- برنامج ثقافي متنوع بجناح جنوب إفريقيا إفتتح أول أمس بالجزائر، ثالث أكبر معرض للكتب في العالم من حيث الزوار، حيث حضره العام الماضي مليون ونصف مليون زائر، وعلى هذا الأساس، تم تصنيفه في المرتبة الثالثة عالميا، بعد كل من معرضي البرازيل وموسكو، كما افتك، بدون منازع، المرتبة الأولى كأهم حدث ثقافي مهتم بالكتب على المستوى العربي والإفريقي، ويسعى القائمون على المعرض الدولي للكتاب سيلا 2017 هذا العام، لتحقيق رقم قياسي يصل إلى استقبال مليوني زائر في طبعته ال22. يحج الجزائريون مع نهاية شهر أكتوبر وبداية نوفمبر وعلى مدار 10 ايام تقريبا، إلى المعرض الدولي لكتاب المعروف اختصارا ب سيلا ، من أجل اقتناء الكتب والتجوال في أجنحة المعرض في طبعته ال22، وتسعى الحكومة إلى ترسيخ هذا التقليد السنوي الذي يشهد ديناميكية متسارعة من عام إلى آخر، سواء من حيث عدد دور النشر المشاركة او من حيث عدد الزوار الذي يسعى القائمون على هذا المعرض لبلوغ مليوني زائر في طبعته لهذا العام، ودعا الوزير الأول أحمد أويحيى يوم الاربعاء المنصرم، بالجزائر العاصمة على ضرورة ترقية تصدير وتوزيع الكتاب الجزائري في الخارج من أجل الترويج لصورة الجزائر، مؤكدا أن الدولة تبذل جهودا في هذا المجال، وقال أويحيى عقب إشرافه على الافتتاح الرسمي للطبعة ال22 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بقصر المعارض بالصنوبر البحري نحن نشجع الكتاب ليس كمادة اقتصادية، وإنما بهدف الترويج لصورة الجزائر في الخارج ، مضيفا أن الدولة الجزائرية تبذل جهودا في هذا المجال، وأوضح الوزير الأول أن إصدار الكتاب في الخارج هدفه رفع راية الجزائر وجعل الشعوب تعرفها، داعيا من جهة أخرى إلى عدم الاكتفاء بالكتابة عن تاريخ الجزائر الثوري والقديم والاهتمام أيضا بتاريخ الجزائر المعاصرة. وأوضح أويحيى أن ميزانية الثقافة تضاعفت 12 مرة منذ وصول الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، إلى الحكم، مؤكدا أن هناك جهودا تقوم بها الدولة لأن الثقافة هي هويتنا وهوية النشء القادم . ومن جهته، شدد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، على أنه وفقا لتعليمات الوزير الأول، فإن الجهد الآن يتجه نحو ضرورة تحسين أدوات الدعم بالنسبة للكتاب، أي أن هناك مراجعة لكيفية دعم الناشرين حتى يتمكنوا من نقل الكتاب الجزائري إلى الخارج وتوزيعه ، مؤكدا أن هناك إجراءات جديدة في بداية السنة المقبلة ستقدّمها الحكومة للناشرين الجزائريين دون تقديم تفاصيل أكثر وافتتح صالون الجزائر الدولي ال22 للكتاب أبوابه للجمهور يوم الخميس إلى غاية الخامس نوفمبر. كما حث أويحيى على تشجيع نشر أطروحات الدكتوراه ذات الجودة للاستفادة منها من طرف الطلبة والباحثين، داعيا إلى المساهمة في سلسلة إخراج المنتوج الفكري الجزائري والترويج للكتاب الأكاديمي. جنوب إفريقيا ضيف شرف.. ومشاركة 51 دولة وعرفت هذه الطبعة لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا) اختيار جنوب إفريقيا ضيف شرف حضورا متميزا للقارة السمراء من خلال مشاركة دور النشر و إسهامات الأدباء والكتاب الأفارقة في المعرض. وقال محافظ الصالون الدولي للكتاب، حميدو مسعودي، أن المشاركة الإفريقية التي كانت بارزة أكثر على مستوى جناح روح البناف ستتجلى في الطبعة الجديدة للمعرض من خلال الندوات و اللقاءات التي ينشطها الضيوف إلى جانب تواجد الإنتاج الفكري الإفريقي في أجنحة الصالون الذي سيستقبل هذه السنة أكثر من 520 دار نشر. وتحدث مسعودي عن إقصاء 25 دار نشر كانت حاضرة في طبعة 2016 لمخالفتها للقانون الداخلي للمعرض حيث قامت بعرض كتب على الأرض بما فيها المصحف الشريف إلى جانب دور أخرى تأخرت، كما قال، في نقل المرتجعات والمخلصين. وشدد على أن الأمر يتعلق بعملية تجارية لا علاقة لإدارة المعرض بها نافيا أن تكون هناك مقاطعة للمعرض. وأشار في هذا السياق إلى اللقاءات التي تمت بين إدارة المعرض واتحاد الناشرين العرب بخصوص هذه المسألة وأيضا مسالة الرقابة موضحا أن قانون 2003 سارٍ ويطبق خاصة عندما يتعلق الأمر بمنع الكتب التي تمجد الإرهاب وتدعو للتطرف الديني وكذا الكتب التي تحمل مشاعر العنصرية. منع 130 ألف عنوان من دخول المعرض وأكد من جهة أخرى، أن لجنة القراءة تقوم بعملها وهي متواجدة طيلة مدة المعرض وتم لحد الآن التحفظ على 130 عنوان من بين 120 ألف عنوان. وعن فعاليات وأنشطة الدورة الجديدة للمعرض التي تشارك فيها 51 دولة والتي سيكون فيها حضور خاص للصين، كشف مسعودي عن برنامج ثقافي ثري خلال أيام الأسبوع يشمل 18 محاضرة إلى جانب ندوات وتكريمات وأنشطة خاصة بالأطفال على مستوى الجناح الخاص بهم أهڤار حيث تتوفر الكتب شبه المدرسية والكتب الموجهة للطفل بالتعاون مع وزارة التربية. من سيفوز بجائزة آسيا جبار ؟ من التقليد السنوي الذي دأب عليه المعرض الدولي للكتاب، والذي ينتظره الجمهور وعشاق الادب في الجزائر، هو الإعلان عن الفائز بجائزة الروائية الجزائرية الراحلة آسيا جبار، حيث تم تنصيب قبل ايام لجنة تحكيم الجائزة للرواية في طبعتها الثالثة والتي ضمت سبعة أعضاء من جامعين ومثقفين، حسبما جاء في بيان للوكالة الوطنية للنشر والإشهار. وضمّت لجنة التحكيم علاوة على رئيستها السابقة الجامعية نجاة خدة كل من أمينة بقاط وعبد المجيد مرداسي وحميد بوحبيب وإبراهيم صحراوي وعبد القادر بوزيدة وعاشور فني. تنظم جائزة آسيا جبار الكبرى للرواية التي تحمل اسم الروائية الجزائرية الكبيرة التي رحلت في 2015 من قبل الوكالة الوطنية للنشر والإشهار (أناب) والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية (ايناغ). تسلم هذه الجائزة منذ تأسيسها في 2015 لأحسن عمل إبداعي باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية للسنة. برنامج ثقافي متنوع بجناح جنوب إفريقيا تشارك جنوب إفريقيا، التي تحل ضيف شرف على الطبعة ال22 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، بفعاليات أدبية وفكرية وفنية متنوعة بالإضافة الى معرض للكتاب الجنوب إفريقي. وبرمج القائمون على الجناح محاضرات ونقاشات حول مواضيع مختلفة كتاريخ الأدب الجنوب إفريقي وأصواته النسائية بحضور كتاب وشعراء ومثقفين جنوب إفريقيين بالإضافة إلى معرض للكتاب المحلي يضم 500 مؤلف باللغة الإنجليزية تتنوع بين الرواية والشعر والسياسة والتاريخ. وسيكون جمهور (سيلا) على موعد مع الشاعرة فانجايل زمازييكا غانتشو التي ستشاركهم مجموعتها الشعرية وخبرتها في تأليف وأداء فن ال صلام ، (المبارزة الشعرية). وفيما يخص معرض الكتاب الجنوب إفريقي تحضر داري النشر أفريكن فلايفر بوكس و فيفليا بأكثر من 500 كتاب باللغة الإنجليزية تتنوع بين الرواية والشعر والسياسة والتاريخ على غرار السير الذاتية للزعيم الجنوب إفريقي ورمز النضال ضد نظام الميز العنصري (الأبارتيد) نيلسن مانديلا (1918- 2013). ومن العناوين التي يزخر بها أيضا هذا المعرض مؤلفات للحائزين على جائزة نوبل للأدب نادين غوردمر (1991) وجون ماكسويل كويتزي (2003) إضافة إلى تشكيلة من الروايات والدواوين الشعرية وكذا مجموعة من كلاسيكيات الأدب الجنوب إفريقي. وبإمكان الزوار أيضا حضور فضاءات للقراءة واللقاءات الجانبية وأخرى خاصة بالتبادلات بين المهنيين وكذا مشاهدة مجموعة من الأفلام الجنوب إفريقية المقتبسة عن أعمال أدبية. وتحل جنوب إفريقيا على الصالون بوفد ثقافي تتقدمه نائبة وزير الثقافة والفنون، ماخوتسو سوتيو، بالإضافة لعدد من الكتاب والشعراء على غرار الكاتب فريديريك فوزي كومالو والروائية ماغونا سنديوي وكذا ممثلين عن المكتبة الوطنية الجنوب إفريقية وبعض دور النشر المحلية. وقالت نائب وزير الثقافة والفنون الجنوب إفريقية في لقاء جمعها يوم الخميس بوزير الثقافة، عزالدين ميهوبي، أن صالون الكتاب يخلّف فرصا للتعاون والتبادل الثقافي كما أنه يعزز العلاقات بين البلدين والشعبين، مضيفة أن البلدين يتشاركان علاقات ثقافية وتاريخية متينة ولا يزالان شريكين استراتيجيين يعملان على تطوير القارة الإفريقية. ودعت السيدة سوتيو الجزائر لمشاركة بلادها عام 2018 الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد نيلسون مانديلا وكذا تنظيم أسبوع ثقافي جزائري خلال نفس العام. وقال من جهته، ميهوبي أن حديثه مع نائبة وزير الثقافة والفنون الجنوب إفريقية تمحور حول تعميق العلاقات بين البلدين ثقافيا وخصوصا ما تعلق بتبادل الوفود والمشاركة في الفعاليات الثقافية بالبلدين وكذا المشاريع السينمائية وتطوير آليات الترجمة المشتركة، مذكّرا بأن الجزائر ستكون ضيف شرف تظاهرة شهر إفريقيا بجنوب إفريقيا في 2018. وتستمر فعاليات صالون الجزائرالدولي للكتاب ال22 إلى غاية 5 نوفمبر.