أصبح مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب مشكلة حقيقية تواجه سكان القرى والمداشر التابعة لبلدية يسر الواقعة جنوب شرق ولاية بومرداس، إذ تشهد العديد من المناطق نقصا فادحا في التزود بالماء الشروب خاصة في فصل الحر أين يكثر استعمال هذه المادة الحيوية. ومن بين الأحياء التي تعاني من مشكل الانقطاعات المتكررة للماء الشروب نجد حي »شعباني«، »84 مسكن«، الأمر الذي خلق استياء لديهم. وفي هذا الصدد صرح أحد القاطنين أن الماء يصلهم مرتين في الأسبوع ولا يلبي حاجياتهم مما اضطر العديد منهم إلى اقتناء صهاريج ووضعها على الأسطح. وأضاف المتحدث ذاته أن الماء بعدما كان يصلهم في الفترة الصباحية أصبح يأتيهم في ساعات متأخرة من اليوم. هذا المشكل امتد إلى غاية سكان القرى التابعة لذات البلدية على غرار قرية »ماتوسة« وقرية »وانوغة« الذين يعيشون حياة بدائية في ظل انعدام الماء الشروب بصفة كلية، إذ يلجأ الأطفال لجلبها من مناطق بعيدة مشيا على الأقدام ما يقارب الساعة ولا تكفي حتى لتلبية حاجياتهم اليومية. في حين يلجأ البعض الآخر منهم لشراء صهاريج مائية بأثمان تصل إلى 800 دينار للصهريج الواحد، مما كبد العائلات ذات الدخل المحدود مصاريف أثقلت جيوبها، مع العلم أن أغلب العائلات القاطنة بهذه القرى تعاني الفقر المدقع، ومما زاد من معاناة القاطنين هو انعدام قنوات الصرف الصحي، إذ لا يزالون يعتمدون على الطريقة التقليدية للتخلص من المياه القذرة التي غالبا ما تفيض على أرجاء منازلهم متسببة في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، وفي هذا الشأن أبدى العديد من القاطنين تخوفهم من إمكانية ظهور الأمراض والأوبئة وسط أبنائهم خاصة في فصل الصيف، أين تجد شتى أنواع البكتيريا المحيط الملائم لتكاثرها، إضافة إلى انتشار النفايات والقاذورات في كل أرجاء هذه القرى والأحياء مما سبب ظهور الكلاب الضالة التي أصبحت تهدد حياة السكان خاصة أبناءهم، وقد طرحت العائلات القاطنة ببعض قرى بلدية يسر مشكلا لا يقل أهمية وخطورة عن سابقيه وهو انعدام النقل المدرسي، إذ يضطر أبناؤهم للمشي على الأقدام ما يقارب نصف ساعة للالتحاق بالمقاعد الدراسية ويلجأون في بعض الأحيان لتوقيف المارة معرضين حياتهم للخطر. كل هذه الظروف السيئة أدت إلى تدني المستوى التعليمي لدى هؤلاء الأطفال، و ما زاد من استياء العائلات هو امتناع أصحاب الحافلات نقل أبنائهم خاصة في الفترة المسائية، مما يؤدي بهم للعودة إلى منازلهم مشيا على الأقدام ووصولهم في غالب الأحيان في ساعات متأخرة خاصة في فصل الشتاء. وقد رفع سكان مداشر بلدية يسر انشغالاتهم في العديد من المرات إلى السلطات المحلية من أجل انتشالهم من هذا الوضع المزري الذي يعيشونه منذ سنوات عديدة.