مليكة حراث تناشد عائلة غزيل محمد القاطنة بمركز عبور رقم 11 ببلدية خميستي ولاية تيبازة المتكونة من ستة أفراد السلطات المحلية والولائية التدخل العاجل لانتشالها من الوضع الكارثي الذي تعيشه داخل مغارة قام رب العائلة بحفرها واتخاذها كمأوى له لا تفوق مساحتها عشرة أمتار مربعة بمركز عبور رقم 11 الواقع ببلدية خميستي المدينة وهذا بعدما طرده شقيقه رفقة أبنائه إلى الشارع بعد وفاة والدهم. قام هذا الأخير حسب تصريحات السيد محمد بتسجيل وثائق ملكية البيت باسمه فلم يجد حلا سوى اللجوء إلى هذا المكان هروبا من التشرد بالشوارع وبالإضافة إلى ضيق المكان يعاني الأب وأطفاله بداء السكري والحساسية و تعقيدات صحية جعلت أوضاعهم الاجتماعية تزداد سوءا نظرا لطبيعة المكان الذي يفتقر إلى أدنى ضروريات الحياة الكريمة لاسيما في فصل الشتاء أين يتحول المكان إلى كارثة بسبب انزلاق التربة وتسرب المياه والأوحال من أعالي الجسر. لم نكن نتوقع أن نقتحم بيتا مماثلا كما لم نتوقع أن أزمة السكن بالجزائر بلغت ذروتها ووصلت إلى هذا الحد لتدفع بمواطن جزائري إلى اللجوء لحفر مغارة لنصب بيت من القصب ويتخذه كمأوى يحتمي تحته رفقة أبنائه المصابين بمختلف الأمراض خاصة الحساسية المفرطة والتي أجبرتهم الظروف الاجتماعية القاهرة والحاجة على اقتحام وتخطي ماهو مستحيل، وفعلا انتابتنا الدهشة أول ما دخلنا إلى تلك المغارة التي تشبه مغارة علي بابا تم تشييد غرفة اقل مايقال عنها انها صيفية ، الرياح والأمطار تدخل من كل جهة ناهيك عن البرد القارص ولكم أن تتصوروا الوضع في ظل انعدام أدنى وسائل التدفئة ومتطلبات العيش الكريم ابتدءا من انعدام الكهرباء والماء وقنوات الصرف الصحي حيث يقضي هؤلاء حاجاتهم حسب زوجة محمد في الهواء الطلق مما انجر عنه انتشار روائح كريهة تملا المكان بالإضافة إلى الخطر الذي يتربص بهم أيضا نظرا لتساقط الأحجار وانزلاق التربة الدائم سيما أثناء الاضطرابات الجوية والرياح العاصفة الواقع الذي وقفت عليه "أخبار اليوم" يندى له الجبين ولا يتصوره عقل انه فعلا واقع مر وقاس تتخبط فيه هذه العائلة في هذا المكان الذي تتقاسم فيه الحياة مع الفئران والجرذان منذ أكثر من 10 سنوات بعد أن قام شقيقه بطرده من المسكن العائلي بعد وفاة الوالد كما سبق ذكره . وحسب السيد محمد ان بعد ما أصبح مشردا وعائلته طرق كل الأبواب ورفع عدة شكاوي للسلطات المحلية وكل الجهات الوصية إلا أن انشغالاته ضربت عرض الحائط ولم تجد أي آذان صاغية فمعاناة هذه العائلة لا تنتهي عند هذا الحد بل تعدَّتها لتصل إلى العيش في هلع وقلق دائم بسبب خطر الانزلاق الذي بات يهدد حياتها خاصة أثناء الاضطرابات الجوية التي تساهم في تفاقم الوضع نظرا لموقع المأوى. وحسب السيد غزيل انه قد سبق وعاينت لجنة من البلدية هذا المكان واخذ اسم العائلة المتضررة وانشغالها ووقفت على حجم معاناتها إلا أنها لم تحرك ساكنا ولم تلق العائلة أي التفاتة من طرف البلدية على بالرغم من كل المخاطر التي تحاصرها وقد حاولنا الاتصال بمسئولي بلدية خميستي لنقل انشغال عائلة غزيل إلا أننا لم نتمكن من ذلك. وأمام هذه الوضعية المزرية تجدد العائلة استغاثتها للسلطات المحلية والولائية التدخل الفوري بترحيلها إلى سكنات لائقة قبل الموت تحت الردم .