البحث عن القوام الرشيق قد يؤدي إلى الموت جزائريات يلهثن وراء النحافة على حساب الصحة * حبوب تنحيف تسبب السرطان والعقم أصبحت النحافة موضة العصر ويلهث الكثيرون وراءها من الجنسين وإن كان هوس المرأة أكثر من الرجل في هذا المجال وهي الغاية التي تدفعها إلى تصفح مئات المواقع بصفة يومية للبحث عن وصفات طبيعية للتنحيف ترتكز اساسا على الأعشاب ومنهن من تذهب الى أبعد من ذلك بالبحث عن ادوية التنحيف والمكملات الغذائية التي تكون مخاطرها كبيرة على الصحة وقد تؤدي الى أمراض مستعصية بالنظر الى تأثيراتها الجانبية الخطيرة. نسيمة خباجة كانت المجتمعات العربية والى وقت قريب لا تؤمن بالنحافة خاصة وأنها مرادف لقلة الصحة والنشاط و الوهن والضعف العضلي وكان المجتمع العربي يفضل الشخص الممتلىء والقوي سواء بالنسبة للمرأة أو الرجل الا أنه في السنوات الأخيرة انقلبت الموازين وصارت النحافة موضة العصر التي يركض وراءها الكثيرون وأصبحت السمنة مرادفة للأمراض المميتة حتى تحولت النحافة الى هوس أصاب البعض وصاروا يركضون وراء الوصفات وادوية التنحيف للحصول على قوام صحي ورشيق. أدوية تنحيف مجهولة المصدر انتشرت في محلات العطارة بعض أنواع أدوية التنحيف والتي يعلو ثمنها إلا أنه يكثر الإقبال عليها خاصة وأن التجار يدّعون انها قادرة على تخفيض الوزن الى اقصى الحدود وتقضي على السمنة الأمر الذي يجعل الإقبال عليها كبيرا حتى ولو علا ثمنها وهي عادة ما يتراوح ثمنها بين 4000 و9000 دينار وتقبل عليها الفتيات دون ادنى اعتبار لصحتهن خاصة وأنها أدوية مجهولة المصدر ولم تمنح تحت إشراف طبي وبالتالي هناك مخاطرة بالصحة. ويرى المختصون أنَّ معظم الأدوية التنحيفية تعتمد على الأعشاب التي قد تذيب الدهون وتمنع امتصاصها وبعضها يزيد حرقها لكن كلّها قد لا تكون مرتكزة على امور علمية ولم تخضع لاختبارات كافية في معظم البلدان العربية التي تسوّق فيها. فمنها ما يستهدف مادَّة السيراتونين في الخلايا الدماغية والتي تسيطر على المزاج والشهية. أمَّا النوع الآخر فيمنع امتصاص الدهون من المعدة من خلال أنزيم يحرق الدهون عند تناول وجبة مشبّعة منها كما توجد أدوية تمنع امتصاص الأغذية عند تناولها وتتكون عادة من الألياف الطبيعية ويتم تناولها قبل الأكل وعلى الرغم من أن هذه الألياف طبيعية إلا أن الإسراف في تناولها قد يؤدي إلى حدوث انتفاخ في المعدة كما يمكن أن يتسبب في بعض الأعراض لأن الجسم يبذل مجهودًا كبيرًا في إفراز العصارات الهضمية وفي النهاية لا يستفيد منها ما قد يتسبب بنقص المعادن في الجسم مثل الحديد ما يؤدي إلى الأنيميا ونقص الكالسيوم. وفي هذا الإطار يمكن الإشارة الى وجود أدوية تتكون من هرمونات الغدة الدرقية لكن لا يجوز تناولها إلا بوصفة من الطبيب وفي حالة الضرورة فقط لأنها من الممكن ان تسبب خفقانا في القلب وتوتراً عصبياً. الأطباء يدقون ناقوس الخطر يحذر الأطباء من هذه الأدوية التي توصف لتخفيف الوزن والتي تباع عند العطارين او حتى الصيدليات بدون موافقة وزارة الصحة او استشارة طبيب والتي تؤدي فعلا الى التنحيف مقابل الموت البطيء. فعملية تخفيف الوزن تحتاج إلى حذر شديد لأن هناك من يصفون أعشاباً خطيرة على الكلى والكبد أو قد تسبب السرطان أو العقم وخلاف ذلك. وعليه فإنه يجب عدم استخدام أي من العلاجات العشبية لتخفيف الوزن بل الإكثار من أكل الخضراوات والابتعاد عن الخبز الأبيض واستبداله بالخبز البني والابتعاد عن المعجنات والمكسرات والمواد الدهنية والألبان ومشتقاتها كثيرة الدسم والأكل بين الوجبات ويجب المشي يومياً لمدة ساعة والإكثار من شرب الماء وبالأخص على الريق بشرب كوبين من الماء يومياً فالعلاج الطبي والطبيعي هو الأفضل ولا يوجد شيء في العالم حارق للدهون إنها المعادلة الأبدية وهي اتباع الحمية الغذائية المناسبة وممارسة الرياضة بشكل منتظم. بحيث يجب الانتباه الى خطورة الأدوية التي تؤخذ لتقليل الوزن بحيث تكون تحت الإشراف الطبي لأن اغلبها مميته وتسبب ءمراضا خطيرة. كما يجب الحذر عند استخدام أية منتجات أو مواد أخرى تحتوي على الساينفرين فينيلفيرين كافيين أو أية محفزات مثل الشاي والقهوة. كما ان هناك مكونات من الاعشاب توصف في كبسولات ايضا موجودة على هيئة أقراص وتؤخذ بمعدل قرصين مرتين يومياً قبل الوجبات. الى جانب استخدام بعض المراهم التي تخفف الالتهابات وهي متوفرة في المحال وهي مميتة ايضا وقد تسبب توقف الكبد او الكلية في الجسم ومع الاسف النساء يأخذن هذه الأدوية بعد أن يسمعن من صديقات او من أصحاب القاعات الرياضية ويعرض حياتهن الى الخطر والمرض. أضرار بليغة على الصحة الدليل الأكبر على انَّ معظم الأدوية المنحّفة غير فعّالة هو ظهور كمّ هائل منها مع كلّ موسم جديد لا تلبث ان تختفي لتظهر ادوية اخرى ضمن حملة التسويق لانها تُجرَّب ولا تعطي نتيجة وخصوصًا أنَّ التوقف عن استعمال الدواء القاطع للشهية قد يعيد الشخص وزنه الزائد اذا لم يتبع حمية صحيحة وذلك لأن هذه الادوية تقطع الشهية بطريقة غير إرادية وعند التوقف عن تناولها تؤدي الى آثار عكسية وسلبية لأن الشهية في نهاية الأمر مسألة صحيَّة ولأن لها علاقة بالكثير من الهرمونات. ويلاحظ الأخصائيون أن البعض لا يرغبون في فهم الآثار الجانبية لاستخدام بعض الأدوية أو إتباع حميات معينة على المدى البعيد هذا لأنهم يهتمون بتحقيق رغبة الرشاقة الآنية فقط لا غير فهذا الذي يسمّى بالريجيم الكيميائي وغيره من الحميات التي تستطيع أن تقفل شهية الشخص وتفقده العديد من الكيلوغرامات في أوقات بسيطة ضار جدًّا على المستوى البعيد ولن يجعل مستخدمها يهنأ برشاقته مستقبلاً نظرًا للعوارض المستقبلية التي ستضر بصحته. سموم تضر بأجهزة الجسم الحيوية إن حبوب التنحيف تكون آثارها الجانبية أكبر حيث انها تعمل على الجهاز العصبي ومن الممكن أن تؤدي فضلا عن التوتر العصبي الشديد والاكتئاب إلى الإصابة بأمراض خطيرة في الكلية او المعدة والقلب لذلك ينصح باستخدامها تحت إشراف الطبيب كما ان الكلية يمكن ان تتأثر بسبب أجسام كيتونية تنتج عن أكسدة الدهون بنسبة كبيرة في الدم نتيجة سرعة إذابة دهون الجسم بفعل هذه الأدوية وهذه الأجسام تعتبر سمومًا ضارة جدًا بالكليتين والقلب وجميع أجهزة الجسم. الأخطر من ذلك أنَّ معظم الأطباء يؤيدون احتمال أن من يتناول هذه الأدوية قد يصاب بالشلل او الموت وفي الحقيقة إنها تتسبّب أحيانًا بالإصابة بالسرطان ويؤكّد الأطباء أن معظم الأشخاص الذين يقبلون على شراء أدوية للتنحيف لا يعلمون مخاطرها الجانبيَّة وإذا تم تناولها من قبل الفتيات قبل الزواج فإنها تساعد في تأخير الحمل لأن بعض مركبات هذه الأدوية تخل بوظيفة المبيضين وفي بعض الحالات اذا تم تناولها بكميات كبيرة وبشكل مستمر تحدث عقمًا. بالإضافة إلى أن كل الدراسات اثبتت ان نظام الحمية او الريجيم وأدوية التنحيف تسبب إخلالاً في الحمل وقد تصل الى حدوث تشوهات في الطفل خصوصًا إذ استمرت الأم بتناول هذه المادة بعد حدوث الحمل. ومن اضرارها كذلك وفق الدراسات انها تسبب سرطانات الثدي والأمراض النسائية والالتهابات خصوصًا ان بعض الخلطات تحتوي على مواد مسرطنة. حلول بديلة وناجعة يجمع الأطباء على اتباع نظام يقوم على السلوك والغذاء والحركة ويحقق هدف خفض الوزن والوصول الى الرشاقة مع ضرورة ان تتوفر الإرادة التامة للشخص والرغبة في اتباع نظام غذائي يقوم على تحديد الوجبات و الحفاظ على مواعيدها كخطوة أولى ثم بعد ذلك تأتي الخطوة الثانية وهي البرنامج الغذائي الذي يسمح بتناول جميع الأطعمة باستثناء ذات السعرات الحرارية العالية بكميات بسيطة مع التأكيد على ضرورة القيام بنشاط حركي مواز أيضًا لأنه ضروري جدا لنجاح أي ريجيم حتى ولو اقتصر الأمر على المشي فالرياضة هي مفيدة للنحافة وللحفاظ على الصحة.