طلبة الجامعات في مقدمة أفواج الزوار ** أويحيى: ميزانية الثقافة تضاعفت 12 مرة منذ وصول بوتفليقة إلى الحكم استقطب الصالون الدولي للكتاب سيلا في اليوم الأول من فعالياته صباح الخميس جمهورا ملحوظا على مختلف أجنحة المعرض الذي من المنتظر أن يشهد كالمعتاد توافدا أكبر لاسيما اليوم السبت بالنظر إلى كونه يوم عطلة ناهيك عن توفر وسائل النقل التي تسمح ببلوغ الصالون وفي مقدمتها الترامواي إضافة إلى مجانية الدخول إلى أهم حدث ثقافي في الجزائر . ويراهن منظمو صالون الكتاب على استقطاب مليوني زائر إلى غاية الخامس نوفمبر علما أنه كان قد استقطب في دورة 2016 أزيد من مليون ونصف المليون زائر حسب المنظمين ويؤشر الإقبال الكبير منذ بدء الصالون هذه السنة على إمكانية تحطيم الرقم القياسي . وقد لوحظ إقبال جمهور من مختلف الأعمار خاصة فئة الشباب وفي مقدمتهم طلبة الجامعات على مختلف أجنحة العرض التي كانت جاهزة لاستقبالهم. وعند الفضاء المخصص لجنوب إفريقيا ضيف شرف الطبعة الحالية شوهد تواجد مجموعة من الشباب يسألون عن البرنامج الأدبي ويتصفحون الكتب المعروضة بالمناسبة من طرف 2 ناشرين اضافة إلى 5 كتاب بين شعراء وروائيين. وأبدا الجمهور الحاضر بهذا الجناح فضولا للأدب الجنوب إفريقي وروائيّيه نظرا لقلة معرفته بهذا الأدب رغم أن جنوب إفريقيا أنجبت كتّابا كبارا من بينهم نادين غوردمير وجون ماكسويل كويتزي الحائزين على جائزة نوبل للآداب في 1991 و2003 على التوالي. في الجهة المقابلة فتحت المحافظة السامية للأمازيغية جناحها على الوافدين بإبراز صور واعمال مولود معمري (1917- 1989) الذي تقام له هذه السنة احتفالية خاصة بمناسبة مئوية ميلاده. وركز الوافدون على الجناح اهتمامهم بترجمة أعماله من اللغة الفرنسية إلى اللغة الامازيغية الصادرة عن دار العثمانية في 2017. وقد برمجت المحافظة السامية للأمازيغية في إطار طبعة 2017 ملتقى دولي من ثلاثة أيام بتسليط الضوء على أعمال وأبحاث الكاتب واللساني والأنثروبولوجي. ومن بين الأجنحة التي كانت مهيئة لاستقبال الجمهور الفضاءات المخصصة للطفل التي عادة ما تستقطب أعدادا كبيرة من الزوار والتي بدت هادئة ربما في انتظار عطلة نهاية الأسبوع وخاصة عطلة الخريف ابتداء من الأربعاء المقبل. وخلال جولة بين أرجاء الجناح المركزي بدا أن الجمهور الحاضر في اليوم الأول متعودا على هذه المناسبة ويحضرها سنويا كما هو حال الطلبة والباحثين وكذا المهتمين بالكتب التاريخية. وكان تدفق الطلبة على جناح ديوان المطبوعات الجامعية ملحوظا منذ الساعات الأولى حيث تنوعت اهتماماتهم بين الكتب التقنية والقانونية والعلمية منها. وفيما يخص توفر الكتاب الأكاديمي يعرض الديوان هذه السنة 1300 عنوان لمختلف التخصصات منهم 130 جديد حسب مسؤول الجناح رؤوف بوجليدة. وكان أيضا جناح الدار الدولية للكتاب الممثل لاكثر من 20 دار نشر فرنسية -معروفة والتي تشارك في سيلا منذ سنوات- مكتضا بطلبة الجامعات والثانويات. وتعرض دور النشر هذه المختصة في الكتاب الجامعي والمدرسي عناوين مختلفة من قواميس وكتب نحوية وأخرى علمية تتراوح أسعارها من 800 إلى 5000 دينار جزائري الذي هو سعر كتاب الطب على سبيل المثال. ويشارك في سيلا 2017 972 دار نشر من 50 بلدا بينها 314 دار نشر جزائرية و658 أجنبية. أويحيى يؤكد ضرورة تصدير الكتاب الجزائري شدد الوزير الأول أحمد أويحيى يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة على ضرورة ترقية تصدير وتوزيع الكتاب الجزائري في الخارج من أجل الترويج لصورة الجزائر مؤكدا أن الدولة تبذل جهودا في هذا المجال. وقال السيد أويحيى عقب إشرافه على الافتتاح الرسمي للطبعة ال22 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بقصر المعارض بالصنوبر البحري نحن نشجع الكتاب ليس كمادة اقتصادية وإنما بهدف الترويج لصورة الجزائر في الخارج مضيفا أن الدولة الجزائرية تبذل جهودا في هذا المجال. وأوضح الوزير الأول أن إصدار الكتاب في الخارج هدفه رفع راية الجزائر وجعل الشعوب تعرفها داعيا من جهة أخرى إلى عدم الاكتفاء بالكتابة عن تاريخ الجزائر الثوري والقديم والاهتمام أيضا بتاريخ الجزائر المعاصرة . وقال السيد أويحيى أن ميزانية الثقافة تضاعفت 12 مرة منذ وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم مؤكدا أن هناك جهودا تقوم بها الدولة لأن الثقافة هي هويتنا وهوية النشء القادم . ولدى زيارته لجناح المحافظة السامية للأمازيغية دعا الوزير الأول إلى ضرورة إعطاء دفع قوي للغة الأمازيغية من خلال الكتاب والمدرسة بعد ترسيمها في دستور 2016. كما حث أويحيى على تشجيع نشر أطروحات الدكتوراه ذات الجودة للاستفادة منها من طرف الطلبة والباحثين داعيا إلى المساهمة في سلسلة إخراج المنتوج الفكري الجزائري والترويج للكتاب الأكاديمي . وطاف الوزير الأول أيضا بالعديد من الأجنحة الجزائرية والأجنبية على غرار جناح تونس أين شدد على أن العلاقات جد قوية بين الجزائروتونس (...) ونريد لها الجسر الثقافي . كما زار جناح دولة فلسطين أين اعتبر أن الشعب الجزائري جعل من قضية فلسطين قضية مقدسة مذكرا بنضال الجزائريين في سبيل فلسطين وهم لا يزالون تحت نير الاستعمار الفرنسي . ولدى زيارته لجناح معهد سيرفانتس الإسباني اعتبر الوزير الأول أن العمق التاريخي والثقافي مهم جدا بين الجزائر وإسبانيا في حين أكد في زيارته لدار نشر فرنسية أن التبادل في مجال الكتاب بين الجزائر وفرنسا يعرف بثقافتي البلدين ويعطيها دفعا إيجابيا . ومن جهته شدد وزير الثقافة عزالدين ميهوبي على أنه وفقا لتعليمات الوزير الأول فإن الجهد الآن يتجه نحو ضرورة تحسين أدوات الدعم بالنسبة للكتاب أي أن هناك مراجعة لكيفية دعم الناشرين حتى يتمكنوا من نقل الكتاب الجزائري إلى الخارج وتوزيعه . برنامج ثقافي متنوع بجناح جنوب إفريقيا تشارك جنوب إفريقيا التي تحل ضيف شرف على الطبعة ال22 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بفعاليات أدبية وفكرية وفنية متنوعة بالإضافة إلى معرض للكتاب الجنوب إفريقي. وبرمج القائمون على الجناح محاضرات ونقاشات حول مواضيع مختلفة كتاريخ الأدب الجنوب إفريقي وأصواته النسائية بحضور كتاب وشعراء ومثقفين جنوب إفريقيين بالإضافة إلى معرض للكتاب المحلي يضم 500 مؤلف باللغة الإنجليزية تتنوع بين الرواية والشعر والسياسة والتاريخ. وسيكون جمهور سيلا على موعد مع الشاعرة فانجايل زمازييكا غانتشو التي ستشاركهم مجموعتها الشعرية وخبرتها في تأليف وأداء فن ال صلام (المبارزة الشعرية). وفيما يخص معرض الكتاب الجنوب إفريقي تحضر داري النشر أفريكن فلايفر بوكس و فيفليا بأكثر من 500 كتاب باللغة الإنجليزية تتنوع بين الرواية والشعر والسياسة والتاريخ على غرار السير الذاتية للزعيم الجنوب إفريقي ورمز النضال ضد نظام الميز العنصري (الأبارتيد) نيلسن مانديلا (1918- 2013). ومن العناوين التي يزخر بها أيضا هذا المعرض مؤلفات للحائزين على جائزة نوبل للأدب نادين غوردمر (1991) وجون ماكسويل كويتزي (2003) إضافة إلى تشكيلة من الروايات والدواوين الشعرية وكذا مجموعة من كلاسيكيات الأدب الجنوب إفريقي. وبإمكان الزوار أيضا حضور فضاءات للقراءة واللقاءات الجانبية وأخرى خاصة بالتبادلات بين المهنيين وكذا مشاهدة مجموعة من الأفلام الجنوب إفريقية المقتبسة عن أعمال أدبية. وتحل جنوب إفريقيا على الصالون بوفد ثقافي تتقدمه نائبة وزير الثقافة والفنون ماخوتسو سوتيو بالإضافة لعدد من الكتاب والشعراء على غرار الكاتب فريديريك فوزي كومالو والروائية ماغونا سنديوي وكذا ممثلين عن المكتبة الوطنية الجنوب إفريقية وبعض دور النشر المحلية. وقالت نائب وزير الثقافة والفنون الجنوب إفريقية في لقاء جمعها يوم الخميس بوزير الثقافة عزالدين ميهوبي أن صالون الكتاب يخلق فرصا للتعاون والتبادل الثقافي كما أنه يعزز العلاقات بين البلدين والشعبين مضيفة أن البلدين يتشاركان علاقات ثقافية وتاريخية متينة (...) ولا يزالان شريكين استراتيجيين يعملان على تطوير القارة الإفريقية .