* معظم الفرنسيين يؤيّدون "الحرب الصليبية" على ليبيا احتجّت المعارضة اليسارية فى فرنسا أمس الأربعاء، على تصريحات اعتبرتها "مروّعة" أدلى بها وزير الداخلية كلود جيان عندما تحدّث عن "حرب صليبية" بشأن التدخّل الدولي في ليبيا، وهي تصريحات تحمل اعترافا فرنسيا رسميا بشنّ حرب صليبية على الأراضي الليبية· وأشاد وزير داخلية ساركوزي كلود جيان بتحرّك الرئيس نيكولا ساركوزى بينما كان "العالم أجمع يستعدّ للتفرّج على شاشات التلفزيون على ما يرتكبه العقيد القذافي من مذابح"، مضيفا "لحسن الحظّ قاد الرئيس الحرب الصليبية لتعبئة مجلس الأمن الدولي ثمّ الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي"· وصرّحت زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين أوبرى أمس قائلة: "عندما يتحدّث المرء عن حرب صليبية هذا مروّع، إنه خطأ كبير في التحليل، إنه خطأ سياسي، وهو أيضا خطأ هواة وأكيد أنها هفوة"، وأضافت أن التدخّل فى ليبيا "لا يعني الغرب ضد الشرق، ليس العالم المتطوّر ضد عالم آخر قد يكون العالم العربي"· وبهذا وجد اليسار زاوية يهاجم منها الحكومة بعد أن اختار الإجماع الوطني حول التدخّل العسكري فى ليبيا· في سياق ذي صلة، أعرب ثلثا الفرنسيين "66 بالمائة" عن تأييدهم لتدخّل التحالف الدولي في ليبيا مقابل معارضة 34 بالمائة، وذلك حسب استطلاع للرأي نشر الأربعاء في صحيفة "فرانس سوار"· وكان استطلاع سابق أجري في 3 و4 مارس قبل أسبوعين تقريبا على التدخّل أظهر نتائج عكسية مع معارضة غالبية من 63 بالمائة وتأييد 36 بالمائة وامتناع 1 بالمائة عن إعطاء رأي· وفي بريطانيا، أظهر استطلاع نشر الاثنين أن غالبية 53 بالمائة ترى أنه لا ضرورة ليخاطر الجنود بحياتهم لمساعدة الثوّار في ليبيا، بينما أعرب 43 بالمائة عن معارضتهم لنظام القذافي· وفي ألمانيا، تدعّم غالبية التدخّل العسكري في ليبيا ولو أنها ترحّب في الوقت نفسه بعدم مشاركة القوّات الألمانية فيها، حسب استطلاع نشر مطلع الأسبوع الجاري· من جهة أخرى، انتقد الرئيس التركي عبد اللّه غول أمس الأربعاء "انتهازية" بعض الدول المشاركة في العملية العسكرية في ليبيا، مؤكّدا أن موقفها يثير شكوكا حول دوافعها الحقيقية· وقال غول للصحفيين في إسطنبول: "من الواضح للأسف أن بعض الدول انتهازية"، بدون تحديد أسمائها، وأضاف: "حتى الدول التي كانت حتى الأمس مقرّبة من هؤلاء القادة الطغاة إلى حدّ إثارة استياء شعوبها، ها هي اليوم تتصرّف بشكل مبالغ به"· وأضاف غول أن موقف هذه الدول يثير تساؤلات حول طموحاتها في ليبيا الغنية بالنفط، وقال إن "سلوكها يثير الشكوك حول نواياها الخفية"· وكانت تركيا العضو في الحلف الأطلسي أعربت عن معارضتها للضربات الجوّية على ليبيا وعن قلقها على السكان المدنيين، كما أبدت استياءها خصوصا إزاء فرنسا التي لم تبلّغ حلفاءها بالكامل قبل بدء العمليات· وكان وزير الدفاع التركي وجدي غونول تساءل الاثنين "من الصّعب أن نتفهّم لماذا تشارك فرنسا بهذه الحماسة في العمليات" العسكرية في ليبيا·