جندت مديرية الحماية المدنية بولاية تيزي وزو 1000 عون لمحاربة الحرائق التي تأتي سنويا على الآلاف من الهكتارات، وذلك لضمان التدخل الفوري عبر القرى النائية والمعزولة لحماية المواطنين وممتلكاتهم، الأمر الذي سيجنب تكرار سيناريو 2007 الذي سجلت فيه الولاية مقتل 6 أشخاص بسبب النيران. وحسب المسؤولين بالمديرية فإنه وتحسبا لفصل الصيف الذي يشهد ارتفاع درجة الحرارة التي تعد العامل الأساسي لنشوب الحرائق، فقد تم اتخاذ إجراءات من خلال توفير عتاد وتسخير إمكانيات لتفادي الخسائر المادية والبشرية في نفس الوقت، حيث أنه تم إلى جانب تجنيد الإمكانيات البشرية تجديد ما يعادل 70 بالمائة من عتاد الحماية المتخصص في محاربة الحرائق، كما جندت المديرية هذه السنة 6 فرق متنقلة، إضافة إلى 15 فرقة مدعمة بصهاريج لتسهل مهمة أعوان الحماية، وكذا 6 مراكز مراقبة التي تم تنصيبها بالمناطق الجبلية المرتفعة، والتي نجدها بكل من أرجونة (تيزي وزو) أبوذيذ (الأربعاء ناث إراثن) أزفون ومرتفع ثالة قيلاف واستنادا للأرقام المقدمة من طرف مديرية الحماية فإن نحو 58 بالمائة من الحرائق التي نشبت بتراب الولاية تم الإخطار عنها من مركز المراقبة، في حين أن 32 بالمائة تم الإعلام عنها من طرف الفرق المتنقلة، هذا مع توفير 23 منطقة لتخزين المياه بسعة 50 متر مكعب بالقرب من الغابات لكل منطقة، وستسمح هذه الكميات من المياه بضمان التدخل بالتقريب على مسافة 2 كلم.
إحصاء 180 قرية مهددة بالحرائق
أفاد آخر تقرير أعدته مديرية محافظة الغابات لتيزي وزو، والذي تم عرضه في اجتماع حول التحضير لموسم الاصطياف لهذه السنة أن الولاية تضم 180 قرية سجلت في خانة المناطق المهددة بالحرائق، والتي تم تصنيفها إلى أربع مستويات، 37 قرية منها صنفت في أخطر خانة، وهي الرابعة التي تتواجد على مستوى 6 بلديات هي آيت يحي موسى، ايفليسن، أزفون، إعكوران، أغريب، وتحتاج هذه المناطق إلى عناية واهتمام كبيرين، هذا وعرض المسؤولون المحليون الطرق التي يجب اتباعها لحماية قاطني هذه القرى وممتلكاتهم، من خلال تنصيب لجنة ولائية لحماية الغابات المكلفة بدراسة الوضعية بغية الاستعداد لها، وذلك بتسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لمواجهة الحرائق. كما اتخذت الولاية كل الاحتياطات والإجراءات اللازمة، حيث قامت بشق الطرق لتسهيل التدخل الفوري لرجال الإطفاء عندما تستدعي الضرورة ذلك، إضافة إلى شروع مديرية الحماية في ترميم أزيد من 494 كلم من الطرق، علما أن الولاية تضم 866.46 من الطرق الغابية.
يجب تفادي حصيلة السنة الماضية الثقيلة
كشفت الإحصائيات المقدمة من طرف خلية الاتصال لدى الوحدة الرئيسية للحماية المدنية أن الولاية شهدت خلال سنة 2008 نشوب 165 حريق، مما أتى على مساحة تقدر ب2797.90 هكتار، حيث أن 488.70 منها غابات مقابل 1266 أدغال و1043 أحراش، وكانت دائرة أزفون أكثر المناطق تضررا بنسبة 34 بالمائة، لتليها أعزازقة ب31 بالمائة، ثم ذراع الميزان ب10 بالمائة، واستنادا لمسؤولي الخلية فإن أعوان الحماية تدخلوا 82 مرة خلال الفترة الممتدة ما بين ال9 وال10 سبتمبر الماضي، حيث أتلفت الحرائق عدة هكتارات من الغابات خاصة الأشجار المثمرة، كما أن الحرائق التي شهدتها هذه الفترة كانت وراء ارتفاع حصيلة الخسائر وأن ما يمثل نسبة 90.70 بالمئة من الحرائق تم تسجيلها مابين الساعة العاشرة صباحا والرابعة مساء. كما تفيد الإحصائيات المقدمة بأن الولاية فقدت في ظرف ال10 سنوات الأخيرة 23051.31 هكتار بفعل 1066 حريق مهول، وتم تسجيل سنة سوداء ستظل صورتها راسخة في أذهان السكان في 2007، حيث فقدت الولاية 6 من أبنائها الذين حولت النيران أجسادهم إلى رماد. وشرعت المديرية في عملية غرس 500 هكتار من الأراضي، 341 منها أشجار زيتون، 83 أشجار كرز، 75 أشجار تين، رغم ما تبذله السلطات المحلية لولاية تيزي وزو من مجهودات وعلى رأسها محافظة الغابات والحماية، إلا أن ذلك يبقى قليلا، وضمان بلوغ الهدف المنشود يستدعي تظافر جهود الجميع من خلال التعاون مع المسؤولين لحماية الثروة الغابية وممتلكات المواطنين، حيث أن مساهمة المواطن إلى جانب الحملات التحسيسية سيعطي حتما نتيجة إيجابية والتقليل من الخسائر المادية وتفادي تسجيل خسائر بشرية.
حملات تحسيسية وقوافل للإعلام
ومباشرة وبعد الإعلان الرسمي عن الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف وككل سنة تباشر مديرية المحافظة على الغابات تطبيق برنامجها الصيفي من خلال تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية عبر القرى والمدن، والتي تحاول من خلالها وضع المواطن وجها لوجه مع ما يترتب عن الإهمال واللامبالاة، وذلك ليدرك الدور الهام الذي يلعبه في إطار محاربة الحرائق ومنع حدوثها، فالمتنزه يلعب دورا كبيرا في نشوب الحرائق من خلال تركه لبقايا الأكياس وبعض المواد التي تسبب وقوعها، مما يخلف إتلاف العديد من الهكتارات سنويا، كما تساهم إلى جانبها عدة مديريات في برنامج الحملة التي تسطر بدورها عدة نشاطات وقوافل التي تجوب مختلف أرجاء الولاية للتوعية والتحسيس والتي تسعى إلى تحقيق وبلوغ نفس الهدف، وهو حماية المساحة الغابية.