المؤرخ آلان روسيو يصرّح: فرنسا تأخرت كثيرا في مصالحة الجزائر
اعتبر المؤرخ آلان روسيو أمس الثلاثاء أن التفاتة من فرنسا تشريفا للأمير عبد القادر من شأنها أن تحمل دلالة كبيرة مؤكدا ان السلطات الرسمية الفرنسية كان يجدر بها القيام بمبادرات مصالحة تجاه الجزائر. وأشار السيد روسيو في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إلى أن التأخر كبير جدا وأن السلطات الرسمية الفرنسية كان يجب عليها القيام منذ عقود بمبادرات مصالحة تجاه الجزائر معتبرا أن التفاتة تشريفا للأمير عبد القادر من شأنها أن تحمل دلالة كبيرة . وكان المؤرخ الفرنسي الذي يشرف على أشغال موسوعة حول الاستعمار الفرنسي التي صدر المجلد الأول منها شهر فيفري الماضي قد نشر الأسبوع الماضي منبرا دعا فيه إلى تشييد تمثال للأمير عبد القادر في باريس. وحرص الكاتب على تذكير المسؤولين الفرنسيين الجاهلين بالأمر أن الأمير عبد القادر لم يكن مقاوما فذا فحسب بل مثقفا كبيرا وأكثر من كل الجنرالات والسياسيين الفرنسيين من عهد الاستعماري كما أنه كان مناضلا إنسانيا أنقذ المسيحيين من المجازر في سوريا . وأوضح أن منبره ليس نداءً وإنما تذكيرا بحقيقة غير معروفة تماما وهي إرادة بعض الفرنسيين النزهاء والقلة مع الأسف في تكريم الأمير عبد القادر على غرار هنري مونتارلون . وتابع آلان روسيو أن مجرد ذكر اسم الأمير عبد القادر إبان الاحتلال وربطه بمفهوم الوطنية الجزائرية واعتباره مقاوما كان بمثابة السير عكس التيار مضيفا أن المدن الجزائرية آنذاك كانت مليئة بالتماثيل والنصب التذكارية التي تمجد المحتلين من أمثال الدوق دومال والجنرال بيجو. واستطرد في هذا الصدد إذا كان مقالي يمكنه فتح المجال لمبادرة جماعية من أجل إقامة تمثال تخليدا للأمير عبد القادر فأنا مستعد للمشاركة فيها . وردا على سؤال بخصوص مستقبل سلام الذاكرة بين الجزائروفرنسا في عهدة الرئيس ماكرون الذي صرح بصفته مرشحا أن الاستعمار جريمة ضد الإنسانية أعرب الكاتب مؤكدا على صفته كمواطن فرنسي عن حذره الكبير بعد المبادرات الأولى للرئيس ماكرون مضيفا أن هذا الأخير أثبت أنه قادر على التصريحات المتناقضة.