تتربع على عرش المناسبات والولائم الفروسية ... رياضة وفن تراثي أصيل في الجزائر كان الركض في الهواء الطلق أو التجوال على الدراجة أو الحصان في الغابة أو على ضفاف الوادي على الدوام لحظة للاسترخاء والسعادة تمكن الإنسان من نسيان الانشغالات اليومية فمنذ الأزل تشكلت علاقة قوية بين الإنسان و الحصان الذي لا يعد بالنسبة للإنسان مجرد حيوان وإنما رفيق حقيقي في الحياة اليومية وعليه دأب العديد من هواة الفروسية في الجزائر على الحفاظ على ذلك التراث الفني الأصيل ولازال الفرسان حاضرون في المناسبات الاجتماعية والدينية على غرار الوعدات والولائم وفي استعراضات فلكلورية ضخمة تشد انتباه الجمهور. خ.نسيمة/ق.م الفروسية هي الرياضة الوحيدة التي تجمع في انسجام كيانين مختلفين تمام الاختلاف بيلوجيا الإنسان و الحصان. والفروسية الترفيهية هي بدون شك الأكثر ممارسة من قبل الإنسان. فهي تمارس في مراكز الفروسية أو بالحصان الشخصي فبإمكان الفارس أن يتنزه أو يتجول ممتطيا الحصان مثله مثل الذي يتنزه على دراجة هوائية او ماشيا. وفي المنافسات فالفروسية التي تجمع بين و المهارة هي واحدة من الرياضات التي يتسابق فيها الرجال والنساء على قدم المساواة في منافسات مشتركة يعود فيها الفوز في النهاية للأكثر براعة. وتوجد عدة أنواع من الفروسية تمارس عبر العالم بعضها مقنن من قبل الاتحادية الدولية للفروسية مثل السباقات الكاملة والترويض والتحمل والقفز على الحواجز في حين توجد أخرى ذات أبعاد وخصائص محلية. الجزائر... أرض الحصان في الجزائر اهتمت الحكومة منذ سنوات الثمانينيات بشكل خاص بتطوير تربية الخيل. وترجم هذا الاهتمام بالمصادقة سنة 1985 على عدد من النصوص التنظيمية بادرت بها وزارة الفلاحة بهدف خلق نظام لقطاع تربية الخيل كان للحصان على الدوام مكانة مرموقة ومفضلة في الجزائر انسجاما مع قول الصحابي عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): (علّموا أبناءكم السباحة والرماية و ركوب الخيل) حتى ان الأمير عبد القادر كان فارسا مشهورا. وكان للخيل دور رئيسي في الحروب التي عرفتها الجزائر إلى اليوم الذي انشئت فيه سنة الاتحادية الجزائرية للفروسية عام 1963 بهدف تسهيل تنظيم المنافسات. وأهم الخيول في الجزائر هي من النوع البربري والعربي-البربري والعربي الأصيل والانجليزي الاصيل والخبب و تتواجد بشكل خاص في ولايات الجلفة والأغواط والنعامة و سعيدة وتيارت. وفي عصرنا ترك حصان الحروب المكان للنشاطات الثقافية والرياضية والترفيهية مثل الفنتازيا (الفروسية التقليدية) سباقات الخيل القفز على الحواجز وسباقات التحمل (الفروسية الحديثة). وما فتيء رئيس الاتحادية الجزائرية للفروسية حسان بوعبيد التأكيد على أهمية الفروسية التقليدية نظرا لدورها في بقاء الفروسية الحديثة. سنكون لا شيء بدون الفروسية التقليدية. الفروسية الحديثة ما كانت لتكون لولا الفروسية التقليدية كما أكد. عوائق عديدة غير أن عشاق الحصان يواجهون في ايامنا هذه عوائق عديدة تعرقل ممارسة الفروسية في الجزائر سواء بشكل حر أو في الأندية خاصة منها نقص الهياكل المهيئة لتطوير الفروسية انعدام التجهيزات والعتاد الخاص بالفروسية الحديثة والتقليدية على السواء وغياب صناعة الصفائح الحديدية والسروج حسب الاتحادية الجزائرية للفروسية. فحالة ميدان الخروبة للفروسية (الجزائر) الجالب للنظر بفضل مساحته وموقعه الجغرافي الجيد الدراسة فان الوضعية التي تتواجد عليها هياكل الفروسية في الجزائر تبعث على القلق. وتعاني الاندية كذلك من ضعف مستوى التغطية الصحية نظرا للتكلفة العالية للتكفل بالخيول بسبب غلاء الكلأ والأعلاف في غياب المساعدات (مالية و مادية) وكذا عدم توفر وسائل النقل الخاصة بالخيول. و فيما يتعلق بهذه النقطة الأخيرة فالاتحادية هي التي تتكفل بنقل خيول الاندية خلال المنافسات. وعلى الرغم من هذه العوائق فإن الفروسية الجزائرية التي يتألق فيها العديد من الفرسان على غرار العلالي سيد علي و بوقندورة نوفل وبوراس فوزي والشاب الواعد حميسي زكريا وغيرهم كانت دائما في مستوى تطلعات مسؤولي هذه الرياضة كما تدل عليه النتائج المتحصل عليها خلال مختلف المواعيد الجهوية والقارية: ميدالية فضية في الألعاب العربية 2004 ميداليات ذهبية وفضية في الألعاب الإفريقية 2007 لقب البطولة المغاربية (فرديا و حسب الفرق) التي جرت بالجزائر في سنة 2010 وعدد من الميداليات خلال السباقات المغاربية التي جرت سنتي 2009 و2010 في ليبيا. وهذه النتائج لا يستهان بها و هي دليل على أن رياضة الفروسية في الجزائر في صحة جيدة وأن مستوى الفرسان الجزائريين جد مقبول. غير انه يبقى توفير كافة الوسائل التي تساعد على انطلاق آلة الفروسية حتى تكون أفضل في المستقبل . وعلى ضوء هذه العوائق يتوجب على السلطات المحلية اتخاذ التدابير الكفيلة بالتغلب عليها في أقرب الآجال وضمان بالتالي تحضير أفضل لفائدة 17000 منخرط المنضوين تحت لواء الاتحادية الجزائرية للفروسية.