أصبح مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب مشكلة حقيقية تواجه سكان القرى والمداشر التابعة لبلدية خميس الخشنة ولا بومرداس، إذ تشهد العديد من المناطق تقصا فادحا في التزود بالماء الشروب خاصة مع دخول موسم الحر أين يكثر استعمال هذه المادة الحيوية، ونذكر سكان حي الشباشب الذي يعانون من انقطاع الماء الشروب .الأمر الآخر الذي خلق استياءا لديهم هو انتهاج هذه الطريقة خلال ارتفاع درجة الحرارة حيث صرح أحد القاطنين أن الماء يصلهم مرتين في الأسبوع ولا يلبي حاجياتهم، مما اضطر العديد منهم إلى اقتناء صهاريج ووضعها على الأسطح، وأضاف ذات المتحدث أن الماء بعدما كان يصلهم في الفترة الصباحية، أصبح يأتيهم في ساعات متأخرة من اليوم والأمر لا يختلف لدى سكان الأحواش كدالاس وبرطلة الذين يعيشون حياة أقل ما يقال عنها بدائية في ظل انعدام الماء الشروب بصفة كلية، إذ يلجأ الأطفال لجلبها من مناطق بعيدة مشيا على الأقدام ما يقارب الساعة، لا تكفي لتلبية حاجياتهم اليومية ويلجأ البعض منهم لشراء صهاريج مائية بأثمان تصل إلى 1200 دينار للصهريج الواحد مما كبد العائلات ذات الدخل المحدود مصاريف أثقلت جيوبهم مع العلم أن أغلب العائلات القاطنة بهذه الأحواش تعاني الفقر المدقع، ومما زاد من معاناة القاطنين هو انعدام قنوات الصرف الصحي، إذ لا يزالون يعتمدون على الطريقة التقليدية للتخلص من المياه القذرة التي غالبا ما تفيض على أرجاء منازلهم متسببة في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، وفي هذا الشأن أبى العديد من القاطنين تخوفهم من إمكانية ظهور الأمراض والأوبئة وسط أبنائهم خاصة مع دخول موسم الحر، أين تجد شتى أنواع البيكتريا والمحيط الملائم لتكاثرها، إضافة إلى انتشار النفايات والقاذورات في كل أرجاء هذه الأحواش مما سبب ظهور الكلاب الضالة التي أصبحت تهدد حياة السكان خاصة أبنائهم، وقد طرحت العائلات القاطنة بكل من حوش دالاس وبرطلة مشكل لايقل أهمية وخطوة عن سابقية وهو إنعدام النقل المدرسي إذ يضطر أبنائهم للمشي على الأقدام ما يقارب نصف ساعة للإلتحاق بالمقاعد الدراسية ويلجأون في بعض الأحيان لتوقيف السيارات المارة معرضين حياتهم للخطر، كل هذه الظروف السيئة أدت إلى تدني المستوى التعليمي لدى هؤلاء الاطفال، ومما زاد من استياء العائلات هو امتناع أصحاب الحافلات نقل أبنائهم خاصة في الفترة المسائية، مما يؤدي بهم للعودة إلى منازلهم سيرا على الأقدام ووصولهم في غالب الأحيان في ساعات متآخرة خاصة في فصل الشتاء، مع العلم أن سكان المداشر رفعوا انشغالاتهم في العديد من المرات للسلطات المحلية من أجل انتشالهم من هذا الوضع المزري الذي يعيشونه منذ سنوات عديدة، ومن جهة أخرى أفادت مصالح من بلدية خميس الخشنة أنه سيتم تزويد سكان الأحواش بقنوات الصرف الصحي، في الأيام المقبلة وكذا شبكة توزيع المياه بكل المناطق النائية التي تفتقر لهذه المادة الحيوية في أقرب الآجال. ///////////////////////////////////////////////////////// ولاية بومرداس