دبلوماسيون وسفراء معتمدون يُشيدون بدورها الإقليمي والعالمي: الجزائر تدافع عن القضايا العادلة.. ومواقفها ليست للبيع أكد دبلوماسيون جزائريون وسفراء معتمدون في الجزائر أن الدبلوماسية الجزائرية حققت إنجازات كبيرة ساهمت في جعلها رمزا يحتذى به في العالم العربي والإفريقي والدولي في الدفاع عن القضايا العادلة وعدم المتاجرة ولا المساومة على أي من المواقف السياسية. وفي كلمة ألقاها عميد السفراء عبد المجيد فصلة خلال احياء الذكرى ال55 ليوم الدبلوماسية الجزائرية الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية يوم الأحد بالمركز الدولي عبد اللطيف رحالي بنادي الصنوبر بالجزائر أكد أن الدبلوماسية الجزائرية حققت خلال السنوات الماضية إنجازات كبيرة يشهد عليها العالم أجمع. مبادئ راسخة ومواقف ثابتة.. ويرجع ذلك حسب السيد فصلة إلى تشبثها بمبادئها الراسخة والثابتة النابعة من عملها النضالي خلال الثورة التحريرية والتي دافعت عنه عبر الاجيال من أجل تحقيق العدل والحرية والمساواة لاسيما منها حق الشعوب في تقرير مصيرها وحريتها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول وحل الأزمات بالطرق السلمية من خلال الحوار والتشاور وهو الأمر الذي مكنها -يضيف الدبلوماسي الجزائري- من أن تتبوأ مكانة خاصة في العالم ومن فتك احترام وثقة العديد من الدول سواء في العالم العربي أو الإفريقي أو الدولي. وشدد السيد فصلة ايضا على أن العديد من السفراء والدبلوماسيين الجزائريين لازالوا يسعون تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لإتقان التميز للعمل الدبلوماسي في ظل التعقيدات والظروف المتشنجة التي تعرفها المنطقة العربية والدولية على حد سواء. وتطرق عميد السفراء إلى أن قضايا الأمن أصبحت اليوم الهاجس الأول بمعناه الواسع لكل الدول ولا يمكن إيجاد حل نهائي لهذه القضايا إلا من خلال تعاون دولي ومن خلال مفاوضات تشارك فيها كل الأطراف المعنية بعيدا عن المبادرات الفردية والتهديد بالتدخل العسكري وسياسة الانطواء عن النفس وفرض الضغوطات على الدول مؤكدا في السياق جهوزية الدبلوماسيين الجزائريين لإضفاء حركية بين الاجيال لإيجاد حلول لأي مشكلة قد تواجه بلادنا في ظل هذه التغييرات . كما توجه السيد فصلة بكلمة الى الدبلوماسيين الشباب لجعل من العمل الدؤوب والمثابرة السبيل الوحيد للنجاح في حياتهم المهنية والاطلاع العميق الدائم على التطورات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لبلادنا داعيا اياهم للتحكم في اللغات الاجنبية وخاصة واستعمال الوسائل الحديثة للاتصال ليكونوا خير خلف لخير سلف. من جهته أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الجزائر السيد بشرايا حمودي بيوني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الدبلوماسية الجزائرية التي تبنت الدفاع عن القضايا العادلة في العالم تعد رمزا ومثلا يحتذى به في العالم العربي وحتى الإقليمي والدولي للدفاع عن القضايا الشرعية والعادلة دونما المتاجرة والمساومة على أي موقف سياسي. وأكد السيد بشرايا أن هذه المواقف والأسس الثابتة إكتسبتها الجزائر من خلال ثورتها المجيدة وقد أثبتت الدبلوماسية الجزائرية نجاعتها في أكثر من مناسبة وأزمة وفي العديد من المحافل الدولية على غرار إعترافها بأحقية الشعب في الصحراء الغربية في تقرير مصيره ومناصرته لقضيته العادلة فكانت من بين الدول التي لعبت دورا أساسيا في التعريف بقضية الصحراء الغربية ومناصرتها. بصمات.. وبدوره شدد سفير دولة فلسطين في الجزائر السيد لؤي عيسى على أن الدبلوماسية الجزائرية تركت العديد من البصمات في عديد القضايا على رأسها القضية الفلسطينة وجنوب إفريقيا مبرزا أن هذه الدبلوماسية التي نبغت في الثورة التحريرية استطاعت المزج بين الكفاح المسلح وتطلع الى الاستقلال بالطرق السلمية التي لم يستجب لها في البداية المستعمر فكان في النهاية الاستمرار في الكفاح وبالتالي الآليات التفاوضية التي ادت الى استقلال الجزائر. وأبرز إن إستمرت الجزائر في لعب دورها في دعم حركات التحرر من أجل الاستقلال وإرشادها الى آليات أخرى قد تفضي الى نتائج أفضل مضيفا لازالت البصمة الجزائرية في القضية الفلسطينية سواء في 1974 عند التعريف بالقضية الفلسطينية في الأممالمتحدة أو في 1988 حيث تم إعلان قيام الدولة الفلسطينية إستطاعت السياسية الجزائرية أن تقدم الدعم للعديد من الدول سواء في ليبيا أو مالي أو غيرها من الدول . وكانت الجزائر من منطلق تفهمها لأهمية الوحدة والمصالحة الوطنية أثرت تأثيرا غير مباشر وأساسي في تحقيق الوحدة الفلسطينية ومن خلال لقاءاتها المستمرة مع كل الأطراف الفلسطينية ودون إحداث ضجة وبدبلوماسية هادئة حاولت مرارا تقريب وجهات النظر بعيدا عن الأضواء الأمر الذي تكلل بمصالحة بين الأطراف الفلسطينية مؤخرا والذي يعد خطوة تاريخية مهمة نحو قيام دولة فلسطين. كما أبرز الدبلوماسي الفلسطيني أن الجزائر لم تتوان لدعم الآلية الفلسطينية بالرغم من أوضاعها الاقتصادية والأمنية حيث بقيت دائما من بين الدول الداعمة ماديا وسياسيا للقضية الفلسطينية. أما سفير مملكة العربية السعودية السيد سامي الصالحي فأكد أن الدبلوماسية الجزائرية أثبتت كفاءتها في حل العديد من القضايا الاقليمية والدولية ولها بصمتها الخاصة بها سواء كان على المستوى القاري أو الاقليمي أو الدولي. للإشارة يشكل يوم الدبلوماسية المصادف للثامن أكتوبر اليوم الذي تم فيه رفع الألوان الوطنية بمبنى منظمة الأممالمتحدة يوم 8 أكتوبر 1962 من قبل الرئيس الراحل السيد أحمد بن بلة.