مساهل: منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط مستهدفة ** شدّد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل على ضرورة إصلاح منظمة الأممالمتحدة بدءا من مجلس الأمن مشددا على أهمية تعزيز دور وسلطة الجمعية العامة الأممية.. جاء ذلك خلال محادثات جمعته بنيويورك مع رئيس الجمعية العامة الأممية ميروسلاف لايتشاكي على هامش أشغال الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة وذكر مساهل من جانب آخر أن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط مستهدفة . واعتبر لايتشاكي الجزائر عضوا جد فعال في المجتمع الدولي من شأنه المساهمة بشكل كبير في تجسيد الاهداف النبيلة لميثاق الأممالمتحدة. كما عبر مساهل عن استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب خاصة فيما تعلق بالقضاء على التطرف وكذا دور الديموقراطية في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب. وذكر مساهل في محادثات أخرى جمعته برئيس المجموعة الدولية للأزمات جون ماري غيهينوي بجهود الجزائر لمرافقة الليبيين في سعيهم لإيجاد حل سياسي للأزمة التي تتخبط فيها البلاد عن طريق الحوار والمصالحة الوطنية برعاية الممثل الخاص الأممي غسان سلام. من جهة أخرى شدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على مركزية الحوار بين الأخوة الماليين من أجل تجاوز خلافاتهم ومباشرة تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة الوطنية في مالي. وفي ذات السياق أشار الى أن إشراك سياسي أكبر للأمم المتحدة يعد ضروري لبعث ديناميكية جديدة من اجل تطبيق اتفاق السلام والمصالحة بمالي. من جهته حيى غيهينو جهود الجزائر من اجل دعم مسار تسوية الازمة في ليبيا ومالي وإسهامها الهام في مجال مكافحة الإرهاب. تجديد موقف الجزائر الثابت بعدم التدخل في شؤون الدول والداعم للحلول السلمية جدد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل موقف الجزائر الثابت من كل الأزمات التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسطي والقائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتشجيع الحل السلمي والسياسي القائم على الحوار والمصالحة الوطنية مشيدا بمستوى التنسيق الجزائري الروسي في هذا المجال ومبرزا أهمية التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والظواهر المرتبطة بهما. وأكد الوزير خلال لقاء خاص على قناة روسيا اليوم على هامش أشغال الدورة ال 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أن للجزائر تجربة في مجال مكافحة التطرف العنيف بفضل سياسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القائمة على الوئام والمصالحة الوطنية كما أن للجزائر تجربة في التعامل مع مسألة عودة المقاتلين في التنظيمات الإرهابية وهي التجربة التي تتقاسمها مع روسيا التي تعاني من عودة المقاتلين الأجانب من ذوي الأصول الروسية الموجودين في سورياوالعراق مشيرا إلى أن ذلك يتم من خلال التنسيق الأمني بين الجزائر وموسكو. وفي ذات السياق أبرز مساهل أن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط مستهدفة في خضم ما يحدث في الساحل وفي ليبيا وهو ما يتطلب تنسيقا بين البلدين مؤكدا أننا لم نلمس خطوات حقيقية للمجموعة الدولية من اجل إعادة السلم والاستقرار في بعض مناطق العالم . وفي ذات الإطار شدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على أن موقف الجزائر ثابت فيما يتعلق بالأزمات في العالم وهو موقف قائم على عدم التدخل في شؤون الدول ورفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية كمبدأ مقدس بالنسبة للجزائريين وهذا ما يسمح لنا بأن نكون على مسافة واحدة مع جميع الفرقاء أي بلد على غرار الوضع في ليبيا حيث تتمتع الجزائر بنفس المستوى من العلاقة مع جميع الأطراف الليبية . وبخصوص الأزمة الخليجية أوضح الوزير أنه حمل خلال جولته الأخيرة في الخليج رسالة واضحة من رئيس الجمهورية مفادها أن الجزائر تؤمن بالحلول الداخلية بين الأطراف المعنية في بلد معين وتؤيد أي وساطة من دول الجوار باعتبار أن تأثير أي أزمة يكون على دول الجوار مباشرة مثلما هو الحال بالنسبة للملف الليبي وكذا ما تعيشه دول جوار سوريا أو العراق . وفي هذا الصدد أكد أن الجزائر لا تملك أي مبادرة لحل الأزمة الخليجية فلمجلس التعاون الخليجي ميكانيزمات وآليات لحل بعض المشاكل التي تحصل بين الدول وأعضائه ونحن نفضل أن تستعمل هذه الآليات لحل المشاكل ما بينها مثمنا بالمناسبة مبادرة أمير الكويت لحل الأزمة بين الأشقاء الخليجيين. وأشار إلى أنه أكد خلال زيارته الأخيرة للكويت أن الجزائر أتت لتساند هذه المبادرة وليس لاقتراح مبادرة أخرى . تشديد على ضرورة إصلاح المنظومتين الأممية والعربية وحول جهود إصلاح منظومة الأممالمتحدة أكد مساهل أننا ركزنا كجزائريين وأفارقة على دور الأممالمتحدة وضرورة إصلاحها بشكل عميق للاضطلاع بدور أكبر على مستوى العلاقات الدولية منوها بخطة الاتحاد الإفريقي لإصلاح الأممالمتحدة إلا أنه شدد على ضرورة التحرك بأسرع ما يمكن لتفعيل عملية إصلاح المنظومة الأممية. أما عن الجامعة العربية فقد أوضح أن الجزائر قامت بمبادرات وقدمت بعض الاقتراحات للقيام بإصلاح جذري للمنظومة العربية باعتبار أنه لم يعد بإمكان هذه الأخيرة البقاء على حالها وبات لزاما عليها التأقلم مع العالم الذي يتطور باستمرار . وفي هذا الصدد ذكّر ب الأشواط الهامة التي قطعها الاتحاد الإفريقي بفضل الإصلاح العميق الذي قام به الأفارقة على مستوى المنظمة الإفريقية منوها بأن إفريقيا أصبحت الآن تتكلم بصوت واحد في المحافل الدولية واكتسبت ثقلا مكنها من التأثير في العلاقات الدولية خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تهم إفريقيا مباشرة . وفي الختام أعرب عن أمله في أن يتم تحقيق ذلك على المستوى العربي خصوصا وأن كل الدول العربية باتت تعترف بضرورة الإصلاح العميق للجامعة العربية في وقت أصبحنا فيه ننظر لما يجري في بلداننا دون أن نكون فاعلين في الأزمات التي يشهدها عالمنا العربي .