التقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم بعدد من زعماء الكتل السياسية العراقية في محاولة لإيجاد مخرج وحلول سريعة لأزمة استفتاء يصر إقليم كردستان على إجرائه الأثنين القادم، وسط معارضة عراقية وإقليمية ودولية. قال بيان لمكتب الرئيس الإعلامي، إن معصوم أكد في لقائه رئيس البرلمان سليم الجبوري “أهمية التواصل مع المؤسسات العليا في الدولة لتلطيف الأجواء والعمل على احتواء الأزمات التي تعرقل تطوير العملية السياسية”. ودعا معصوم إلى “تضافر الجهود لتشجيع الأطراف على الاحتكام إلى الحوار البناء والابتعاد عن إثارة التشنجات التي قد تعقد الأزمة الحالية”. وقال بيان لمكتب الجبوري، إن اللقاء ناقش سبل الوصول إلى مخرجات وحلول سريعة لقضية الاستفتاء وفق الدستور العراقي. البارزاني: لا تأجيل يأتي ذلك في وقت أكد فيه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني عدم تأجيل الاستفتاء على انفصال الإقليم عن العراق، إلا بعد استعداد بغداد للبدء بمحادثات جدية حول الاستقلال وخلال مدة زمنية محددة وبضمانات دولية. قالت رئاسة الإقليم في بيان لها، إن “الإقليم مستعد للتفاوض مع بغداد، لكن بعد الاستفتاء”، مضيفة أن “المحادثات مع بغداد ينبغي أن تكون حول استقلال الإقليم ولها سقف زمني محدد وبضمانات دولية”. وأضاف، أن “البدائل المقترحة من قبل المجتمع الدولي تصر على إجراء المفاوضات قبل الاستفتاء، لكنها لا تضمن رغبة بغداد في بدء المفاوضات حول الاستقلال”. في هذه الأثناء، أعلن التحالف الوطني الذي يضم أغلبية القوى السياسية الشيعية المشتركة في العملية السياسية رفضه الاعتراف بنتائج الاستفتاء الذي تنوي سلطات إقليم كردستان إجراءه في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وقالت قوى التحالف في بيان صدر عقب اجتماع عقد لتدارس موضوع الاستفتاء الذي وصفته بأنه “الأكثر سخونة” على الساحة العراقية حاليا، إن الأطراف السياسية أجمعت “على عدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء لعدم دستوريته وإنها تدعو إلى حوار وطني عميق ومتوازن لحل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان”. رفض للاستفتاء يأتي هذا النقاش في وقت ارتفعت فيه وتيرة التصريحات الإقليمية والدولية المنتقدة للاستفتاء والداعية إلى إرجائه أو إلغائه. ففي إيران، جدد وزير الخارجية محمد جواد ظريف رفض بلاده للاستفتاء، وشدد على ضرورة احترام سيادة العراق والحفاظ على وحدة أراضيه واحترام الدستور العراقي. وفي تركيا، جدد رئيس الوزراء بن علي يلدرم رفض بلاده للاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق، ووصفه بأنه مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا، مهددا باتخاذ أنقرة للإجراءات اللازمة بشأنه. كما تدعم واشنطن والأمم المتحدة مقترحا يقضي بعدول أربيل عن الاستفتاء في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل بشأن مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات. الشرطة تنتشر في كركوك انتشرت قوات الأمن في أنحاء مدينة كركوكالعراقية الشمالية بعد حدوث اشتباكات عنيفة فيها مع زيادة التوتر الذي يصاحب استفتاء كردستان. وأقامت قوات الأمن الكردية والشرطة نقاط تفتيش في أنحاء المدينة بعد مقتل كردي في اشتباك مع حراس مكتب حزب سياسي تركماني في كركوك. ونقلت الأنباء عن مصادر أمنية أن كرديين آخرين وحارسا تركمانيا أصيبوا أيضا بجروح في الاشتباك الذي اندلع عندما مر أكراد في سيارات أمام مكتب الحزب التركماني احتفالا بالاستفتاء وهم يحملون الأعلام الكردية. وكانت قوات البشمركة الكردية قد سيطرت على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها عندما انهار الجيش العراقي أمام تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي في 2014 مما حال دون سقوط حقولها النفطية في يد الإرهابيين.