هدّدت نحو 60 عائلة قاطنة بحي 60 مسكن ببلدية بواسماعيل بولاية تيبازة بالانتحار الجماعي بعد أن وجدوا فيه الحل المثالي للرّد على مطالبهم التي لم تجد آذانا صاغية لدى السلطات المحلية التي لم تلتفت للخطر الذي يعيشون فيه منذ 10 سنوات داخل عماراتهم الآيلة للسقوط، ولقد تضمنت مطالبهم إخراجهم من المنازل التي أوشكت على السقوط بين لحظة وأخرى نتيجة الاهتراء الذي آلت إليه، لاسيما وأنها مصنفة في الخانة الحمراء منذ سنوات التسعينات، وبعد الزلزال الأخير الذي ضرب ولاية بومرداس ومس أغلب العمارات التي بلغ عددها قرابة 3 بنايات، عبرت تلك العائلات عن غضبها وسخطها الشديدين للوضعية الكارثية التي آلت إليها حياتهم بفعل الاهتراء الشديد للبنايات، سواء من الداخل أو الخارج· وأضاف المقيمون في الحي أن المنازل التي يعيشون فيها يعود تاريخ بنائها إلى سنوات الخمسينات، حيث كانت في ذلك الوقت مخصصة لمبيت الجنود الفرنسيين، وبعد الاستقلال حوّلت إلى مساكن اجتمعت فيها أزيد من 60 عائلة وسط مساحة لا تتعدى 30 مترا مربعا للبيت الواحد، ولا تتوفر على أدنى شروط الحياة خاصة في السنوات الأخيرة أين ازدادت الخطورة على هؤلاء بعد أن سقطت بعض جدرانها على السكان، وكما اندلعت أيضا عدة شرارات كهربائية بالموّلدات، أضف إلى ذلك رداءة قنوات الصرف الصحي وعدم استصلاحها، ناهيك عن ديكورها الذي تحوّل إلى شبه مساكن قصديرية نتيجة النفايات المنتشرة حوّلها والحشرات السّامة التي عمّت المكان مع كثرة ظهور الجرذان والفئران التي أصبحت تشكل فرداً من العائلة بسبب دخولها عبر قنوات الصرف الصحي التي اهترأت تماماً وهو ما دفع بالكثير من المتضرّرين إلى دق ناقوس الخطر بعد أن تعرّض العديد منهم إلى عضات الجرذان وظهور أمراض خطيرة بسبب غياب النظافة·