السكان أمام ضرورة البحث عن مصادر أخرى للتموين بلديات المدية تشهد أزمة ماء تواجه معظم بلديات ولاية المدية أزمة خانقة في التزود بالمياه الشروب وذلك منذ عدة أشهر مع احتمال استمرارها في ظل غياب حلول لهذه الأزمة الخانقة التي يعاني منها الآلاف من المساكن ببلديات المدية ووزرة وحناشة وحربيل ودراع سمر منذ بداية فصل الصيف من هذا المشكل ما دفعها إلى البحث عن مصادر أخرى للتموين بالمياه وذلك في ظل الاضطرابات المتكررة المسجلة في التزود بهذه المادة الحيوية. ي. تيشات أضحت أزمة التزود بمياه الشروب بمثابة الهاجس الأكبر الذي يؤرق السكان القاطنون بمختلف بلديات ولاية المدية الأمر الذي يجعل العائلات المعنية أمام حتمية البحث عن مصادر أخرى لتخزين أكبر عدد من كميات المياه لسد حاجياتهم خلال فترة انقطاع الماء كما أضحت معضلة نقص المياه الشروب بالنسبة لقاطني مقر عاصمة الولاية التي تحصي أكثر من 140 ألف نسمة مشكلا حقيقيا بالنسبة لهم خاصة أن حاجياتهم من هذه المادة بحكم أن الإشكال يزداد أكثر في فصل الصيف عن باقي الفصول الأخرى من السنة. وإذا كان حظ بعض السكان أحسن حالا من الآخرين لقربهم من تواجد نافورات المياه العمومية المنصبة هنا وهناك وبالتالي التزود بمياهها أو انتظار مرور شاحنات صهاريج المياه المجندة من طرف الجزائرية للمياه غير أن البعض الآخر كان مجبرا على الجري وراء أصحاب مموني الماء بواسطة الصهاريج هؤلاء الذي ارتفع عددهم بشكل ملحوظ في ظل استمرار هذه الأزمة. تجفيف منابع الشفة أول خطأ للمنظومة وأوضح مدير الموارد المائية محمد منعي أن انخفاض منسوب مياه وادي الشفة الذي تتزود به محطة واد المرجة لتموين جزء من مدينة المدية يعد أحد الأسباب وراء الاضطرابات المسجلة منذ دخول فصل الصيف بحيث أضحت محطة واد المرجة التي كانت تضمن في وقت سابق 35 بالمائة من احتياجات مدينة المدية للمياه الشروب بسبب هذا الانخفاض لا تغطي سوى ما يقارب 30 بالمائة من هذا التجمع السكاني ما يعادل أقل من 2 مليون م3/ اليومي مشيرا ذات المتحدث إلى أنه يتوجب انتظار أولى الأمطار حتى يرتفع مخزون وادي الشفة وبالتالي ضمان التزود بصفة دورية وكافية من هذه المادة الحيوية. ولم تعد الكمية التي يتم ضخها من سد غريب بولاية عين الدفلى والمقدرة بين 12 و15 ألف متر مكعب من المياه كافية لتلبية حاجيات المواطنين المتزايدة المتواجدين بثماني بلديات الممونة لهم. وأكد ذات المسؤول أن محدودية تجهيزات الضخ المنصبة على مستوى هذا السد والتي لا يمكنها معالجة كميات المياه الإضافية لتلبية حاجيات السكان المعبرة عنها خلال هذه الفترة من السنة يأتي ذلك في الوقت الذي يجري حاليا الإعداد لعقد جديد لاقتناء أجهزة أكثر قوة هو في مرحلته الأخيرة على مستوى المديرية العامة للجزائرية للمياه مستبعدا في السياق إمكانية رفع منسوب المياه الخاصة بهذه البلديات منها المدية نظرا لخطر الأعطاب التي قد نتجر عن رفع وتيرة هذه التجهيزات. تحويل قناة غريب البرواقية.. هل يكون الحل؟ أكد مدير الري المحلي أن مشروع تحويل نظام التموين بالمياه الشروب غريب- البرواقية نحو مدينة المدية والبلديات المجاورة لها - والذي يرتقب أن يدخل حيز التشغيل خلال الشهر الجاري- من شأنه حل وبشكل كبير مشكل نقص المياه بهذه البلديات بحكم أن هذا المشروع يسمح باسترجاع 15 ألف م3 من المياه التي تمون بلدية البرواقية وتحويلها لفائدة الأربع بلديات وهي كل من وزرة وبن شيكاو وتيزي مهدي وبالتالي تدعيم حصتها من المياه اعتبارا من هذا السد والمقدرة ب12 ألف م/ اليوم3. وأضاف أن الحصة الكبرى من هذه الهياكل تم الانتهاء منها ولم يتبق سوى اقتناء وتنصيب تجهيزات الضخ كما ستسمح حصة المياه التي سيتم استرجاعها من بلدية البرواقية والممونة منذ سنة 2014 من نظام تحويل مياه سد كودية اسردون (البويرة) - حسب المتحدث- بتغطية 184 ألف قاطن موزعين عبر بلديات المدية ووزرة وبن شيكاو وتيزي مهدي.