استفتاء الانفصال يشعل العالم من إيران إلى أمريكا ** يوم تاريخي يعيشه العراق اليوم الاثنين في استفتاء غير مسبوق قد يحمل معه المزيد من الماسي لهذا البلد الجريح من خلال التاريخ لمرحلة التقسيم وبالتالي تفكك هذا البلد الحاضن لتاريخ المسلمين بحلاوته ومراراته فهل هي بداية الانهيار؟ ق.د/وكالات شرعت المفوضية المستقلة للانتخابات والاستفتاء التابعة لإقليم كردستان العراق أمس الأحد توزيع صناديق الاقتراع على المراكز ومخيمات النازحين في محافظة كركوك في حين حذرت السفارة الأميركية من احتمال وقوع اضطرابات بسبب استفتاء انفصال الإقليم المقررةاليوم الاثنين. وقال مصدر في المفوضية إن عدد المراكز المشمولة في محافظة كركوك يبلغ 43 بواقع 244 مركزا فرعيا في مدينة كركوك وأقضيتها ونواحيها مشيرا إلى أن ثمانمئة ألف شخص يحق لهم التصويت في كركوك من مجموع سكان المحافظة البالغ عددهم بحسب البطاقة التموينية مليونا و350 ألف شخص. وكان المجلس الأعلى لاستفتاء انفصال إقليم كردستان العراق نفى السبت قبوله بمبادرة أممية لتأجيل الاستفتاء مؤكدا أنه سيُجرى في موعده المقرر اليوم الاثنين رغم وصول وفد من الإقليم إلى العاصمة بغداد للتفاوض مع المسؤولين هناك بشأن الاستفتاء. مباحثات بغداد يأتي ذلك في وقت أجرى وفد التفاوض من كردستان العراق المكلف بالتواصل مع الحكومة المركزية مباحثات مع المسؤولين في بغداد بشأن استفتاء انفصال الإقليم. وأوضحت مصادر مطلعة أن وزير الخارجية العراقي السابق القيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري والقيادي الكردي سعدي بيرة يترأسان هذا الوفد. واستقبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم الوفد الكردي وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية إن معصوم والوفد ناقشا موضوع الاستفتاء والأزمة الحالية والسبل الكفيلة بالخروج منها بما يضمن الاستقرار في البلاد. كما عقد الوفد الكردي لقاء مع التحالف الوطني العراقي الذي يضم أغلبية القوى السياسية الشيعية لمناقشة سبل حل الأزمة التي تسبب فيها موضوع الاستفتاء بين بغداد وأربيل كما سيجري الوفد مباحثات مع قوى سياسية تعارض الاستفتاء في إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها. وأعلن التحالف الشيعي بعد اللقاء أنه قرر وقف أي مفاوضات مع وفد المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان العراق . كما أعلن التحالف في مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع عدم إجراء أي مفاوضات لاحقة ما لم يعلن الأكراد رفضهم الاستفتاء. عمل استفزازي بدوره أكد فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي رئيس هيئة الحشد الشعبي أن الحكومة العراقية ستؤدي كافة مسؤولياتها لحماية الأراضي العراقية وعدم تقسيمها بحسب ما نص عليه الدستور العراقي. ووصف الفياض في بيان الاستفتاء الذي تنوي سلطات إقليم كردستان إجراءه بأنه عمل استفزازي وكسر للأطر التاريخية بين العرب والكرد وسيكلف الجهات الراعية له ثمنا باهظا . ودعا الفياض القيادات الكردية إلى اللجوء للحوار قبل إجراء الاستفتاء وليس بعد تنفيذه وقال متى ما تم الاستفتاء سيتم الرد عليه بأسلوب دستوري وقانوني . وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي جدد بدوره موقف حكومته الرافض لإجراء الاستفتاء في كردستان العراق بسبب عدم دستوريته وقال في بيان بعد لقاء جمعه مع يان كوبيتش ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق إن موقف حكومته ثابت ولم يتغير وهو رفض الاستفتاء لعدم دستوريته . إيران تستعد على طريقتها قالت مصادر إن الحرس الثوري الإيراني بدأ مناورات برية قرب الحدود مع إقليم كردستان العراق وتركيا. وذكرت أن المناورات تتواصل على مدى يومين وتجري تحت إشراف مقر حمزة التابع للحرس الثوري والمسؤول المباشر عن الحدود الشمالية الغربية ل إيران. وتشارك في المناورات وحدات المشاة والمدفعية ووحدات الصواريخ وقوات التدخل السريع. ويعد مقر حمزة المسؤول عمليا على تأمين الحدود الشمالية الغربية وكذلك عن العمليات العسكرية ضد المسلحين الأكراد وسبق للمقر أن دخل في مواجهات مسلحة مع الجماعات الكردية. وترفض إيران الاستفتاء وتعتبره خطرا على المنطقة وفي هذا السياق وصف المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي الاستفتاء بأنه خطأ إستراتيجي يهدد أمن واستقرار العراق ويجر المنطقة للفوضى والتقسيم. وقال قاسمي في تصريح سابق أيام إن الإصرار على إجراء الاستفتاء يتعارض مع العملية السياسية بالعراق ويضرب كل الجهود المبذولة للحرب على الإرهاب في المنطقة. وأضاف أن الاستفتاء يهدد العملية السياسية برمتها في بلد لديه ديمقراطية وليدة. وحذر المسؤول الإيراني من أن انفصال كردستان العراق سيكون أشبه بكارثة تتعرض لها المنطقة وقال إن ذلك يدفع باتجاه تقسيم وتجزئة دول بالشرق الأوسط مما يضع مصير أكراد العراق وبقية شعوب المنطقة في قلب أزمة ستضر بالجميع وفق تعبيره.