حدّاد يُطيح بسعيد عليق.. سنتحدث في حلقة اليوم من تاريخ اتحاد العاصمة في الفترة مابين 2010 و2012 وهي الفترة التي شهدت رحيل سعيدعليق من رئاسة الفريق بعد ان قضى على رأس الفريق 15 سنة بعد ان أرغمه رابح حداد بالرحيل رغما عنه ليجد نفسه خارج أسوار ملعب بولوغين و5 جويلية وهو ما سنتعرف عليه من لسان المعني بالأمر في حلقة هذا العدد وهي الحلقة التي سنتحدث فيها عن الكثير من الأمور نترككم تكتشفونها معا حالا. 2009 / 2010 ذهاب مواسة وعودة سعدي بعد الفشل الذريع لفريق الاتحاد في موسم 2008 / 2009 بخروجه صفر اليدين بالرغم من الإمكانيات المالية التي سخرها له رئيس النادي سعيد عليق قرر هذا الأخير فور انتهاء الموسم بإقالة المدرب كمال مواسة مع استغائه على العديد من اللاعبين وتعويضهم باخرين من اجل إعادة الفريق إلى سكة التتويجات. على رأس العارضة الفنية سجل عودة نورالدين سعدي وهو المدرب الذي سبق وان درب الفريق لعدة مرات وبالرغم من الطريقة التي كان يخرج بها بطريقة مهينة من طرف الرئيس سعيد عليقن إلا انه لم يحفظ الدرس جيدا فجاءت عودته إلى الفريق وكله أمل أن يحقق ما عجز عنه في وقت سابق. من بين الأسماء التي دافعت عن ألوان الاتحاد خلال هذا الموسم نذكر كل من بلال دزيري ودهام وعوامري مع عودة الحارس مروان عبدوني بعد استنفاد عقوبته خلال شهر افريل من سنة 2009 دون ان ننسى وزناجي وسايح وشكلام وزيدان وخوالد لكن بالرغم من هاته الأسماء إلا ان الفريق العاصمي فشل في استعادة لقبه الضائع حيث حل في المركز الرابع برصيد 53 نقطة فيما خرج من كاس الجزائر في الدور ثمن النهائي أمام مولودية الجزائر بخسارته بنتيجة لا تقبل أي جدل 3/0. وبانتهاء هذا الموسم يسدل الستار على حقبة الرئيس سعيد عليق التي امتدت 15 سنة كاملة حيث أرغم أن يترك منصبه رغما عنه إلى رجل الأعمال رابح حداد. لم يهضم الطريقة التي أبعد بها من رئاسة الاتحاد عليق: حداد غدر بي حتى وإن مضى حوالي أربع مواسم على تنحيته من على رأس نادي اتحاد العاصمة إلا أن اسم سعيد عليق لا يزال مرتبطا باسم هذا الفريق الكبير كبر تاريخ وسجله وجماهيره الرائعون الذين يضرب بهم المثل في طريقة مناصرة فريقهم وتلكم هي حكاية سنرويها لكم في حلقة خاصة بعد الانتهاء من سرد قصة تاريخ الفريق. أقول بالرغم من مضي أربع سنوات عن تنحيته من رأس اتحاد العاصمة لا يزال سعيد عليق كلما يتذكر الطريقة التي ابعد بها تذرف عينيه دموعا وكلما غاص في أعماق القضية إلا وتنهد وقال (...) ترى ماذا يقول حول هاته القضية؟ ذلك الذي سنتعرف عليه حالا. يبحثون عن محو اسم عليق من اتحاد العاصمة يقول عليق إنه بالرغم مما قدمته لفريق الاتحاد إلا أنه للأسف أصبحت في نظر المكتب المسير الحالي مرفوضا بل أكثر من ذلك لم يوجهوا لي حتى الدعوة لحضور أي مباراة فازوا بكأس الجمهورية والكأس العربية ولم يوجهوا لي دعوة تشريف أو كمساهم في الشركة .. ربما يبحثون عن محو إسم عليق من إتحاد العاصمة . أعرف سبب قدومهم إلى الإتحاد وعن سؤال إن كان المجلس الإداري الحالي لنادي اتحاد العاصمة قد اقترح عليه منصبا؟ يرد عليق قائلا نعم اقترح علي مجلس الإدارة منصبا والجميع صوت علي بالأغلبية لكنني رفضت وقلت ذلك لمدير الشركة لأنني أعرف سبب قدومهم إلى الإتحاد رغم أنه لم يكن بمقدوره الحصول على الإتحاد من دوني . ندمت أشد الندم.. عليق ومن خلال سرده الطريقة التي خسر من خلالها رهان الاحتفاظ بمنصبه على رأس الاتحاد أنه لا يزال لم يهضم بعد طريقة تنحيته بقوله ندمت أشد الندم للطريقة التي تعاملنا بها مع حداد للأسف تكلخنا لأن النادي الهاوي أصبح فقيرا عوض أن يكون غنيا . ويضيف عليق قائلا أكبر خطأ قمنا به عندما كنا ننوي الانتقال إلى الاحتراف لأن القوانين واضحة وتتطلب اللجوء إلى العدالة وتعيين خبير لتقييم الممتلكات الخاصة بالنادي ويومها أتذكر جيدا أنني اقترحت موثقا الذي سبق وأن تعاملنا معه إلا أن حداد أصر على موثق يعرفه فقبلنا دون حرج حيث قدمنا له الملف وكان هناك وثيقتين ضروريتين من أجل المرور إلى الإحتراف هما قبول الجمعية العامة للنادي الهاوي بمنح 60 إلى 65 بالمائة للشركة وتقييم الخبير ولا زلت إلى غاية الآن لم أهضم كيفية عمل الخبير حيث أنني تلقيت اتصالات من كندا وطلبوا مني إعادة دراسة دفتر الشروط ووجدنا أن هناك خطأ يكمن في أن الخبير قيم ممتلكات الإتحاد 70 مليار سنتيم والنادي الهاوي الذي خلق الشركة الرياضية دخل فقط كمساهم بالمقر وسبق أن قيمت المقر من قبل حتى قبل أن يشرعون في الحديث عن الإحتراف في 2008 ولكن الموثق قام بوضع مبلغ المقر الذي كان قرابة 8 ملايير سنتيم ويومها عقدنا اجتماع مجلس الإدارة في أكتوبر 2010 وطلبت من أعضاء الشركة اختيار خبير والنادي الهاوي يعين خبيرا ويعملان سويا وإذا وجدنا خطأ سنسويه وقمت بهذا الفعل من أجل تبرئة ذمتي وحتى لا يعتقدون أنني تحصلت على أموال مقابل منح الفريق للإخوة حداد وحتى لا يقول عني أحفادي أنني بعت إتحاد العاصمة. الاحتراف في الجزائر.. بريكولاج الآن وقد مضى أربع سنوات على تطليق الاحتراف وهي المدة التي مضى على تنحيته من على رأس إدارة النادي العاصمي ترى كيف ينظر عليق إلى الاحتراف في الجزائر؟ يجيب سعيد عليق قائلا أنا لا أسميه احترافا بل أسميه بريكولاجا بالكلمة الواسعة الأمور ليست واضحة حيث أن هناك العديد ممن انتقل إلى الإحتراف بأموال النادي الهاوي من خلال شرائهم أسهما في الشركة الرياضية وهذا أمر غير قانوني وهو ما يجعلني أفكر كثيرا قبل اختيار النادي الذي سأعود عبر بوابته لميدان الكرة وذلك من خلال دراسة الأشخاص الذين يقودون الفريق والأهداف المسطرة كل هذه المعطيات علي أن أضعها فوق الطاولة ورغم ذلك لقد آمنت بالاحتراف واعتقدنا أنه سيقدم ممولين فعليين. غالبية القادمين باسم الاحتراف إلى الأندية بزناسية من أجل صناعة اسم أو تبييض الأموال يعتقد سعيد عليق أن غالبية من قدموا إلى رئاسة الأندية هم بزناسية وجاؤوا سواء من أجل صناعة اسم أو تبييض الأموال. ويفسر ذلك بقوله المستثمر يفكر جيدا ولا يريد وضع أمواله في أي فريق خمس سنوات و6 سنوات تعيد أموالك لكن في كرة القدم غير موجود وهو ما يجعل غالبيتهم قدموا من أجل صناعة اسم أو تبييض الأموال وأنا سبق لي وأن وضعت 750 مليون سنتيم كمساهم في الشركة وهناك نقطة أثرت في نفسي كثيرا وتتمثل في تراجع مستوى اللاعبين والرواتب التي يحصلون عليها حيث أن لاعبا كان يتحصل على 40 مليونا أصبح يتحصل على 200 مليون شهريا. 2010 / 2011 بداية حقبة حداد ورونار مدربا للاتحاد فور انتهاء الموسم الرياضي 2010/2011 وبموجب قانون الاحتراف عقد فريق الاتحاد جمعية عامة عادية أطاحت بالرئيس سعيد عليق أمام رجل الأعمال رابح حداد المعروف بربوح فرغم المقاومة التي أبداها عليق إلا انه سقط في نهاية المطاف بالضربة القاضية أمام أموال ربوح حداد فرحل عليق وهو يذرف الدموع ليس حبا في فريق الاتحاد الذي لعب له وترأسه لسنوات طويلة بل لفقدانه البقرة الحلوب التي كانت تدر عليه ملايين من الدينارات. أول ما قام به رابح حداد فور تعيينه على رأس إدارة الاتحاد استقدامه للمدرب الفرنسي ايرفي رونار المتوج في الشهر المنقضي بلقب كأس أمم إفريقيا مع المنتخب الايفواري وقبل ذلك بثلاث سنوات كان قد توج بنفس اللقب مع المنتخب الزامبي. عمل إلى جانب هيرفري رونار المدرب نورالدين سعدي الذب فضل ربوح الاحتفاظ به. ومن بين الاسماء التي دخل بها اتحاد العاصمة هذا الموسم نذكر كل من: عبدوني منصوري معزوزي بن عيادة عوامري شكلام شافعي خوالد مايفا غازي اشيو ايت وعمر دهام وزناجي مكلوش. لكن بالرغم من كل هاته الاسماء إلا ان قطار الاتحاد كان يسير ببطئ شديد الأمر الذي كلف المدرب ايرفي رونار الإقالة فرحل عن الفريق الذي تمنى ان يصنع منه فريقا كبيرا. ولإعطاء دفعة قوية للفريق تدعمت تشكيلة الاتحاد خلال فترة التحويلات الشتوية ببعض الاسماء منها ديامونتيني من اكاديمية بماكو المالي ومايفا من الملعب المالي ولشلاليني من نادي نيم الفرنسي وبولبدة من نادي كريتاي الفرنسي وبن مغيث من ترجي مستغانم بالمقبل سجل ذهاب كل من ايت الطاهر وزيان شريف وعناني وحباش. انهى اتحاد العاصمة موسم 2010/2011 في المركز التاسع وهو الذي راهن قبل انطلاقة الموسم على المركز الأول أما في منافسة ألكاس فقد ودع الاتحاد المنافسة في الدور الأول (ال32) بسقوطه بملعب سعيدة أمام المولودية المحلية بضربات الجزاء وبذلك يكون هذا الموسم من بين المواسم السوداء الذي لا يتمنى أنصار الفريق الحديث عنها. 2011 / 2012 لعنة الإخفاقات تواصلت في الموسم الموالي توالت لعنة الإخفاقات فرغم استنجاد بالمدرب مزيان ايغيل المدرب الحالي لفريق النصرية إلا ان ذلك لم يغير شيء بخروجه صفر اليدين. فبعد خروجه من منافسة كاس الجزائر أمام اتحاد الحراش بضربات الجزاء 4/1 في مباراة احتضنها ملعب 5 جويلية وشهدت أحداث عنف خطيرة كادت تودي بحياة العديد من أنصار الفريقين عقب تراشق الطرفين بالحجارة أصابت أحداها مصور قناة التلفزيون الجزائري الأمر الذي دفع بتوقيف بث المباراة. لعنة الإخفاقات طالت الاتحاد في البطولة الوطنية بتسجيله العديد من الإخفاقات دفع ثمنها في نهاية المطاف بعد أن حل في المركز الثالث برصيد 51 نقطة وقبل انتهاء البطولة ببضع جولات تعرض الفريق إلى اعتداء من طرف جماهير فريق مولودية سعيدة كادت تكلف اللاعب عبد القادر العيفاوي غاليا بتعرضه لإصابة خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى الجامعي لمدينة سعيدة. وجراء لخطورة هذه الأحداث منحت الرابطة المحترفة نقاط المباراة لفريق الاتحاد 3/0 مع معاقبة فريق مولودية سعيدة لإحدى عشر مباراة بدون جمهور وخارج الديار. تطالعون في الحلقة المقبلة: بالرغم من الأموال الطائلة التي كلفت خزينة الأخوين حداد رابح وعلي إلا أن ذلك لم يجد نفعا في الموسمين الأولين لكن بداية من الموسم الثالث بدأ تلك الأموال تعطي ثمارها بحصول الاتحاد على الكأس الثامنة في تاريخه ولقب دوري أبطال العرب وتلكم هي حكايتنا في الحلقة المقبلة من القصة الكاملة لتاريخ اتحاد العاصمة.