إذا كانت الكثيرات يبحثن عن الرشاقة والنحافة وإنقاص الوزن بأي شكل كان، فإن أخريات بالمقابل يبحثن عن زيادة ولو غرامات قليلة بأي شكل كان، وباتباع أي وصفات وتناول أية أدوية، أو أعشاب ومستحضرات كيماوية، أو عشبية وتقليدية، ما يجعل الطرفين بالتالي، الباحثات عن الرشاقة، والباحثات عن الوزن الزائد، في المعادلة نفسها، يتبعن نفس التدابير، ويتخذن نفس الخطوات، ولكن في الحالتين يرتكبن أخطاء كبيرة يمكن أن تنعكس بالسلب جدا على الصحة العامة· فحبوب ومستحضرات وخلطات السمنة، التي تزدحم بها المحلات والأسواق والصيدليات، لا تقل في خطورتها عن مستحضرات التنحيف الأخرى، خاصة وأن كثيرا منها تكون مجهولة المصدر، لا يعلم كثيرون الجهة المسؤولة عن تصنيعها، ولا حتى نوعية المواد التي تدخل في تركيبها، بالإضافة إلى بعض التصرفات والسلوكات السلبية والسيئة التي تبدر عن بعض الراغبات في زيادة وزنهن، من الإقبال على هذه الخلطات والأعشاب بشكل كبير وخلط بعضها مع بعض بغية الحصول على نتائج فورية وسريعة، مع أن تداخل هذه المركبات يمكن أن يؤدي إلى كثير من النتائج الوخيمة، لا سيما إذا ما علمنا أن البعض يلجأن إلى مواقع الأنترنت والمنتديات الإلكترونية التي تنشر بعض الوصفات، وتقوم بعض الفتيات بتجريبها، دون حتى أن يعرفن خصائص المواد التي تدخل في تركيبها، ولا تختلف الخلطات العشبية ولا الحبوب الكيمائية في أوجه خطورتها على صحة مستهلكاتها، نظرا لأن بعض الأدوية الخاصة بالتسمين تحتوي على مواد فعالة خطيرة أشهرها الكورتيزون الذي له شعبية كبيرة، ومضادات الحساسية وبعض العقاقير الخاصة بالأمراض النفسية، وهي أدوية توصف في الأصل لمعالجة أمراض مستعصية قد تكون من بين الأعراض الجانبية لها عند المرضى الذين يعالجون بتناول مثل هذه الأدوية زيادة الوزن، إما في الجسم كله أو في مناطق معينة كالوجه والبطن والأكتاف· وتتركز هذه الزيادة في الجزء العلوي من الجسم والوجه على الخصوص، وبالتالي تكون المرأة قد حصلت ربما على القوام المنشود، لكن على حساب صحتها، حيث تعيد هذه الأدوية توزيع الدهون في الجسم بشكل غير متوازن، وتتسبب في الإصابة لاحقا بالسمنة والسكري والضغط المرتفع أو باضطرابات هرمونية حسب نوع الدواء المتناول، وهو ما يستدعي رفع درجات الحيطة والحذر بين أوساط فتياتنا، ليس الباحثات عن الرشاقة وفحسب، وإنما حتى الباحثات عن الوزن الزائد، الذي من المستحسن أن يتم انطلاقا من تشخيص طبي صحيح، لمعرفة الأسباب الحقيقية للنحافة إن كانت مرضية أم وراثية أم غيرها، من الأسباب الأخرى، وبعدها بناء على استشارة الطبيب يتم اتباع نظام غذائي متوازن وفعال، من شأنه أن يكسب الجسم الوزن المناسب بطريقة صحية وآمنة، وعدم اللجوء إلى الأنترنت لنقل ونسخ الوصفات الخاصة بالتسمين، ولا حتى الصيدليات دون استشارة الطبيبة ومعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء النحافة·