كشف تقرير إسباني بعنوان "المغرب يطلق أول قمر اصطناعي تجسسي في ملكيته ويقطع الامتياز العسكري لإسبانيا"، بعض تفاصيل الصفقة المبرمة بين الرباط والشركة الأوروبية "إيرباص للدفاع والفضاء"، و"تاليس إلينيا سبيس"، بعد الزيارة التي قام بها فرونسوا هولاند، إلى المغرب عام 2013. وحسب ما أوردته صحيفة الشروق اليومي، فقد أوضح التقرير أن المغرب، سيطلق في 8 نوفمبر الداخل، صاروخ «فيغا» التابع لشركة «أريان» بحمل القمر الاصطناعي el Moroccan EO Sat1 إلى الفضاء. وأوضح التقرير أن الأمر يتعلق بقمر «رصد الأرض بدقة عالية»، وقد صنع في فرنسا، و»أحيط بسرية تامة». وأضاف أن الأمر لا يتعلق بقمر اصطناعي واحد، بل ببرنامج تبلغ قيمته المالية أكثر من 500 مليون يورو، يشمل قمرين اصطناعيين: الأول يحمل اسم «MN35-13′′، هو الذي سيتم إطلاقه في 8 نوفمبر المقبل، فيما الثاني من المنتظر أن يتم إرساله إلى الفضاء في 2018، لكن لا توجد الكثير من المعلومات بخصوصه. وأشار التقرير إلى أن السرية التي أحيطت بها الصفقة، تجعل من الصعب معرفة بعض صفات القمر الاصطناعي المغربي الجديد، لكنه «يفترض أن يكون نسخة من القمرين الاصطناعيين الفرنسيين «بلياد 1′′ و»بلياد2» (Pléiades)، اللذين أرسلتهما فرنسا إلى الفضاء سنة 2011 و2012، لهذا رشحت مصادر مطّلعة أن يكون القمران الاصطناعيان المغربيان نسختين من القمرين الفرنسيين تحت اسم MN35-13، خاصة وأن القمرين «بلياد» تفصل بينهما 180 درجة. بصيغة أخرى، عندما يكون الأول في الشرق يكون الثاني في الغرب، ما يسمح بالحصول على صور عالية الدقة، ومراقبة الأرض على مدار الساعة، وتسجيل كل صغيرة وكبيرة. ويعتقد التقرير أن القمر الاصطناعي العسكري المغربي، «قادر على الرصد والاستطلاع بدقة عالية في شريط يمتد على طول 800 كيلومتر»، كما أنه «يستطيع التقاط 500 صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية على رأس كل 6 ساعات». ويبلغ وزن القمر الاصطناعي 970 كيلومتر ويحلق على بعد 695 كيلومتر من الأرض. وكشف التقرير أن هذا القمر وصل إلى قاعدة كورو التابعة لمنطقة غوايانا يوم 23 سبتمبر الماضي، أي قبل 45 يوما من إطلاقه صوب الفضاء، وأضاف أن محطة مراقبة القمر تتواجد قرب مطار الرباط، وستكون تابعة لإدارة الدفاع المغربية، ووفقا للتقرير الإسباني، فإنه من بين أهداف القمر الاصطناعي المغربي، «محاربة الهجرة غير النظامية والتهريب بشتى أنواعه، ومطاردة الجماعات المسلحة ورصد تحركات القراصنة على مستوى خليج غينيا، وكذلك مراقبة حدوده التي من السهل اختراقها». غير أن التقرير يرى أن هذه الأهداف تبقى عادية وبديهية ومعروفة ولا تثير أي مخاوف، لكن توجد أهداف أخرى: «إذ يمكن، أيضا، من خلال القمر الاصطناعي الحصول على معلومات مفصلة حول المنشآت العسكرية وتحركات القوات العسكرية للجيران، إسبانيا والجزائر، أو جبهة البوليساريو»(..)! ويكشف التقرير الإسباني، لأول مرة، نقلا عن مصادر عسكرية إسبانية، أن باريس وقفت إلى جانب الرباط خلال أزمة جزيرة ليلى يوم 17 جويلية 2002، التي كانت ستتسبب في حرب بين البلدين، إذ أن فرنسا لم تسمح لإسبانيا بالحصول على صور لجزيرة ليلى عبر القمر الاصطناعي «هيليوس»، وعن هذا يقول المصدر العسكري: «لم يكن بالإمكان الحصول في الوقت المناسب على صور من هيليوس نظرا إلى «مشاكل تقنية».