تشهد العديد من العمارات الهشة والمهددة بالانهيار عبر مختلف أحياء بلديات الجزائر العاصمة منذ سنوات، حالة فريدة من نوعها تتمثل في قيام بعض العائلات باحتلال سواء أقبية العمارات أو سطوحها، ومن ثمة إعادة تهيئتها وإنجاز مساكن على مستواها، وإذا كانت مصالح البلدية بمثابتها المعني الأولى بهذه القضية قد تغاضت عن التوسعات والتهيئات الحاصلة في أقبية هذه المساكن، كونها لا تشكل خطرا على العمارات، فإن الوضع مخالف تماما لواقع التوسعات الحاصلة فوق سطوح العمارات كونها تهدد حياة سكان العمارة بأكملهم، خصوصا وأنها تؤثر على أساسات العمارات المعنية بعمليات إنجاز سكنات فوق أسطحها، ما قد يزيد من هشاشتها ويسرع من خطر انهيارها . يأتي هذا الكلام في خضم آخر الإحصاءات التي قدمتها الجهات المختصة والتي كشفت مؤخرا عما يفوق ال 45 ألف عمارة مهددة بالانهيار على مستوى كل بلديات العاصمة، أما عدد السطوح التي تم استغلالها للبناء قصد السكن فقد تجاوز عددها ال 521 بيت على مستوى سطوح العمارات، الأمر الذي يحتم وبصورة ملحة وسريعة ضرورة تدخل شرطة العمران ومختلف المصالح العمومية لإنقاذ الموقف قبل حدوث الكارثة، علما أن تدخل المصالح التقنية على مستوى هذه البلدية لم يحدث سابقا أو لحد الساعة لوضع حد لهذا الواقع المزري والمؤلم الذي يتم التستر عليه من خلال اختراق القوانين سارية المفعول عن طريق منح الرخص لإحداث تغييرات أو أشغال الترميم، ليتم بعدها تحويل الرخصة عن وجهتها الأصلية كما هو حال العديد من البنايات القديمة الواقعة وسط العاصمة التي قام أشخاص بإنجاز مساكن متكونة من ثلاث إلى أربع غرف فوق أسطحها، والتي تؤكد الدراسات المعمارية أن تلك العمارات لا يمكن أن تتحمل أكثر من الطوابق الأصلية التي تم إنجازها على مستواها. بيت للزوجية أفضل من أن يتحول المكان إلى مرتع للرذيلة ولدى اقترابنا من بعض المواطنين، قصد معرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت بهم إلى اتخاذ البيوت فوق السطوح أو الأقبية مساكن لهم، صادفتنا عدة آراء من مواطنين، منهم من اتهم سلطات البلدية بتماطلها في توزيع السكنات، دون الحديث عمن استفادوا منها، وهناك من أرجعها إلى ضيق المسكن مما دفع بالشباب المقبل على الزواج إلى البحث عن بيت في أعلى العمارة أو أسفلها هروبا من تكاليف الكراء المرتفعة من جهة، واستحالة الحصول على مسكن اجتماعي من جهة أخرى، خصوصا وأن هناك العديد من الأشخاص الذين حولوا هذه الأقبية إلى مكان للرذيلة وأشياء أخرى، إذا علمنا أن هناك أقبية في العاصمة معروضة للكراء وفي سرية تامة مخصصة وعن قصد لممارسة الرذيلة، الأمر الذي يحتم وبصورة ملحة وسريعة ضرورة تدخل المصالح العمومية لإنقاذ الموقف قبل حدوث الكارثة. والمثير للغرابة أن هناك بعض الأقبية الكائنة بداخل العمارات وفي قلب العاصمة، يخصصها البعض الآخر لتربية الحيوانات كالغنم والكلاب، مما يعود بالضرر على الجيران وأطفالهم، فيما يفضل بعض سكان العمارات تحويل الأقبية الموجودة أسفل سكناتهم، للزج بالأشياء القديمة والأثاث غير الصالح للاستعمال، وذلك لتجنب الضيق وتوفير مساحة أكبر داخل البيت. وتتم هذه العملية عن طريق حصول الراغب في امتلاك القبو على توقيعات الجيران، وإن رفض احد الجيران التوقيع فإنه لن يتمكن من الحصول على مراده، خاصة إذا كان ذلك قد يسبب ضررا للغير، ما يترتب عنه المتابعة القضائية وفق المادة 125 من القانون المدني التي تنص على أن من تسبب في ضرر للغير وجب عليه التعويض، أما إذا حصل على الموافقة من قبل كل الجيران فهنا يمكنه التنقل إلى البلدية لدراسة ملفه حتى تعطيه مصالح البلدية إشارة الانطلاق شريطة ألا يلحق الضرر بالغير. 45 ألف عمارة مهددة بالسقوط .. والبيوت القابعة فوقها تزيد الخطر في جولة قادتنا إلى شوارع العاصمة البيضاء استطعنا من خلالها أن نتوغل داخل معظم العمارات الهشة والتي يعود تاريخ تشييدها إلى الحقبة الاستعمارية، فمعظم بلديات العاصمة من شرقها إلى غربها تشهد هذه الأعوام ظاهرة فريدة من نوعها، إذ تكاد لا تخلو أي عمارة على أقبية تقطنها عائلات سواء كانت تقطن بالعمارة نفسها أو جاءت من بلديات مجاورة واحتلت المكان، غير أن السبب واحد وهو البحث عن مخبأ أو ملجأ بإمكانه أن يحمي العائلة من التشرد، أو بيت يستطيع فيه المرء أن يكمل نصف دينه، لأن الضيق وعدم الاستفادة من سكنات اجتماعية أدخل جل العائلات العاصمية في دوامة البحث عن مأوى ولو في قبو أو فوق السطح هروبا من جحيم البنايات الفوضوية وقساوتها. وإثر اتصالنا بالجهات المعنية قصد معرفة عدد العمارات المهددة بالسقوط، كان الرقم الذي تحصلنا عليه مرتفعا جدا، إذ توجد أكثر من 45 ألف عمارة مهددة بالسقوط في العاصمة فقط، والعدد مرشح للارتفاع جراء البيوت القابعة فوق سطوح عمارات العاصمة، ناهيك عن بنايات الأقبية في الأسفل وهذا ما يتطلب هدم أعمدة العمارة قصد بناء غرفة أو اثنتين، مما يجعل كل العمارة في خطر. فعلى سبيل المثال تضررت عمارة بفعل البيت المشيد في السطح والذي كان يضم غرفتين، مما أدى إلى سقوط سقف سكان الطابق الأخير بالعمارة، وترتب عنه إصابة امرأة كادت أن تلقى حتفها، لولا نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى، وهذا بالعمارة 39 بشارع سعيد تواتي ببلدية باب الوادي. 1000 بيت فوق سطوح العمارات.. وما خفي أعظم إن عدد البيوت على مستوى السطوح قد تجاوز ال 721 بيت على مستوى بلديات العاصمة، وتحتل كل من بلدية باب الوادي والقصبة ووادي قريش الصدارة. ففي بلدية القصبة تم إحصاء 600 بيت فوضوي فوق أسطح العمارات وأقبيتها، تليها بلدية باب الوادي التي تم فيها إحصاء أكثر من 400 بناية أقيمت أغلبها خلال السنوات الخمس الأخيرة، كما أن الرايس والشراربة بالكاليتوس وجسر قسنطينة بالعاصمة أصبحت مناطق تعرف نسبا مضاعفة لهذا النوع من البنايات، إذ لا يكاد يخلو كل سطح عمارة بهذه البلديات من بيت من هذا النوع، وليس فقط بيتا واحدا، الشيء الذي جعل عمارات هذه البلديات مهددة بالانهيار. والدليل أن الواحد منا لو حاول الوقوف على مرتفع ''السيلاست'' الواقع في أعالي بوزريعة والذي يطل مباشرة على بلدية وادي قريش وباب الوادي، فإنه لن يتمكن حتى من رؤية أرضية سطوح العمارات، جراء انتشار عدد كبير من البيوت مكانها. أما الأقبية فهي وسيلة أخرى اتخذها البعض للتأثير على الجهات المعنية قصد ترحيلهم، في حين فضل آخرون استغلال تلك الأقبية لتوسيع محالهم من محل إلى أربع محال، وآخرون اتخذوا منها مكانا لممارسة الرذيلة بمختلف أنواعها مثلما سبق ذكره، علما أن تدخل المصالح التقنية على مستوى هذه البلديات لم يحدث سابقا، إلا إذا كان التقرير سلبيا على إحدى العمارات والتصريح بخطورتها فإن المصالح المعنية بذلك تباشر عملها. 200 بيت فوق أسطح عمارات ''مناخ فرنسا'' والعدد مرشح للارتفاع وجهتنا الموالية كانت إلى بلدية وادي قريش وبالضبط إلى حي ''مناخ فرنسا''، أو كما يسميه الجميع ''كليما دو فرانس'' الواقع غرب البلدية، وأنت تتجول بين أزقة هذا الحي الشعبي الكبير الذي يعود تاريخ بنائه إلى العهد الاستعماري، تتراءى لك تلك الأبنية التي أقيمت على سطوح العمارات المشكلة لهذا الحي الشعبي الذي يعاني قاطنوه أزمة خانقة سببها ضيق السكنات، وأمام الطلبات المتعددة التي وجهها السكان إلى المصالح المعنية للظفر بالسكن اللائق بهم خاصة وأن الغرفة الواحدة تضم أحيانا 7 أفراد، مما يضطر أصحابها للجوء إلى حلول بمثل هذه السلوكيات، كاقتحام الأقبية أسفل العمارات أو بناء بيت صغير فوق سطحها. وفي هذا يقول ''عمي مراد'' أحد أقدم سكان الحي إنه في رحاب غرفة واحدة ورواق ضيق احتوى عائلة متعددة الأفراد، وحين قرر تزويج أحد أبنائه لم يجد سوى التوجه إلى سطح العمارة لحل الأزمة وإقامة غرفتين للزوج الجديد، ''قبل أن تغمض عيناه دون أن يفرح بهما''. الشاب ''سفيان'' الذي تزوج حديثا عينة أخرى التقيناها خلال عملية التحقيق الميداني الذي قمنا به، حيث فتح صدره ل''الحوار'' قائلا: ''أنا على غرار شباب الحي أعاني أزمة سكن خانقة، فباب البلدية وجدرانها يشهدان علي من كثرة التردد على هذا القطب الذي من المفروض أن يعي القائمون عليه حجم الوضعية التي يتخبط فيها السكان الذين ينتمون إليها ويبادرون بحلها''، كما أقر سفيان في خضم حديثه بأن مثل هذه الأبنية تشوه وجه العمارة، وأنه سلوك غير حضاري لكن يضيف :''ما عساني أفعل أمام تفاقم المعضلة، فقد تجاوزنا سن الزواج ولم نكمل نصف الدين، لذلك فإن إضافة غرفة فوق سطح العمارة لن يضر في شيء''. باب الوادي .. أقبية بحلة جديدة بعد الكارثة تعرف بلدية باب الوادي هذه الظاهرة منذ السبعينات، إذ بلغ عدد الأقبية خلال تلك العشرية 117 قبو، تقطنها عائلات لازالت تنتظر التفاتة السلطات منذ 38 سنة ليتزايد الرقم وبصفة رهيبة، إذ بلغت البنايات في السطوح بالبلدية نفسها عام 2003 إلى 400 بناية، وبالتالي وصل العدد الإجمالي لاستغلال الأقبية والسطوح إلى 517 وسط تجاهل السلطات المحلية لهذه الأخيرة. ولقد أدت مياه الأمطار المتهاطلة مؤخرا على العاصمة إلى انسداد قناة صرف المياه بشارع ''بهية هيدور'' بباب الواد، مما أدى إلى تدفق المياه داخل قبو العمارة الذي يأوي عائلة السيدة ( ا- ر) منذ أكثر من 28 سنة، حيث يعاني أفرادها، الأمر الذي دفع بهذه الأخيرة إلى تجديد مطلبها بالترحيل إلى مسكن لائق وتجسيد الوعود على أرض الواقع. استغلال الأقبية بالقصبة حول هندسة العثمانيين إلى مهازل منذ الاستقلال تعيش بلدية القصبة عمليات ترميم واسعة تحت شعار ''تحديث القصبة'' أو المحافظة على التراث الجزائري، غير أنه لاشيء تغير، في حين غزت الأقبية هذه التحفة المعمارية والتي يعود تاريخ إنشائها للحقبة العثمانية، إذ بلغ عدد البيوت المتواجدة على مستوى السطوح 600 بيت ما أثر سلبا على الهندسة الأصلية لقصور القصبة، وتحولت هندسة العثمانيين إلى مهازل كان الدافع وراءها البحث عن ملجأ للعيش من جهة وتقاعس السلطات المحلية من جهة أخرى. 169 عائلة بباب الزوار مدفونة حية داخل أقبية ضيقة معاناة 169 عائلة بأقبية عمارات حي ''السوريكال'' الواقع ببلدية باب الزوار شرق العاصمة تخفي مأساة عمرها 15 سنة، وحسب شهادة بعض العائلات فإن سكان تلك الأقبية مهددون بالموت في أية لحظة، نظرا لما تخلفه هذه الأقبية القديمة من ارتفاع في نسبة الرطوبة التي أثرت سلبا على الكبار والصغار على حد سواء، والأسوأ أن الرضع حديثو الولادة باتوا يخضعون للمعالجة الطبية، نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من الأنابيب الموجودة فوق أسقف الأقبية، والتي تتسرب المياه القذرة للمنازل العلوية منها، ما يجعلها تتحول وبصفة مستمرة إلى أحواض من المياه القذرة، فضلا عن انتشار الجرذان التي وجدت في تدهور الوضع ملجأ للاستقرار واقتسام المعاناة مع السكان الذين تجرعوا مرارة العيش داخل الأقبية التي لا تصلح حتى لأن تكون اسطبلات، هذا الظلم حسب سكان الحي دام أكثر من 15 سنة وهم يودعون فيها ملفات طلب السكنات سواء كانت اجتماعية أو تساهمية، وهو ما بات الحلم المنتظر تحقيقه من طرف العديد من العائلات. عائلة ''بابا فوضيل'' المتكونة من خمسة أفراد تعاني الأمرّين داخل قبو ذو مترين، إذ تقبع في ذلك المكان منذ أكثر من 12 سنة، فلجوءهم إلى هذا المكان لم يكن حسب تصريح رب العائلة استغلالا منه، وإنما جاء بعد محاولاته الفاشلة في إيجاد سكن لائق، لاسيما بعد أن وجدوا أنفسهم في الشارع، ومن أجل حماية عائلته من قساوة الظروف لجأ إلى استغلال القبو الذي كان عبارة عن كهف مملوء بالأنابيب المختلفة، تمكن من إصلاحه وإعادة تهيئته، وهو ما كلفه مبلغ 60 مليون سنتيم، غير أن الأمر الذي قهر عائلة ''بابا فوضيل'' وجعلها تفقد الأمل في الحياة هو إيداعها ل 40 طلبا للسكن لسلطات البلدية والولاية، غير أنهم ولحد الساعة لم يحصدوا سوى وعود لم تعرف التجسيد إلى يومنا هذا، وفي المقابل فإن مصالح البلدية رفضت إعطاءهم شهادة الإقامة، الأمر الذي جعلهم يواجهون صعوبات جمة في استخراج الوثائق الرسمية. أقبية عمارات 2004 مسكن ببراقي مهددة بالفيضانات كما أن هناك أقبية لا تسكنها عائلات ولكنها تغرق في الفيضانات كما هو الحال بالنسبة لسكان حي 2004 مسكن ببلدية براقي الذين أعربوا لنا عن انزعاجهم من مشكل امتلاء أقبية عماراتهم بالمياه جراء انكسار قنوات الصرف الصحي، جعلت المكان متعفنا منذ شهور وقد طال الأمد على هذا الحال، خاصة وأن اتصالات السكان بالمسؤولين لم تجد نفعا، هذه الحالة التي أصبحت تنذر بخطر صحي حقيقي يهدد السكان وأطفالهم، فالروائح الكريهة في تزايد مستمر وتأثيرها ظاهر على الحالة الصحية خاصة الأطفال ذوي الأمراض التنفسية والحساسية، فضلا عن الانتشار الكبير للحشرات الضارة التي أصبحت تغزو يوميا مساكنهم. وأقبية حي 480 مسكن بدرقانة غزته المياه القذرة من جهتهم قاطنو التجزئة 480 مسكن بدرقانة التابع لبلدية برج الكيفان يعيشون هذه الوضعية منذ أزيد من عشر سنوات، حيث طالبوا السلطات المعنية بالتدخل العاجل لوضع حد للمياه القذرة التي أغرقت أقبية عماراتهم، والتي تسببت في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، الأمر الذي شكل خطرا على صحة سكان العمارات، وقد أكدت العائلات أن هذه الأقبية غالبا ما تمتلئ بالمياه القذرة لأن قنوات الصرف الصحي مسدودة، وعمال النظافة يعملون على ضخ المياه القذرة بالمضخات دون إصلاح العطب الرئيسي، ليتكرر نفس الوضع في ظرف يومين أو ثلاثة أيام بعد استكمال عملية الضخ، كما أن مشكل المياه صار يتسبب في تآكل أساسات العمارات نتيجة المياه المتراكمة على مدار السنة وهو ما ينبئ بخطر محدق لا محالة. ولرؤساء البلديات لغة أخرى اتصلنا بمسؤولي بعض بلديات العاصمة الأكثر تضررا من هذه الظاهرة، وأجمع جل رؤسائها على أن ندرة العقار باتت تهدد المشاريع السكنية التي ازداد الطلب عليها في العاصمة بكثرة، وهو السبب الرئيسي لاستفحال ظاهرة استغلال الأقبية وسطوح العمارات، وفي هذا الصدد أكد بشير مراح نائب رئيس بلدية الجزائر الوسطى أن مصالحهم اضطرت لاقتناء 469 وحدة سكنية تساهمية على مستوى بلدية مفتاح لولاية البليدة لإسكان العائلات المتواجدة داخل الأقبية والسطوح، والتي تعرف انتشارا في بعض الأحياء كحي عبد العزيز مزاوي، الطيب مقراني، رابح طايبي وحي ديدوش مراد، أودان، وتليملي وما شابه ذلك، والتي تجاوز عدد العائلات القاطنة بالأقبية ال 350 عائلة حسب الإحصائيات الأخيرة سنة 2002 ، ضمن الشروط المتوفرة والمتمثلة بالدرجة الأولى في ألا تتجاوز هذه العائلات عشر سنوات من ولوجها لهذه الأقبية والسطوح. وعلى صعيد آخر وصف كل من يوسف شملال رئيس بلدية باب الزوار ورضا ميسوم رئيس بلدية وادي قريش أن معظم العائلات تستغل السطوح والأقبية كمسكن لها بطرق غير شرعية دون علم السلطات بغرض الاستفادة من السكنات الاجتماعية أو التساهمية، وبعضهم يمتلكون سكنات في مناطق أخرى خارج العاصمة، في حين يرجع رئيس بلدية براقيوبرج الكيفان قضية الأقبية الشاغرة والممتلئة بالمياه القذرة إلى كونها ليست من صلاحيات البلديات، وإنما هي من اختصاص ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية الجزائر، وبين هذا وذاك فإن الأرقام مخيفة. 111 ألف قبو وسطح مستغل عبر الوطن .. وزارة الداخلية والمنظمات تؤكد خطورة الظاهرة أكدت وزارة السكن والعمران بالتعاون مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية الشروع في إزالة البيوت الفوضوية المقامة فوق أسطح العمارات وكذا الأقبية عبر مختلف المدن الرئيسية خاصة العاصمة ووهران وعنابة وقسنطينة، ويهدف الإجراء إلى إعادة الاعتبار للمدن الجزائرية. وقد أحصت مصالح البناء والتعمير عبر مختلف ولايات الوطن وجود أكثر من 111 ألف بيت قصديري أنجزت فوق أسطح العمارات وداخل أقبيتها، وهي سكنات أنجزتها المئات من العائلات التي تعاني من أزمة السكن، وقد تفاقمت الظاهرة في بداية التسعينات لتصل ذروتها خلال الألفية الماضية. وحسب تقرير هيئة الأممالمتحدة للسكن لسنتي 2006 و2007 فإن هذه البنايات أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة ساكني العمارات الهشة والتي تشكل 8.11 بالمائة من مجموع البنايات، كما أن الهيئة الدولية سجلت تطورا للظاهرة في الجزائر بعد تراجعها، وتضاف هذه الأرقام إلى وجود حوالي 500 ألف بيت قصديري حسب آخر تقرير لهيئة المهندسين المعماريين، وأشار ذات التقرير إلى أن العديد من المناطق تشهد نفس الظاهرة، وأن جل بلديات الوطن أقيمت بها بيوت هشة وقصديرية، وتأتي العاصمة في مقدمة الولايات التي أنجز فيها أكبر عدد من البيوت الفوضوية غير اللائقة فوق أسطح وداخل أقبية العمارات تليها قسنطينة وعنابة ووهران وسكيكدة ثم البليدة والبويرة، تيبازة بومرداس وتيزي وزو.وفي الأخير على السلطات اليوم اتخاذ الإجراءات اللازمة قصد الحد من الظاهرة ، خصوصا من خلال استغلال مشروع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يعمل منذ توليه الحكم في البلاد جاهدا للقضاء على أزمة السكن، وهو ما يجدر بالسلطات المحلية أن تولي أهمية كبرى له.