسة العامة للدولة، وطبقا لسياستنا فإن الدعائم الرئيسية لها على مدى الأزمة كانت تقضي بمحاربة الإرهاب، وهي سياسة صحيحة حسب رؤيتي ولن نغيرها، بالطبع، العنصر الثاني لهذه السياسة كان إقامة حوار بين السوريين وأعتقد أن ذلك مصيب، العنصر الثالث الذي تجلت فعاليته خلال العامين الماضيين يتمثل في المصالحات، أعني قيام مصالحات محلية مع المسلحين الذين يحملون أسلحة ضد الشعب أو الحكومة أو الجيش وقد أثبتت هذه المصالحات أنها خطوة جيدة، هذه هي دعامات تلك السياسة ولا تستطيع أن تتحدث عن أخطاء فيها، يمكن أن تتحدث عن أخطاء في تنفيذ هذه السياسة وذلك يمكن أن يتعلق بأفراد. هل ما زلتم مؤمنين بالحل الدبلوماسي؟ بالتأكيد، لكن ليس هناك ما يسمى حلا دبلوماسيا أو حلا عسكريا، هناك حل، لكن لكل صراع أوجه متعددة، أحدها الوجه الأمني، كحالنا الآن، والوجه الآخر هو المحور أو الوجه السياسي لهذا الحل، على سبيل المثال، إذا سألتني عن كيفية التعامل مع القاعدة و”النصرة وداعش”، هل من الممكن إجراء مفاوضات مع هؤلاء؟ لن يقوم هؤلاء بالتفاوض وليسوا مستعدين له، ولن يفعلوه، لديهم ايديولوجيتهم الخاصة الكريهة، وبالتالي لا تستطيع التوصل مع هذا الطرف إلى حل سياسي، عليك أن تحاربهم وأن تتخلص منهم، بينما إذا تحدثت عن الحوار يمكنك إجراء حوار مع كيانين، الأول يتمثل في الكيانات السياسية… أي كيانات سياسية سواء كانت مع، أو ضد، أو في الوسط… ومع كل مسلح مستعد لتسليم سلاحه من أجل تحقيق الأمن أو الاستقرار في سورية، إننا بالطبع نؤمن بهذا. هناك أخبار من روسيا عن هدنة إنسانية قصيرة في حلب يوم الخميس، ما الذي تعنيه هذه الهدنة الإنسانية، هل يمكن أن تشرحوا لنا ذلك؟ هو وقف قصير للعمليات من أجل السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مناطق مختلفة في حلب، وفي الوقت نفسه السماح للمدنيين الذين يرغبون بمغادرة المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون بالانتقال إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. هل تعد هذه خطوة مهمة؟ بالطبع، إنها خطوة مهمة كبداية، لكنها ليست كافية، المسألة تتعلق بالاستمرار، كيف تساعد أولئك المدنيين على المغادرة، أغلبيتهم تريد مغادرة المنطقة التي يسيطر عليها الإرهابيون لكنهم لا يسمحون لهم بذلك، فهم إما يقتلونهم أو يقتلون أسرهم إذا غادروا تلك المنطقة. روسيا تقف إلى جانبكم، ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لكم؟ لا، إنها لا تقف إلى جانبي. إنها تقف إلى جانب القانون الدولي، تقف في الجانب المعاكس للإرهابيين، هذا هو موقف روسيا، لأنها تريد أن تضمن سيادة القانون الدولي وليس الأجندة الغربية المتمثلة في الإطاحة بكل حكومة لا تلائمها، يريد الروس أن يضمنوا عدم تفشي الإرهاب في تلك المنطقة، لأنه سيكون لذلك أثر سلبي على روسيا نفسها، كدولة، وعلى أوروبا وسائر أنحاء العالم، هذا ما يعنيه وقوف روسيا إلى جانب الحكومة السورية الشرعية والشعب السوري. سيادة الرئيس، إنكم تستخدمون الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة في سورية ضد شعبكم، هذا ما تقوله تقارير الأممالمتحدة، ولا تستطيعون تجاهل ذلك؟ أنت تتحدث عن أمرين مختلفين، لقد ثبت أن القضية الكيميائية قضية زائفة، وهم لا يمتلكون دليلا واحدا على أن الجيش السوري يستخدم الأسلحة الكيميائية، خصوصا قبل أن نتخلى عن ترسانتنا عام “2013”، الآن نحن لا نمتلكها على أي حال، قبل ذلك، كانت تلك رواية خيالية، لأنك لو أردت استخدام أسلحة دمار شامل كتلك فإنك ستقتل آلاف الأشخاص في حادث واحد، ولم تقع لدينا مثل تلك الحوادث، إضافة إلى ذلك، فنحن ما كنا لنستخدمها لأننا كنا سنقتل شعبنا، وهذا يتعارض مع مصلحتنا، وبالتالي، فإن هذا اتهام زائف ولا ينبغي أن نضيع وقتنا عليه، أنت موجود في سورية، وهناك حرب تقليدية، وليس هناك أي شيء له علاقة بأسلحة الدمار الشامل. لكن تقرير الأممالمتحدة ليس رواية خيالية؟ لا، لم يكن تقرير الأممالمتحدة ذا مصداقية لأنهم وضعوا تقارير تستند إلى مزاعم وإلى تقارير أخرى مزورة ثم يقولون، إن هذا تقريرهم، هل أرسلوا وفدا للتحقيق؟ أرسلوا وفدا عام 2013 ولم يتمكن من إثبات أن الجيش السوري استخدم أسلحة كيميائية على الإطلاق، هذا أولاً، ثانيا والأكثر أهمية، أنه عندما وقع الحادث الأول في مطلع عام 2013 في حلب نحن الذين قلنا حينها إن الإرهابيين استخدموا أسلحة كيميائية ضد جيشنا ونحن من قمنا بدعوة الأممالمتحدة لإرسال وفد للتحقق، وحينها عارضت الولاياتالمتحدة إرسال ذلك الوفد لأنها كانت تعرف سلفا أن هذا التحقيق، إذا كان حياديا، سيثبت أن أولئك الإرهابيين أي عملاءها، هم الذين استخدموا الأسلحة الكيميائية ضد الجيش السوري، فيما يتعلق بالبراميل المتفجرة أريد أن أسألك، ما هو تعريف البرميل المتفجر؟ إذا ذهبت إلى جيشنا فلن تجد في سجلاتنا شيئا يسمى “برميلا متفجرا”، إذا: ما هو مفهومك لذلك كي أعرف كيف أجيبك، ما هو البرميل المتفجر، لدينا قنابل. التدمير، إنه التدمير، وهو ضد القانون الدولي؟ كل قنبلة تحدث دماراً، ليست هناك قنبلة لا تحدث شيئا، وبالتالي، فإن مصطلح “براميل متفجرة” استخدم في الغرب كجزء من الرواية الغربية لإظهار أن هناك قنابل عشوائية تقتل المدنيين دون تمييز، وهذا يناقض الرواية الغربية نفسها، سأبين لك مكمن التناقض، في مناطق أخرى يقولون، إننا نقصف المستشفيات بشكل متعمد، وقد ذكرت أنت ذلك، وإننا نستهدف المدارس بشكل متعمد وإننا استهدفنا بشكل متعمد قوافل المساعدات المتوجهة إلى حلب الشهر الماضي، تلك الأهداف تتطلب صواريخ ذات دقة عالية وبالتالي عليهم أن يختاروا أي جزء من الرواية يريدون، إما إننا نستخدم قنابل عشوائية أو إننا نستخدم قنابل ذات دقة عالية، إنهم يناقضون أنفسهم في الرواية نفسها بشكل مستمر، وهذا هو الواقع الغربي الآن، إذا: أيهما نختار؟ أستطيع أن أجيبك، لكن مرة أخرى، ليس لدينا أي قنابل عشوائية، إذا كنا نقتل الناس دون تمييز فإن هذا يعني أننا نخسر الحرب لأن الناس سيكونون ضدنا، لا نستطيع أن نقتل الشعب السوري، سواء أخلاقيا أو من أجل مصلحتنا، لأننا في تلك الحالة سندفع المجتمع السوري باتجاه الإرهابيين وليس العكس. سيادة الرئيس، أريد أن أتطرق لموضوع سجون التعذيب، تتحدث منظمة العفو الدولية عن موت سبعة عشر ألف شخص، فيما يتعلق بسجن صيدنايا، لا تزال هناك تقارير مروعة، متى ستسمحون لمراقب مستقل بدخول ذلك السجن؟ مراقب مستقل، لكن منظمة العفو الدولية ليست مستقلة ولا حيادية. واللجنة الدولية للصليب الأحمر؟ لم نناقش الموضوع مع الصليب الأحمر، ينبغي مناقشة ذلك في مؤسساتنا إذا كان سيسمح لها، وإذا كانت هناك اتهامات يمكن مناقشة ذلك، إننا لا نقول نعم أو لا، لكن التقرير الذي ذكرته كان تقريرا وضعته قطر وبتمويل منها، إنك لا تعرف المصدر، ولا تعرف أسماء أولئك الضحايا، ولم يتم التحقق من أي شيء في ذلك، لقد مولته قطر بشكل مباشر لتلطيخ سمعة الحكومة السورية والجيش السوري. لكن هناك العديد من شهود العيان.. لا أحد يعرف من هم، ما من شيء واضح في ذلك الصدد، لم يتم التحقق منه.. إذاً، فلتفتحوا الباب لمنظمات مثل الصليب الأحمر.. هذا ليس قراري لأقول لك نعم أو لا، لدينا مؤسسات، وإذا كنا بحاجة لمناقشة هذه التفصيلة فعلينا العودة إلى المؤسسات قبل أن نقول نعم أو لا. لماذا أنتم متأكدون من أنكم ستكسبون هذه الحرب؟ لأن عليك أن تدافع عن بلادك، وعليك أن تؤمن بأنك تستطيع كسب الحرب في الدفاع عن بلادك، إذا لم يكن لديك مثل ذلك الإيمان فستخسر، كما تعلم، فإن جزءا من الحرب يتعلق بما تؤمن به، من البديهي أن يكون لديك ذلك الإيمان. إذا مشيتم في دمشق فسترون صورتكم في كل مكان، في كل محل تجاري، وكل مطعم، وكل سيارة، رمزا لديكتاتور، هل هذه طريقتكم بتوطيد سلطتكم؟ ثمة فرق بين الديكتاتور والديكتاتورية، في حالة الديكتاتور فإن المسألة تتعلق بالشخص، أنا لم أطلب من أي شخص في سورية أن يرفع صورتي، لم أفعل ذلك أبدا، هذا أولا، ثانيا: لتصف شخصا أنه ديكتاتور عليك أن تسأل شعبه، أعني أن شعبه فقط يمكن أن يقول ما إذا كان هذا الشخص ديكتاتورا أو رجلا جيدا. سيادة الرئيس، شكرا لكم على إجابتكم عن أسئلة التلفزيون السويسري وبرنامج “روند شو”. شكرا لقدومكم إلى سورية.