إعداد: كريم مادي من 1982 إلى 1983: إنه زمن نصر الدين دريد حديثنا عن هوية حراس المنتخب الوطني في مطلع الثمانينيات يتواصل وفيها تتواصل الإثارة والتنافس بين العديد من الحراس حيث سنسجل في حلقة هذا العدد دخول الثنائي دريد نصر الدين من مولودية وهران وليامين بغلول من وفاق القل بالموازاة مع ذلك نسجل خروج الثنائي ياسين بن طلعة من نصر حسين داي ومراد عمارة من شبيبة القبائل وكلا الحارسين لم تتعد مبارياتهما الدولية عن الست مباريات (أربع لعمارة وستة لبن طلعة). وحتى لا نطيل عليكم في الحكاية أكثر نبدأ من حيث توقفنا في حلقة أول أمس مع الحارس ياسين بن طلعة وهو الحارس الذي سنتعرف عليه عن آخر مواجهة خاضها بألوان المنتخب الوطني. بن طلعة ودّع الخضر من نيامي لعب ياسين بن طلعة آخر مباراة دولية أمام منتخب النيجر في إياب الدور الثالث من تصفيات كأس العالم 1982 في اللقاء الذي جرى يوم 31 ماي 1981 بنيامي وانتهى بفوز النيجر بهدف دون رد وبعد نهاية هاته المواجهة لم نر بن طلعة في أي مباراة لا رسمية ولا ودية وفي المجموع لعب بن طلعة ست مباريات فقط. تسع مباريات متتالية لمهدي سرباح بعد إزاحته لحارس النصرية ياسين بن طلعة استطاع الحارس مهدي سرباح المحافظة على منصبه كحارس أساسي في الفريق الوطني في تسع مباريات. المواجهة الأخيرة التي خاضها سرباح قبل أن يخسر منصبه كانت أمام المنتخب الغاني برسم الدور نصف النهائي وفيها اهتزت شباك الحارس مهدي سرباح ثلاث مرات مقابل هدفين للحارس الغاني مانساه هزيمة كلفت الفريق الوطني الخروج من المربع الذهبي كما كلفت الحارس مهدي سرباح خسارة منصبه لحارس سبق وأن حرس شباك الخضر لأكثر من مباراة. عودة مراد عمارة بليبيا كلفت الأهداف الثلاثة التي دخلت مرمى الحارس مهدي سرباح أمام المنتخب الغاني في مباراة الدور نصف النهائي في دورة أمم إفريقيا بليبيا 1982 خسارة منصبه حيث اضطر المدرب الوطني خالف محيي الدين بإشراك الحارس الثاني مراد عمارة في المباراة الترتيبية من اجل المركز الثالث أمام المنتخب الزامبي لكن ولسوء حظ ابن شبيبة القبائل فقد دخلت مرماه هدفين خسر بها الخضر المركز الثالث واكتفى بالمركز الرابع. عمارة كان حاضرا أمام البيرو بالرغم من الهدفين اللذين دخلا مرماه في اللقاء الترتيبي في كأس أمم إفريقيا أمام زامبيا إلا أن المدرب الوطني خالف محيي الدين فضل الاحتفاظ بالحارس مراد عمارة في المواجهة الودية التي خاضها زملاء لخضر بلومي بملعب 5 جويلية أمام منتخب البيرو يوم 25 افريل 1982 وانتهت بهدف لمثله. مباراة البيرو الأخيرة لعمارة بالرغم من وجوده ضمن قائمة ال22 التي مثلت الجزائر في مونديال اسبانيا إلا أن المواجهة التي لعبها حارس شبيبة القبائل مراد عمارة أمام منتخب البيرو بملعب 5 جويلية هي الأخيرة له كحارس أساسي وبذلك يكون ابن الشبيبة قد لعب أربع مباريات فقط تاركا منصبه لمهدي سرباح. سرباح يزيح عمارة بعد مباراة البيرو استعاد الحارس مهدي سرباح منصبه كحارس أساسي وحافظ على مكانته لخمس مباريات متتالية فإضافة إلى مباراة البيرو كان حاضرا في المباريات الودية الموالية أمام جمهورية ايرلندا الجنوبية والتي فرض فيها سرباح مكانته كحارس أساسي لا يجب الاستغناء عنه بعد أن حافظ على شباكه نظيفة في المباراة التي جرت يوم 28 افريل 1982 بملعب 5 جويلية وانتهت بفوز الخضر 2/0. للإشارة بعد هاته المباراة لعب الفريق الوطني مباراة ودية تاريخية بملعب 5 جويلية أمام نادي ريال مدريد وانتهت بفوز زملاء رابح ماجر بهدفين لهدف. للإشارة أن المباريات التي خاضها الفريق الوطني ضد النوادي لم ندرجها ضمن هاته السلسلة كونها لا تدخل ضمن أجندة الفيفا ولا تحتسب نتائجها ضمن ترتيب الفيفا . سرباح يُبكي الجرمان بأرض الأندلس بعد مباراة إيرلندا الجنوبية بملعب 5 جويلية كان الفريق الوطني على موعد يوم 16 جوان 1982 مع المباراة التاريخية التي خاضها أشبال المدربين خالف محيي الدين ورشيد مخلوفي بملعب مولينون بمدينة خيخون الإسبانية في أول مباراة له ضمن نهائيات كأس العالم وفيها اثبت الحارس مهدي سرباح وبقية العناصر الوطنية أن قدومهم إلى الأراضي الإسبانية ليس من اجل السياحة والوقوف على ما تبقى من أطلال الحضارة الأندلسية بل من اجل إثبات وجودهم وإسماع صوتهم في مختلف بقاع العالم على أن هناك في شمال القارة الإفريقية منتخب اسمه الجزائر متكونا من لاعبين لا يختلف مستواهم الفني عن مستوى نجوم البرازيلوألمانيا نفسها التي ضحك لاعبوها بقيادة بريغل ورومينيغي وماغات وشتيليكي وغيرهم من نجوم ذلك المنتخب حين أوقعتهم عملية القرعة ضمن مجموعة الجزائر وراحوا يصفون مباراة الجزائر بمثابة نزوة سيثقلون شباك الحارس سرباح بوابل من الأهداف سيدخلون بها تاريخ المونديال لكن وتماشيا مع المثل الجزائري العامي القائل: (العود اللي تحقرو يعميك) راح الجزائريون يلقنون الألمان درسا في الواقعية واللعب الجميل منهيين المباراة لمصلحتهم بهدفين لهدف سجلهما الثنائي رابح ماجر ولخضر بلومي بطريقة اللاعبين الكبار لقاء وقف فيه الحارس مهدي سرباح الند للند في وجه نجوم الجرمان التي لا تهزم ولا يزال إلى حد اللحظة يتذكر الألمان خسارتهم أمام الجزائر وبراعة ارتماءات الحارس مهدي سرباح. يسقط أمام النمسا ويتهاوى أمام الشيلي.. بعد مباراة ألمانيا التاريخية كان الفريق الوطني بقيادة الحارس مهدي سرباح على موعد مع مباراة تاريخية أخرى أمام المنتخب النمساوي بملعب مدينة اوفيدو يوم 21 جوان 1982 لكن وبالرغم مما قدمه مهدي سرباح إلا أن شباكه اهتزت مرتين وفي الشوط الثاني ليخسر الفريق الوطني المباراة بهدفين لصفر ورغم هاته الخسارة إلا أن حظوظ الخضر بقيت قائمة لبلوغ الدور الثاني. المباراة الثالثة والأخيرة عن الدور الأول لعبها الفريق الوطني أمام منتخب الشيلي بمدينة اوفيدو الاسبانية يوم 24 جوان 1982 ورغم تقدم الفريق الوطني في النتيجة 3/0 التي كانت تكفي زملاء بلومي لبلوغ الدور الثاني إلا أن شباك الحارس مهدي سرباح اهتزت في الشوط الثاني مرتين وضعت الفريق الوطني قاب قوسين أو أدنى من الإقصاء على اعتبار أن مباراة ألمانياوالنمسا التي لعبت في اليوم الموالي كان التعادل بأي نتيجة كانت تكفي المنتخبين للتأهل إلى الدور الثاني على حساب الجزائر وهو الذي حدث بعد تواطؤ المنتخبين على حساب المنتخب الجزائري في مباراة أطلق عليها فيما بعد بلقاء العار وقد اعترف الألمان بعد ربع قرن من تلك الفضيحة على أنهم تواطؤو فعلا مع النمسا من اجل فوز ألمانيا بهدف لصفر لبلوغ المنتخبين معا الدور الثاني وخروج الجزائر من البطولة. للإشارة أن الفيفا وبداية من هاته المباراة قرر إجراء جميع مباريات الجولة الثالثة والأخيرة من أي بطولة رسمية في نفس التوقيت تجنبا لترتيب نتائجها. سرباح يخسر منصبه لحارس جديد بعد عودة المنتخب الوطني من إسبانيا واستقالة الطاقم الفني بقيادة الثنائي خالف محيي الدين ورشيد مخلوفي وتعويضهما بالمدرب عبد الحميد زوبا الذي سبق له وان درب الفريق الوطني في أكثر من مناسبة بإبعاد الحارس مهدي سرباح وتعويضه بحارس مولودية وهران نصر الدين دريد. دريد الحارس رقم 19 بعد الحارس مراد عمارة جاء الدور لابن مدينة تبسة نصر الدين دريد وأول مدرب استدعاه للفريق الوطني عبد الحميد زوبا كان ذلك في المباراة الودية التي خاضها زملاء رابح ماجر يوم 19 ديسمبر 1982 أمام المنتخب التونسي بملعب المنزه وفيها حافظ الحارس مهدي سرباح على نظافة شباكه مقابل هدف واحد في شباك الحارس التونسي عبد الوحيد وبذلك يصبح نصر الدين دريد الحارس رقم 19 الذي يحرس شباك المنتخب الجزائري بعد الاستقلال. أربع مباريات متتالية لدريد بعد أن استعصى عليه العودة إلى التشكيلة الأساسية للفريق الوطني خلال كأس أمم إفريقيا بليبيا وبعد ذلك في مونديال إسبانيا وبعد رحيل خالف وتعيين زوبا خلفا له وبعد استدعاء الحارس دريد لأول مرة للمنتخب الوطني خلال المباراة الودية أمام تونس كان من البديهي أن يستعيد الحارس ياسين بن طلعة منصبه كحارس أساسي كان ذلك في أول مباراة خاضها الفريق الوطني في سنة 1983 في المواجهة الرسمية في ذهاب تصفيات كاس أمم إفريقيا (كوت ديفوار 1984) بملعب الشهيد زبانا بمدينة وهران وفيها اهتزت شباك الحارس بن طلعة مرتين لكن على العكس من ذلك اهتزت شباك الحارس البنيني كوكني ست مرات تناوب عليها كل من ماجر مرتين وبن ساولة مرتين فيما سجل الهدفين الآخرين كل من جفجاف ومناد. مباراة حتى وإن تفوق فيها الفريق الوطني بنتيجة لا تقبل أي جدل 6/2 إلا أن حارس النصرية ياسين بن طلعة فقد منصبه كحارس أساسي في مباراة العودة أمام البنين بكوتونو التي جرت يوم 26 أفريل 1983. بعد مبارتي البنين ذهابا وإيابا حافظ الحارس نصر الدين دريد على منصبه كحارس أساسي في المباراة الموالية أمام أوغندا في ذهاب تصفيات الدور الثاني لأولمبياد لوس أنجلس 1984. مباراة الذهاب التي جرت يوم 28 ماي 1983 بعاصمة أوغندا كامبالا اهتزت فيها شباك حارس مولودية وهران نصر الدين دريد أربع مرات مقابل مرة واحدة للحارس الأوغندي جون. رباعية المنتخب الأوغندي كلفت الحارس دريد غاليا حيث قرر المدرب عبد الحميد زوبا الاستغناء عن خدماته وتعويضه بحارس جديد اسمه ليامين بغلول من وفاق القل. بغلول الحارس رقم 20 خاض حارس وفاق القل ليامين بغلول أول مباراة دولية له يوم 10 جوان 1983 بملعب 5 جويلية أمام المنتخب الأغندي في إياب الدور الثاني لتصفيات أولمبياد لوس أنجلس. ورغم أن هاته المباراة هي الأولى لبغلول إلا أنه استطاع إنهاء المباراة دون أن تهتز شباكه على العكس من ذلك اهتزت شباك الحارس الأوغندي ثلاث مرات أهلت الخضر بشق الأنفس إلى الدور الثاني حيث واجه الفريق الوطني نظيره الليبي. ست مباريات متتالية لليامين بغلول باحتساب مباراة بلغاريا حافظ حارس وفاق القل اليامين بغلول على منصبه كحارس أساسي لست مباريات متتالية. المواجهة الثانية للحارس بغلول بألوان المنتخب الوطني كانت بتاريخ 7 أوت 1983 بالعاصمة البلغارية صوفيا في لقاء ودي أمام المنتخب البلغاري وفيها اهتزت شباكه ثلاث مرات مقابل مرتين لشباك الحارس البلغاري ميخالوف. المواجهة الثالثة لبغلول كانت هي الأخرى ودية بملعب الصداقة بالعاصمة السنغاليةدكار وانتهت بالتعادل هدف لمثله أمام المنتخب السنغالي والمواجهات الثلاث المتبقية كانت أمام كل من كوت ديفوار بملعب 5 جويلية وانتهت بفوز الجزائر 3/0 والموالية كانت هي الأخرى بملعب 5 جويلية وودية كذلك أمام السنغال وانتهت بفوز الجزائر 2/0 والأخيرة قبل أن يترك منصبه لحارس سبق وان حرس شباك الخضر أكثر من مرة كانت بمدينة الجديدة المغربية في إطار دورة الألعاب البحر الأبيض المتوسط وفيها دخلت مرماه ثلاثة أهداف كاملة مقابل هدفين في شباك الحارس التونسي بن نعمان. ... يتبع