فقدت ولاية تيزي وزو في السنوات القليلة الأخيرة مساحات شاسعة من الأراضي المحتضنة للأشجار المثمرة، وذلك جراء الحرائق المهولة التي طالت مئات الهكتارات من قطاع الغابات في الفترات الصيفية، ولإعادة بعث هذه المساحات والأشجار المفقودة سطرت محافظة الغابات بالولاية برنامجا خاصا بإعادة تشجير ما لا يقل عن 500 هكتار من الغطاء الغابي المتلف، وأكبر نسبة من هذه المساحات هي تلك المشجرة بالزيتون، هذه الأخيرة التي تحتل أكثر من 32 ألف هكتار من المساحة الإجمالية الصالحة للزراعة بولاية تيزي وزو، كونها الشجرة الأكثر تلاؤما وطبيعة المنطقة الجبلية التي تطغى على تضاريس المنطقة بنسبة تزيد على 80 بالمائة، هذه الخسائر المسجلة والتي تزداد نسبتها سنويا لم تتمكن السلطات ورغم المجهودات المبذولة من محاصرة نطاقها والتقليل من حجم مخلفاتها التي مست معظم الغابات عبر مختلف بلديات الولاية. ولاستعادة ما فقدته الولاية من هذه الثروة الهامة واسترجاع البعد التجاري للزيتون وزيته ومصدر قوت العديد من العائلات الريفية أعدت محافظة الغابات لولاية تيزي وزو برنامجا هاما تطمح من خلاله لإعادة غرس أكثر من 33 ألف شجرة زيتون، بإعادة تشجير المساحات الأكثر تضررا جراء الحرائق، خاصة الموزعة عبر كل من منطقة بني دوالة، الأربعاء ناث ايراثن، عين الحمام، تيزي غنيف وغيرها بإجمالي يبلغ 57،200 هكتار، وستستفيد دائرة بني دوالة المصنفة كأكثر المناطق تضررا من 22 ألفا و334 شجرة زيتون ستغرس على مستوى غاباتها، إلى جانب 2539 شجرة بمعاتقة، 3800 بعين الحمام و1383 بالأربعاء ناث ايراثن. وإلى جانب شجرة الزيتون التي تعنى باهتمام كبير، نجد برنامجا خاصا بإعادة بعث ثروة الكرز التي فقدت منها الولاية الكثير، بالإضافة لأشجار التين.