على الرغم من التداول الواسع للهواتف المحمولة بين المواطنين في السنوات الأخيرة لاسيما بعد أن انخفضت أثمانها بحيث لم تعد حكرا على رجال الأعمال والطبقات الثرية، إلا انه لازال هناك ممن يرفضون امتلاك الهاتف المحمول ضاربين بالتكنولوجيا العالية عرض الحائط خاصة لما بات يلحق تلك الوسيلة من ازعاجات وشوائب لم يحتملها البعض، وعلى الرغم من بلوغ القرن الواحد والعشرين يرون في عدم امتلاك هاتف محمول شيئا أكثر من عادي، بل غير العادي بالنسبة لهم هو امتلاكهم لتلك الوسيلة التي باتت بالنسبة لهم وسيلة مزعجة في الوقت الحالي بالنظر إلى استعمالها استعمالا سلبيا. خ .نسيمة نعم هناك في مجتمعنا ممن لا يمتلكون الهاتف المحمول بالنظر إلى عزوفهم عنه أو امتلاكه ثم الاستغناء عنه بعد تلك التجربة المريرة حسبهم، ومقابل امتلاكه من طرف الكل ابتداء من الأطفال الصغار والى غاية العجائز والشيوخ نجد أن هناك ممن حرموا أنفسهم من نعمة الهاتف المحمول كوسيلة لتقصير المسافات بين البعيدين والسؤال عن أحوالهم في أي وقت ومكان، إلا أن السلبيات التي باتت تلاحقة من كل جانب والممارسات المشينة التي لحقت بتلك التكنولوجيا العالية جعلت الكثيرين يبتعدون عنها خاصة وأنها باتت وسيلة لفضح أمور الناس وكشف خصوصياتهم بل وتخريب البيوت وصارت مرتعا لكشف المستور بعد أن استعملت استعمالا سلبيا في غير موضعها وملأتها الصور الإباحية كفعل يجرِّمه القانون بعد حمل مقاطع خليعة بها إلى غيرها من الكوارث التي سببها الهاتف المحمول فالعزوف لم يأت من العدم، وعلى الرغم من تضاؤل نسبة الممتنعين عن امتلاك الهاتف النقال إلا أن وجود فئات منهم دفعنا إلى الاقتراب إليهم ورصد دوافع امتناعهم عن تلك الوسيلة الهامة والضرورية في الوقت الحالي. قالت فيروز، موظفة، أنها لا يزعجها أبدا عدم حملها لهاتف نقال وإنما مصدر إزعاجها هو امتلاكها له، لما لحقه من عيوب من طرف البعض حتى أصبح أداة للإزعاج وإثارة المشاكل بدل تسهيله للأمور كرابطة للاتصال مع الغير وتحري أحوالهم، وقالت أنها تفضل الهاتف الثابت بدل الهاتف النقال لاسيما وأننا لم نكن نتصادف بتلك المشاكل والإزعاجات المنجرّة عن تكنولوجية الهاتف النقال الذي بات مصدر إزعاج للجميع بل وخرب البيوت وفضح أسراً بأكملها بالنظر إلى استعماله استعمالا سلبيا لا يليق بتلك الوسيلة الهامة التي تلعب دورا هاما في تطوير الروابط الاجتماعية وتمتين العلاقات الأسرية. أما الشاب كمال فقال انه لا يتعلق بالهاتف النقال تعلقا جنونيا مثلما هو حال الكثيرين اليوم، نساء ورجالا وقال انه يبقى لفترات من دونه أحس خلالها بالراحة والاطمئنان، وقال انه يوما بعد يوم يفكر تفكيرا جديا في التخلص منه خاصة وانه بات مصدرا لإزعاجه من طرف الأقارب والأغراب، ليضيف أن سلبياته غلبت على ايجابياته مؤخرا بفعل البعض الذي استمالوا منحاه الايجابي إلى ما هو سلبي حتى أضحى وسيلة توصل البعض إلى أبواب السجن والمحاكم بسبب الفيديوهات الإباحية التي باتت تتداول بين بعض الفئات. وبذلك امتنعت بعض الفئات عن امتلاك الهاتف النقال وفضلت العودة إلى الوراء لتفادي الورطات التي من الممكن جدا أن يقعوا فيها بفعل الهاتف النقال.