استباحة علنية للأراضي والتهويد يتصاعد نار الاستيطان تجتاح فلسطين تزامنا مع الذكرى الرابعة العشرين لتطبيق اتفاقية أوسلو للسلام التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 كثفت دولة الاحتلال الصهيوني عمليات الاستيطان في الضفة الغربية رغم الانتقادات الدولية. ورغم قرار مجلس الأمن رقم 2334 الصادر في ديسمبر 2016 ب وقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدس الشرقية ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصوله السلطة - بداية العام الجاري - نيته العمل على استئناف المفاوضات بين الجانبين إلاّ أن ذلك لم يمنع حكومة الاحتلال من مواصلة الاستيطان. فقد ضاعفت تل أبيب منذ بداية العام الجاري 2017 من مشاريعها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة مقارنة مع السنوات الأخيرة الماضية وسط توقعات بالمصادقة على مشاريع بناء آلاف الوحدات الأخرى حتى نهاية العام الجاري. ويرى خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية (غير حكومية) أن حكومة الاحتلال تتصرف وكأن مبدأ حل الدولتين القاضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة الاحتلال قد تلاشى. وقال التفكجي لوكالة الأناضول سلطات الاحتلال صادقت على مخططات استيطانية في كل أنحاء الضفة الغربية فلا تقتصر المخططات على الكتل الاستيطانية الكبرى وإنما تعدتها إلى عمق الضفة بما في ذلك وسط مدينة الخليل (جنوب) . وأضاف كذلك هناك مخططات استيطانية في الأغوار شرقي الضفة الغربية وفي منطقة نابلس شمالي الضفة وبالإجمال فإنه يمكن القول إن الاستيطان بات في كل مكان . ويعتبر التفكجي أن ما يجري على الأرض ليس ردة فعل وإنما استراتيجية تعتمدها حكومة نتنياهو. وقال بهذا الخصوص تتصرف حكومة الاحتلال من منطلق أن حل الدولتين قد انتهى وأنه لن تقام دولة فلسطينية ولذلك فهي تستبيح كل الأرض الفلسطينية . وأضاف مثال على ذلك هو إعلان جهات عن نية حكومة الكيان رصد الأموال لشق شوارع التفافية جديدة في الضفة الغربية لربط المستوطنات بعضها ببعض على حساب الأراضي الفلسطينية . وتابع التفكجي ولا تكتفي حكومة الاحتلال الصهيوني بالقرارات التي اتخذتها وإنما تطمع للمزيد من خلال المصادقة حتى نهاية العام الجاري على آلاف الوحدات الاستيطانية الأخرى وإبقائها كمخزون لديها تنفذه عند الحاجة . - الاستيطان في الأرقام تشير حركة السلام الآن الناشطة في رصد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية إلى أن حكومة تل أبيب صادقت على مخططات لبناء 6500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري 2017. وبحسب تقرير لها وصل الأناضول نسخة منه فإن هذا العدد يزيد كثيرا عمّا تمت المصادقة عليه في السنوات الماضية حيث تمت المصادقة على بناء 2629 وحدة في العام 2016 و1982 وحدة في العام 2015. وذكرت السلام الآن أن احكومة الاحتلال طرحت أيضا مناقصات لبناء 3154 وحدة استيطانية أخرى في الضفة الغربية منذ بداية العام 2017 مشيرةً أن هذا بالمقارنة مع طرح مناقصات لبناء 42 وحدة خلال العام 2016 و560 وحدة في العام 2015. ويتم طرح المناقصات عادة بعد المصادقة من قبل حكومة الاحتلال على المخططات الاستيطانية ومن ثم تبدأ عملية البناء الفعلي. وأوضح التفكجي أن الأرقام التي أوردتها حركة السلام الآن لا تشمل القرارات الاستيطانية في مدينة القدس الشرقية المحتلة. وقال بهذا الشأن تقوم سلطات الاحتلال حاليا بأعمال البنى التحتية توطئة لإقامة 1500 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة رامات شلومو شمالي القدس و3000 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنة غيلو جنوبيالمدينة بالتوازي مع الإعلان عن نية إعداد البنى التحتية لإقامة مئات من الوحدات الاستيطانية في مستوطنة جفعات همتوس جنوبيالقدس . ومنذ الاحتلال عام 1967 أقامت دولة الكيان 131 مستوطنة في الضفة الغربية إضافة إلى 10 مستوطنات في القدس الشرقية و116 بؤرة استيطانية منتشرة على تلال الضفة الغربية. ويُقيم في هذه المستوطنات نحو نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية و220 ألف مستوطن في القدس الشرقية وحدها حيث تطمح إسرائيل إلى رفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى مليون في غضون فترة قصيرة.