اتخذت شركات الطاقة الروسية خطوات متلاحقة من أجل التمدد في الشرق الأوسط ولا سيما الدول العربية المطلة على البحر المتوسط وفي مقدمتها الجزائر ومصر لما تمتلكه هذه الدول من احتياطات هائلة من الغاز وكونها بوابة إلى أسواق جديدة في جنوب أوروبا وسوق الغاز الطبيعي المسال. وأبرمت الشركات الروسية صفقات توسعية عبر الاستحواذ على حصص بحقول غاز عملاقة مثلما حدث في مصر أو توسيع أعمالها القائمة بالفعل في الجزائر بجانب البحث عن موطئ قدم في المملكة المغربية لتزيد من رقعة النفوذ الروسي الذي نجح في فرض سطوته على سوق الطاقة العالمية. ويبدو أن النفوذ السياسي ليس ببعيد عن التحرك الروسي وفق محللين في مجال الطاقة مشككين في جدوى الاستثمار في بعض المشاريع لكن مسؤولين في شركات طاقة كبرى يرون أن هذا التحرك بات مهما لكسر العقوبات الأمريكية والأوروبية. للإشارة فقد تصدر التعاون في مجال الطاقة جدول أعمال زيارة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف إلى الجزائر والمغرب في وقت سابق من أكتوبر الجاري خاصة أن كبرى شركات الطاقة الروسية لها حضور في السوق الجزائرية. ومن بين الشركات الروسية التي لها حضور في سوق الطاقة الجزائرية عملاق الغاز الروسي غازبروم حيث يتولى منذ عام 2009 أعمال استكشاف الهيدروكربونات في منطقة العسال في حوض بركين بالإضافة إلى شركة ستروي ترانس غاز المنفذة لمجموعة من المشاريع الكبرى في مجال بناء وتحديث أنابيب النفط والغاز وغيرهما.